2025-12-06

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يفك شفرتها، بزغ نجم تشارلي تشابلن كأيقونة عصية على النسيان في سِفر الذاكرة البشرية. لم يكن هذا الرجل القادم من ضباب لندن الكئيب مجرد عابر سبيل في عالم الفن السابع، بل كان فيلسوفاً وجودياً يرتدي ثياب متشرد، وقديساً دنيوياً يعبث بعصاه الخيزران الرقيقة في وجه البؤس العظيم. لقد نجح، بعبقرية نادرة، في تحويل الفقر المدقع والجوع الكافر الذي كابده طفلاً في ملاجئ الأيتام وأزقة لندن الخلفية إلى ملحمة بصرية باذخة، جاعلاً من شخصية "المتشرد" (The Tramp) مرآة اجتماعية صافية تعكس أوجاع الطبقات المسحوقة التي وجدت في تعثراته المضحكة انتصاراً لكرامتها الجريحة، وفي هروبه الدائم من رجال الشرطة نوعاً من الحرية الفوضوية التي عزّت عليهم في واقعهم الاقتصادي المرير. إن ملابسه بحد ذاتها كانت وثيقة احتجاج؛ فالسترة الضيقة، والسروال الفضفاض، والقبعة التي تحاول حفظ ماء الوجه، والحذاء الذي يفوق مقاس قدميه، كلها كانت ترمز لعدم توافق الإنسان البسيط مع مقاييس عالمه القاسي. 

 تجلى هذا العمق الإنساني بوضوح ساطع في يناير 1921، حين أطلق تشابلن فيلمه الخالد "الفتى" (The Kid)، الذي لم يكن محض شريط للضحك العابر، بل كان دوزنة دقيقة لأوتار الروح بين الابتسامة المشرقة والدمعة المالحة. في هذا العمل، سكب تشابلن حزنه الشخصي وذكريات طفولته البائسة ليصنع لوحة فنية عن الأبوة التي تنبت كزهرة برية عنيدة في قحط الفقر، مؤكداً للعالم أن العاطفة الصادقة لا تحتاج إلى حسابات بنكية أو أنساب رفيعة لتنمو وتثمر. لقد كان مشهد المطاردة عبر الأسطح لإنقاذ "الفتى" من أيدي موظفي الرعاية الاجتماعية تجسيداً للصراع الأزلي بين دفء العلاقات الإنسانية وبرودة البيروقراطية الحكومية، مما جعل الفيلم وثيقة اجتماعية دامغة تتجاوز حدود الترفيه. 

 وحين دارت رحى الصناعة الثقيلة وسحقت تروسُها روحَ الفرد في منتصف الثلاثينيات، انتفض هذا الفنان الصامت في فبراير 1936 عبر تحفته السينمائية "الأزمنة الحديثة" (Modern Times). في هذا العمل، حول تشابلن جسده النحيل وحركاته البهلوانية إلى صرخة احتجاج مدوية ضد الآلة الرأسمالية الجبارة التي حولت البشر إلى مجرد أرقام صماء في قوائم الإنتاج الضخم. كانت رقصته الهستيرية وسط التروس والمسننات سخرية مريرة من عبثية التكديس المادي على حساب الروح، ومحاكمة فنية للنظام الاقتصادي العالمي في ذروة أزمات "الكساد الكبير". لقد استشرف بذكاء حاد مخاطر التحول إلى "الإنسان الآلي"، سابقاً عصره في نقد العولمة المتوحشة وتسليع البشر قبل أن يُصك المصطلح بعقود طويلة. لم يكن مشهد "آلة الطعام" التي تحاول إطعام العامل قسراً لتوفير الوقت إلا نبوءة مخيفة عن هيمنة التكنولوجيا على أخص خصائصنا البيولوجية. لقد آثر تشابلن أن يبقى في ذروة مجده أيقونة للصمت البليغ، مدركاً أن الإيماءة الصادقة والنظرة المعبرة التي تنبع من معاناة الإنسان البسيط قد تكون أبلغ أثراً وأبقى خلوداً من ألف خطبة سياسية عصماء. 

لقد رحل عن عالمنا بجسده، لكنه ترك خلفه عصاه وقبعته وإرثاً فنياً يطرح علينا سؤالاً أزلياً معلقاً في وجدان الحداثة: هل كان هذا "المتشرد" يضحكنا حقاً لتسلية وقتنا الضائع، أم كان يمرر من تحت قناع الابتسامة البلهاء مراثي عصرنا المادي الذي ما زلنا -دون وعي منا- ندور في تروس آلاته العملاقة، تماماً كما تنبأ في رؤيته البصرية الثاقبة؟ إنها تراجيديا العصر الحديث التي صيغت بمداد من ضحك، لتبقى شاهدة على أن الفن الحقيقي هو ذلك الذي يخرج من رحم المعاناة ليضيء عتمة العالم.

