بقلم مروة صبري
نعلم من القرآن و السنة المطهرة أن الذنوب تنقسم إلى كبائر و صغائر و أنّ في البعد عن كلاهما النجاة في الدنيا و الآخرة. أما في عصر الحاسوب الآلي و الديجيتال،أصبحت للذنوب انقسامات كثيرة من حيث الحجم فمن الذنوب ما هو كبير كشرب الخمر عمد الغالبية و منها ما لا يستحق الذكر و إن ذكرته نصحك الناس ب"يا عم صهين" مثل السكوت عن الحق و تجاهل الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ف"خليك في حالك" هو الرد المتوقع في حالة الحشريين أمثالك. و من الذنوب ما لم يعد ذنباً مثل معاكسة بنت الجيران و الكذب على الأبوين و عدم الإنصات لهم في سن الشباب و كأن الشباب اليوم مرفوع عنهم القلم.
لم يعد المرجع في تقييم الذنوب هو القرآن و السنة كما كان الحال من قبل إنما التقاليد و الأهواء و العقل و دواعي التطور و معلش. و على ذلك فإن الكبائر أصبحت من الفصائل الشبه منقرضة من الذنوب. فالربا أصبح فائدة و القتل في الأفلام يكون بحسب جماهيرية القاتل فلو كان القاتل عادل إمام، أصبح القتل مشروعاً أما إن كان من ممثلي الدرجة الثالثة فلا يحل له. و يذكرني هذا بابنة مخرج أفلام شهير حينما نقلت لي عن أبيها أن القبل في الأفلام ليست حراماً. و من وجهة نظر أبوية، لا يصح لهذا الأب أن يخبر ابنته الطفلة البريئة حينئذ أن أباها يروج لمعاصي في أفلامه حتى لا تهتز صورته أمامها فاختار أن تهتز صورة الدين. و يبدو أن الكثير يتبع هذه الحكمة و نعم بها. فبدلاً من أن نعترف بأخطائنا أو جهلنا، أحرى لنا أن نطور الدين و نوسعه بحيث يحتوي ذنوبنا جميعاً. فلماذا نقول بأن الحجاب فرض و النقاب فضل و أن بعضنا مقصرين، أليس من الأجدر أن نظهر و كأن كل شيء تمام و أن جماهير أهل العلم الذين حفظوا و درسوا القرآن و السنة و علوم القرآن و ألموا بعلم التفسير و علم الجرح و التعديل و أسباب النزول و النحو و الصرف و أدب تلقي العلم و فضل العلماء ، كلهم أخطئوا الفهم. أما الذين فاتهم كل ما سبق فلحكمة ما، هم الذين فتح الله عليهم من دون عباده و آتاهم من البصيرة ما فاقوا به الأولين.
السبت، 17 أكتوبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق