إنّ بعض الظنّ إثم بقلم مروة صبري
اقتربت من طفل صديقتي لألاعبه فلم أستطع من رائحة السجائر القوية المنبعثة منه. و أشفقت عليه و على رئتيه البضتين و عزمت أن أحدث أمه في الأمر من أجل مصلحة قرة عينها. ظللت أفتش عن مدخل مناسب أفاتحها به حتي لا أجرح مشاعرها أو أخسرها. و قبل أن أتحدث، راجعت معلوماتي السابقة عن أسرة هذه الأخت فعلمت أنّ بالأمر سر. فأنا أعرف جيداً أنها نشأت في بيت مستقيم و كذلك زوجها و لا يمكن أن يقترب أحدهما من التدخين. فاقتربت من الرضيع مرة أخرى أكذب أنفي الذي أصر على موقفه. إنها رائحة سجائر دون شك.
يجب أن أنقذ هذا الطفل و لو بنصيحة. نحن نعيش في غربة و لا يحتك ابن صديقتي بأحد إلا والديه مما يؤكد أنّ الأم حتماً تعرف مصدر الرائحة. ألصقت أنفي في قميص الطفل و أنا أدفع فكرة أن والده يدخن فسألت أختي في الله و براءة الأطفال في عينىّ عما إذا كانت وضعت عطراً لابنها قبل مغادرة المنزل. أعرف أنّ رائحة العطر تختلف اختلافاً كلياً و جزئياً عن رائحة السجائر و لكن من يضمن ما يدور بأمخخ مصنعي العطور؟ أنا شخصياً لا أثق في كل إبداعاتهم و لكنّ المشكلة أنّ صديقتي ضحكت و قالت:"أتظنين أنّ عندي وقت لهذا؟" قاتلة بذلك آخر أمل عندي في دفع ظنّ السوء فكان لابد من سؤال صريح بأدب و ابتسامة،:"هل زوجك مدخن؟" فضحكت مرة أخرى و قالت،"هل نحن (وش) ذلك؟" فسألتها عن رائحة السجائر التي تفوح من ابنها فضحكت أكثر و قالت "أصلي نسيت حلة اللحمة على البوتاجاز و خرجت. الحمد لله ربنا ستر بس الريحة مسكت في كل حاجة حتى الهدوم اللي في الدولاب."
كتبته مروة صبري©2009