2020-08-15

يا فراشة!


 أينك عني يا وردية، يا فراشة؟

أين الليالي الحبيّة

حين تقولين: أنتَ من السماء هدية

أين اشتياقاتكِ الذي تقاتلين؟

أين استعداداتكِ لأن تقامرين؟

أين تيك الحياة المُذهبة السرمدية؟

أينكِ عني يا وردية، يا فراشة؟



أين ذيك الانتعاشة؟

حين آتي بالليل وتركضين؟

على الباب، وتحضني ذاك المسكين؟

الوَهِنِ، المسلوبِ، ذاك الضنين

وتومئين: شفتاي، أم صدري

وتخجلين

أين ذاك الحنين؟

هل من حائك يؤخذ عنه قماشَه؟

أينكِ عني يا وردية، يا فراشة؟


يا رشيقة القد، يا غشَّاشة

أتفرحين من دوني وتمرحين؟

وعاشقكِ مكلومٌ، ألا تدرين؟

الوردُ في يديه يعاني ارتعاشَه

وأنتِ مشغولةٌ كعادتك تصدين

يا لذا المسكين، رُقيُّهُ أتُراهُ حَاشَه؟

عن الكلامِ؟ عن الوردِ؟ عن الظنِّ

لا بأس، لا هم يثنيه

ولا عن حبكِ كونٌ حاشَه


وتَبدئين كعادتكِ وتتكهنينَ، وتُنهين

وتُمانعين وتَتجبرين وتَمنحين

مهلا للصفح، والرفءِ، وتَلعنين

وأنا تائهٌ بينكِ وبينَ بينكِ

أينكِ عني يا وردية، يا فراشة؟

2020-08-05

حتى تتحرر الدولة من الدولة!


انفجار بيروت الهائل الذي فجَّر جراحا جديدة في جسد لبنان، يجبرنا على العودة إلى الحديث عن حزب الله.. 
التنظيم الذي حوّل رئة الشرق وجنته، إلى بلد ضعيف واهن، يحنُّ للعودة إلى تاريخ مجيدٍ عَهِدَه.. 
بلد أثقله الدائنون ومثقلٌ بالعاطلين.. 
بلد للفساد فيهِ مرتع، ووجهته نحو طهران ترجِع..

كل هذا، بدأ ولن ينتهي، حتى تتحرر الدولة من الدولة.. 
التي تسكنها وتتخبَّط بها. 



النص بصوت الزميل صهيب شراير:


2020-07-02

مجالسة الهادئين!


الرابط لا يستهان به بين هدوء المرء، وانعكاس ذلك على حياته ومن حوله. أخذ الأمور بشيء من الرَّوية، يروي جوانب كثيرة، ويُحسِّن ما يُنبته العقل على ضفاف الأفكار، فتنضج زوايا النظر، وتسمو الروح، لتلامس سلاماً يُعد نادرا هذه الأيام، وحكمة نفتقدها ونرغب بها.

والتصدي للأحداث برد فعل مبالغٍ فيه، يسيء أكثر مما يطيِّب، ويحدث فراغا في رحلة البحث عن أجدى قرار يُتخذ في وقتها، وإن تم اتخاذه، فلن يكون إلا بعد تردد بين أسوار الوقار التي كسرها الصَّوتُ العالي، والجموح الجنوني عن "أحسن تقويم" جُبِلنا عليه.

مأساة الشخص الهادئ، تكمن في البداية، بالتعريف بأن ردة فعله ليست لا مبالة، وليس لها صلة قرابة بالبلادة، وإن حُفّت بشئ منها أحيانا! وبعد ذلك، يحدث أن ينفر منه البعض، لأنه – أي الشخص الهادئ – لا يسبح مع التيار، فهو ليس سمكة ميِّتة، فقد لا يُعتد بأهمية حضوره في التجُّمعات، ولا يتم البحث عنه بين أكوام القش، وإن حدث هذا، فهو لحاجة أو سبب غير الأسباب المتعلقة بهاتف شخص لا يتوقف عن الرنين والتنبيهات، لكثرة من يسألون ويسلِّمون ويتوقون للقاء!

لكلٍ ميزاته وعيوبه، ولكن عن نفسي، أفضِّل مجالسة الهادئين، الذين يشتاقون بهدوء، ويبحثون عنك بهدوء، ويعذرونك بهدوء، الذين يُحدِّثونك وكأنهم يهمسون، وإن ساءهم أمر لا يغضبون، ويُشعرونك دائما أن الدنيا بخير.

