Showing posts with label Text. Show all posts
Showing posts with label Text. Show all posts

Wednesday, 5 September 2012

جزءان متساويان


- 1 -
قم، البس على عجل ما يصادفك من ثياب، اركض الى الفرن، غافل الجميع واسرق رغيف خبز واحد، لا بد أن تكون الخطيئة رغيفاً واحداً فقط، ثم اخرج الى الشارع، اقسم الرغيف الى جزئين متساويين، ابحث عن متسول، أي متسول وأعطه النصف الأول، وامض مسرعاً، لا تنتظر كلمات الثناء، كلانا يدرك بأنك لا تستحقها... ابحث عن مكان بعيد، أحفر بأظافرك، وادفن نصف الرغيف الثاني في الأرض، وانصرف بعدها الى الصلاة، ثم عد في الغد...
في الغد سيكون المتسول الذي شبع البارحة جائعاً اليوم، لا شيء يتغير، وستفهم أيضاً أن الأرض مهما كانت نواياك، تأخذ منك كل شيء على محمل الموت...

Wednesday, 21 December 2011

ليليان


كنت في العاشرة من عمري، عندما جاءني ملاك في المنام، 
وهمس: "غداً تكبر ويكون الشعر قدرك". 
في الصباح أيقظتني أمي بابتسامة،
وقالت: "هذه أختك الصغيرة"
وكانت أول قصيدة أعشقها.

كل عام وأنت أجمل الأشعار.

Saturday, 10 September 2011

في الإنتظار... والمرأة... وأنا


تنتظرني، تخترع للملل العاباً كالأطفال، ترسم على الأرض طاولة تضع عليها فنجاني شاي وكثير من البسكويت... تعرف بأنني سأعود، وعدتها بذلك عندما كنا نسمي الأحلام بمستحيلها... هي فقط لا تصدق أن الموت أناني يحب رفقة الشعراء

Friday, 19 August 2011

شفقة


تحدّث الموت مخاطباً الحياة: 
- " لم أشفق إلا على من يعيش منتظراً النسيان..."

أجابته متحسّرة:
- " أما أنا فلم تبغض نفسي إلا ذلك الذي أصبح حلمه الوحيد أن ينام..."

شد على يدها قائلاً:
- " تعالي يا نصفي الجميل، نزور الوقت في مخدعه، سمعت أنه عليل منذ مدة... يعاني من تضخم في الحلق سببه الضجر..."

Thursday, 15 July 2010

كي لا ننسى فيليب



فيليب الشاب الذي كان يبحث عن قلب جديد، رحل. ترك خلفه جسداً صادق الانتظار، حمل رجاءه، خوفه، حزنه وابتعد. تخلّى عن قلبه القديم، كنس غبار الانتظار عن صدره، علّق لوحات أمل على الجدران حول فجوة أرادها ميناءً أخيراً لبحر من الصلوات.

Thursday, 8 July 2010

أوكتافيا... لا تحزني



أنا مجرّد رجل عابر في نزهة. قرّرت منذ مدّة أن لا أتمرّغ في وحول السياسة، والحروب، والتجاذبات الطائفية. اقتنعت أنه من العبث تنظيف المستنقع... وحيداً.

رغم ذلك وجدتني منحازاً بطريقة ما، للكلام، أو ربما الهلوسة، لأنني ضقت ذرعاً بابتلاع الصمت كردّ بينما أتفرّج على رقصات الجهة المقابلة بالانتصار الزائف.

Saturday, 26 June 2010

ماذا يعني أن تكون كاتباً؟


        تستيقظ صباحاً وتتناول دفترك الصغير عن الطاولة، تقلب الأوراق، تحصيها على عجل. تقرأ ما خطت أصابع ناعسة بين حلم وحلم من عبارات متقطعة، تتحسس ألم قصائد مبتورة ولدت في لحظات يقظة سرقتها من خاصرة النوم. تبتسم مرّات غبطة مما كتبت، وأحياناً تمتص الأسف كحبة دواء، لأن سطورك كانت نحيلة تشبه الشعيرات التي سقطت عن رأسك المتقلب على الوسادة.


Thursday, 6 May 2010

اعتراف سجين



لأنني أشفق على ألمي كما أرثي حال كتبي الهائمة في زوايا البيت...

لأن الأحلام تُكدّس في صناديق تمتهن الغبار صلاة يومية...

لأن الدموع تُمسح بخرقة وترمى في بطن النسيان، والحزن الذي يصبغ بياض العيون بأحمر خائن لا يعدو أن يكون أكثر من حقيقة مغمّسة بالغثيان...

لأن جبيني سبّورة يتسلّى الوقت بالخربشة عليها، يرسم ظلالاً من ندم وجراحاً تتذكّر أكثر من صديق سبا محبّتي...

لأن الله يتّقن فنّ الإصغاء، والشيطان عدوه السرمدي يملك أروع ابتسامة...

لأن الأمل دمية شاخت بين أصابعي، وزفرات المستقبل هلوسة ماسح أحذية...

لأن النساء اللواتي أحببت أجمل الأزهار، أعتقتهن من جنوني، واحتفظت بأشواكهن في حلقي عبيراً للذكرى...

لأنني الأسير الأخير الذي لم يلذ بالفرار بعد، يتناوب على حراستي كل من عرفني. باقٍ هنا بين جدران مهترئة وباب مشرّع على كل الإغراءات. باقٍ مع نواطير نظراتي خوفاً من أسئلة ضميري. ماذا ستنهش أسنان حرّاسي، وأين ستنشب أظافرهم بعد رحيلي، وأنا الذي علّمتهم كيف يمسّدون الدماء خطوطاً مستقيمة على ظهري؟.

وربما لأن الأوراق في بلادي، رخيصة، فارغة، ومنتهكة...

اخترت الكتابة جريمة أقترفها بعد كل وجع...




Sunday, 21 March 2010

رسالة إلى الموت


دعني أستهل كلمتي بأن أقول وبحزم الصواعق: "لست خائفاً منك أيها الموت".

طبعاً، لم أنس الزمن الذي عشته مذعوراً من فكرة زيارة خاطفة تفاجئني بها مبتسماً، وتحديداً في أولى سنوات العقد الثالث من عمري. لا أزال أذكر عدد الأقنعة التي نزعتها عن وجهك أحياناً "بمساعدة" الحذر، وطوراً بأظفاري، بفعل ما رأيت وسمعت.

خفت يومها أن تتنكر في شكل عتبة مكسورة على الدرج المؤدي إلى منزلي، أن تتسلل إلى صدري من خلال علب السجائر التي ترافقني، أن تستعير جسد سائق متهور، أو تعبث في تفاصيل جسدي فتزرع عطلاً طارئاً في صيرورته الطبيعية، وربما تستقل سفر رصاصة طائشة أطلقها ابتهاجاً أحد الأقزام بعد تصريح متلفز لسياسي ما، لتستقر في صدغي وتصيب مني مقتلاً مأسوياً. بعدها تتلهى بالحدث الجرائد لبضعة أيام تختصر حياتي، ويبقى هو مجهولاً ومجرد تابع أمين لك.




Monday, 1 February 2010

تشايكوفسكي... وأنا

توفي تشايكوفسكي عام 1893. ومنذ ذلك التاريخ تهزأ موسيقاه من دموع الموت، ضعفه، وفشله.

عندما أستمع إلى معزوفته الأولى، ترتفع يدي نحو السماء،

Monday, 4 January 2010

أولاد أم كلاب؟





A young beggar asks for money from a driver stuck at a jammed highway leading to downtown Beirut. (AFP /Joseph Barrak)



أودّع نهاية الأسبوع، أجلس خلف المقود كمن يجلس في مقهى، أتأمل رذاذ المطر يصطدم بالزجاج الأمامي، يتفتت ويسيل بكسل. أراقب الضوء الأحمر الممدد ببلادة في إشارة سير عند تقاطع آخر من طريق أسلكها كل يوم. ساعة واحدة قبل انتصاف النهار، أشاهد السيارات حولي ووجوه السائقين الحائرة. معظمهم يرافقني منذ أمد، كلنا أجزاء من أحجية في مشهد زحمة الحركة. شرطي سير عبثاً يطارد السيارات الهاربة من تهديداته بتحرير مخالفة

إلى يساري، أنتبه فجأة إلى ثلاثة أولاد، أكبرهم لم يتخطّ الثانية عشرة من عمره، وأصغرهم في الخامسة.

Sunday, 8 November 2009

هذيان







ماذا تريد اللغة العربية منّا؟
أنظر إلى السؤال، أنتظر البقية، أبحث عن عبارة "توسّع وناقش". أتذكّر مقاعد المدرسة الخشبية، وورقة امتحان صفراء خط عليها بأحرف مستعجلة موضوع إنشاء للصف السابع.
أستهل الكتابة، كما علّمني أستاذ لم أعد أذكر من تعابير وجهه غير ابتسامة أمل نحيلة. أكتب: "تريد اللغة منا ..." وأشرع بالتفكير، أسكب نظرات حائرة من بين قضبان نافذة وحيدة، أصغي إلى ليل يئن بصمت من وجع بانت جراحه أضواء مبعثرة في خاصرته. 
" ... أن نكون حفّاري قبور".

Sunday, 25 October 2009

حكاية غضب

شعورٌ ينمو فجأةً في داخلك. شعورٌ صغير جداً يبدأ بالتنقل في الجسد كاللص. يقتات من الوقت الضائع في اليوم ويسيل كالسمّ في العروق المنهكة. محارب لا يسأم التيه في الثنايا المظلمة من صدرك. فجأةً، من دون أن تدري، تسمع وطأة خطواته الماردة تدوس أرض عقل هائج بألف فكرة وألف وجع. تهتزّ الصور المعلّقة على جدران ذاكرتك، يتفكّك إطارها، يسقط... على أكثر من فوضى وأقل من رائحة سلام مفقود مع الذات منذ زمن بعيد.

Sunday, 11 October 2009

أرجوكم إقرأوا رسالتي القصيرة


            ما بعد منتصف الليل بساعتين، يئنّ الهاتف النقّال المتوسد بضعة كتب ملقاة على منضدة في محاذاة السرير. رنّة يتيمة توقظك على عجل: رسالة لا بد أن تكون مهمة قياساً الى توقيت الوصول. على مضض، وبأنامل مرتجفة، تمد يدك ببطء لتلتقط الخبر. أجفان نصف مطبقة وعيون تلعق الكلمات عن الشاشة الصغيرة: عرض خاص، تنزيلات حتى 30% على ماركة ثياب معينة، آخر مهلة تاريخ الغد، والذي يصادف اليوم لأن الليل كان قد شرع في لملمة سواده أمام أضواء صباح ناعس.