2020-07-01

2020


وبعدُ يا عشرين عشرين

ما الذي لم يفُتْكَ من ضرر

ولم تغنِّ حوله: "ما أصغر البشر"

آليت أن تعنِّينا.. تشقينا.. 

تلوكنا وترمينا.. 

وحين نصمت، تزعجنا بذاك الرنين

 

وبعدُ يا عشرين عشرين

أمواجُ بحرك ليست سوى ترابية

أثقلت بها رقيقَ أرجوحةٍ شراعية

وأوغلتَ في التصنيف.. في التعنيف

ففقدنا زهرة الحياة.. وذاك الحفيف

عوّدتنا على الشوق، على نار الخريف

وأرهبتنا بوحدةٍ في حضنك الضنين


وبعدُ يا عشرين عشرين

ربما لم نُحسن قراءة رقمِك

وكيف أنه يتكرر عُنوة في اسمِك

لتُضاعِفَ علينا الهمَّ والغمَّ مرتين

وتزيدَ الهواء سُمَّاً، والحزن كمَّاً

ونحنُ إلى رصيف الانتظار مصفَّدين


وبعدُ يا عشرين عشرين

نحن فَقدْنا، وفُقِدنا.. ألم تمِل؟

على الإساءة جُبِلت، ألن تزِل؟

نحنُ عبثاً نضحكُ بقلوب تبكي

والأنجُم سمِعتنا وغدَتْ عنّا تشكي

لن ننساك يا عشرين عشرين


سنذكرك كل يوم حين نلمحُ:

"صنع في الصين"

2020-05-06

دراما رمضان.. الرغبة العمياء!




كل عام يعود شهر رمضان، وقبل حتى أن يبدأ، تتسابق إلينا محاولات تشويه أعمال رمضانية بعينها، تـُعرض على وسائل إعلامية بعينها أيضاً، أعمالٌ لم يشرق عليها حتى صباح غُرة رمضان. 

وبعدها، يُساق إلينا الجدل على كفوف الرَّغبات. الرَّغبة العمياء في الشيء، تُورثه افتقاد المنطق والبعد عن الموضوعية، هذا ما يردده أهل الخبرة، فالتاريخ والحقائق لا تـُساق إلى ما ترغب به أهواؤنا، بل على ما سهر عليه المؤرخون. 

وحتى الرسائل التي بين السطور، كانت الأيام سردتها من قبل بتجرُّد، ولكن وضعها تحت بقعة ضوء الحقيقة، مزعج للبعض! والحكم في النهاية - وفي كل الأحوال - للمشاهد. 

2020-04-21

تهاوي النفط!


منذ البارحة.. والحديث عن السقوط الحر لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي، لم يتوقف، ما بين متوجِّس خائف، وفئة مقللة من شأن ما يحدث، وآخرون يراقبون، غير مستوعبين ما يحصل.. وهم السواد الأعظم.

كورونا تسبب بكل هذا.. أوقف عنا رحلات الطيران، وقلل إلى أدنى حد أعداد السيارات التي تقطع المدن، وقضى على حركة السفن السياحية في معظم أرجاء العالم، وعلَّق عمل الكثير من المصانع.

كل هذا كدَّس براميل النفط، فقل الطلب إلى أدنى مستوياته، وعاظم مع هذا القلاقل: إذا أصبح سعر النفط الأميركي بالناقص، هل يجب حقا أن نقلق؟

الكل يجمع على أن تبعات انتشار فيروس كورونا لم تتوقف.. والمفاجآت على الصعيد الاقتصادي خصوصاً، ستتوالى تباعا، كل هذا طبعا وفقا للخبراء.



محاكمة المنظمة!


أسوة بالكثير من المنظمات الدولية حين تـَخذل من يأمل منها الكثير؛ ترتهن "الصحة العالمية" الآن لأغلال كرسي الاتهام، في حملة ضروس تقودها أكثر دول العالم تضررا من كورونا.. الولايات المتحدة.

البعض يرى في المنظمة ذات السبعين عاما أنها قدمت وتقدم ما عليها.. فموجة الجائحة أكبر من أن توقفها، وأشد من أن تثنيها، وأن مَن تساهل وسخر ثم أخفق في بداية انتشار كورونا، لم يجد أمامه سوى المنظمة ليعلق عليها مشاكله المتكالبة.

والبعض الآخر يرى في المنظمة مثالا على أكثر أبنية المنظمات العالمية التي ينخرها الفساد، وتقبع بين رَدْهاتها الانتقائية، وتجثم على قراراتها مصالح ذاتية.

أو كما يقول السفير والوزير السعودي الراحل غازي القصيبي: ضمير العالم المكروب لا يَضيره أن يرقص قليلاً.

2020-04-10

أبعد من كورونا!


الصراع بين واشنطن "ذات الصوت العالي" وبكين "التي تعمل بصمت" لم يطفُ على السطح وحسب، بل رافق فيروس كورنات أينما حل. الصين التي تقف بشموخ الآن، مستغلة نشوة رفع إغلاق أوهان، ربما هي تراقب الآن مَن يمتدح إجراءاتها وتـُذهله، ومَن هو متعجب مستغرب.. تراقب الجميع، حتى الذين يُكذِّبون ما يحدُثُ في الصين، بعد أن اتهموها بأنها تكتمت على الأمر وضللت المنظمات والعالم في بدايات تفشي الفيروس.

النظريات حول بدايات كورونا لا تـُعد، ومعظمها لا يخلوا من ذكر اسم الصين الشمولية والغرب الرأس مالي، لنعود إلى نقطة البداية.. معادلات الأقطاب، وما يطلقون عليه صراع تسيّد العالم اقتصاديا، وبالتالي كليا.

سواء كان الفيروس صينيا - بحسب دونالد ترمب - أم لا.. الواقع يقول أن كورونا الذي اخترق كل الحدود دون جواز سفر، زوّد البشرية بالكثير من التلميحات حول أمور ستتغير حتما، على كل المستويات، ما يؤثر بالضرورة على مفهوم المركز العالمي.. الصين الشاخصة أم الولايات المتحدة الغارقة.. أم ما لا نتوقعه.. ربما. 

رسالة إلى كورونا!


لا يزال العالم ينتظر ذاك الحل السحري لكل ما يعانيه ويؤلمه.. اللقاح الأسطوري الذي يبث الروح من جديد في قلب كوكب الأرض، فيخرجه من ذاك الطريق، ضيق الأفق كئيب المنظر. لا يزال ينتظر ذاك الماء البارد بعد ظمأ الصحراء، والنسمة العليلة في حرِّ الرَّمْضَاء. لا يزال يأمل انفراجة، ويتأمَّل في الإنسان ما أقلَّ حيلته أمام أصغر الأشياء. 

متى سيحين الوقت، ويكتب البشر رسالته لفيروس.. رسالته ستكون:
كورونا.. حتى وإن انتهى هذا الجثوم على مفاصل الأرض، لن ننساك، وسنتجاوز مساوئك وما حققت من آلام، وسنبقى حذرين متأهبين. سنتذكرك فقط بتلك الخصال الجيدة التي أحييتها فينا.

2020-03-26

البشرية تستنفر


لايزال كورونا الذي مللنا من سماع اسمه، يُطبِقُ على مفاصلِ دولنا ويمنعنا من تنفسِ الهواء خارج منازلنا.. كما تعوّدنا. لايزال يمنعُ عنا السلام وتحقيقَ الأحلام. 

لايزال يسيطر على عقولنا، ويرتبط بكل فكرة أو خاطرة تتعلق بالغد. لايزال يطرح ألف سؤال دون إجابة واضحة.. وألفَ إجابة دون تبريرات مقنعة. ولم نعد نسمع سوى: واصل بقاءَك معزولا.. وواصل تفاؤلك.. عسى أن تنجلي هذه الغيمة المشؤومة قريبا.

كل شيء أمسى فريدا هذه الأيام، فريدا لدرجة أنه يحدث لأول مرة على وجه البسيطة. ما نفعله وما يُفعل بنا.. فمن كان يتوقع كل هذا؟! من سيشرح أن كل هذا التطور البشري، نازلـَهُ فيروس، وفتكَ بالآلاف وفرّق المليارات من الأرواح وعزلها، لا لتفعل شيء غير المراقبة.. فيروس هزم البشرية باعتراف الجميع.. على الأقل حتى الآن.


2020-03-25

منع التجوّل


عام 1918، حدثت أسوأ كارثة طبية في التاريخ.. فقد أصابت الإنفلونزا ثلث سكان العالم، وقتلت نحو خمسين مليون شخص. العلماء حللوا ما حصل في تلك الحقبة، ووجدو أن الوباء كشف عن عدد الأرواح التي يمكن إنقاذها عن طريق التباعد الاجتماعي.. فالمدن التي ألغت الأحداث العامة كان لديها حالات أقل بكثير، وبالفعل بعد تطبيق هذا المبدأ، قضي على تفشي الوباء.

اليوم حظر التجول الجزئي أو الكلي، تفرضه دول عدة، بعد أن طبقته الصين بصرامة، ونجحت في عدم تسجيل حالات جديدة لعدة أيام. 

ما قالته الكاتبة الكوبية أنيس نين عام 1931 قد ينطبق كثيرا على حالنا هذه الأيام.. تقول:
"ما نسميه مصيرنا هو حقا شخصيتنا، ويمكننا تغيير تلك الشخصية. المعرفة بأننا مسؤولون عن أفعالنا ومواقفنا الآن لا تحتاج إلى من يحبطنا، لأنها تعني أيضا أننا أحرار ومعنيون في تغيير هذا المصير".

الإنسان أهم


لا توجد حكومة في العالم لم تتخذ إجراءات ضد مواجهة انتشار وباء كورونا. إجراءات صارمة وجادة، تتوعد فيها المخالف بعقوبات كبيرة.

 إجراءات لم تهتم لأي شيء.. أكرر أي شيء.. سوى حياة النفس البشرية، فهي أغلى من أي اقتصاد، وأحق بالبقاء من أي إنجاز أو عمل. 

 قد يكون منع التجوّل مملاً للبعض.. ويشكل هواجس عند آخرين، لكن الأمل في أن نَعبُر بخير إلى ضفة الحياة الطبيعية من جديد، هو دافعنا لأن نتحمل البقاء معزولين، من أجل أوطاننا.. من أجل من نحب.. من أجلنا. فالسؤال هنا: كم نحن على قدر المسؤولية، وليس متى سينتهي كل هذا.

 يقول الفيلسوف الفرنسي جاك أتالي:
"لحسن الحظ، هناك درس آخر من هذه الأزمات هو أن الرغبة في الحياة هي الأقوى دائمًا. يتغلب البشر في النهاية على أي شيء يمنعهم من الاستمتاع باللحظات النادرة لمرورهم على الأرض".

2020-03-23

بيتك.. حياتك


لم يعد الحديث عن غير كورونا ذي معنى.. هذه الأيام. الفيروس الذي لم يحاول اختراق أجسادنا فقط، بل اخترق عقولنا وحياتنا الاجتماعية، وأثَّر أكثر ما أثر على اقتصاد كوكبنا، الذي سيحتاج إلى فترة طويلة ليُشفى بعد أن نـُشفى نحن من تبعات مصاحبتنا لهذا المارد، لأشهر نرجو أن لا تمتد أكثر.

أثبت التاريخ أن كل شيء يُستطاع تعويضه؛ فأطفالنا سيستطيعوا استدراك ما فاتهم من تعليم، وأقاربنا وجيراننا وأصدقؤنا، سنعود لنلتقي بهم ونسلِّم عليهم دون هواجس، وشمس الحياة ستشرق على الكثير من الشوارع بعد أسابيع من ظلمة الركود، وحتى روما، قد نجد الطرق إليها مرة ثانية. كل شيئ يُعوض مشاهدينا الأعزاء إلا حياة البشر.. 

فابقوا في منازلكم.

2020-02-24

المقاعد المعممة!


في مرحلة عقوبات لم تشهد لها إيران مثيلاً، وبطالةٍ وتضخمٍ وكبت للحريات الشخصية، لن يُتوقع أن يظفر بأغلبية مقاعد البرلمان الإيراني، سوى من هم أشد على الشعب المغلوب، وأقرب للحاكم الأوحد للبلاد.. علي خامنئي. 

الحرس الثوري ظفر بمعظم مقاعد البرلمان، الذي كان الأمل الوحيد لرفع الظلم عن الشعب الإيراني، تحت قيادة لا تعترف بالداخل كما تصدير الثورة والتدخل في الخارج.

يقول رئيس الوزراء السابق للاتحاد السوفييتي فلاديمير لينين: يُسمح للمضطهدين مرة كل بضع سنوات أن يختاروا ممثلٍ عن الطبقة المضطهدة في البرلمان، ليقمعها.

ضجيج فيروس!


بعد نحو ألفين وخمسمئة وفاة، ونحو ثمانين ألف إصابة، في ثلاث وثلاثين دولة وسفينة، بات طبيعيا أن تـُستنفر الهواجس عند الناس، وتدور بهم الدوائر! 

فيروس كورونا.. ما هذا المرض الغامض الذي يستنفر دول العالم؟ وكيف بدولة كالصين، المتقدمة في كل شيء، أن تقف شبه حائرة أمام هذا المارد الجاثم على صدر اقتصادها؟ أهي حرب بيولوجية تستهدف البشر لأن أعدادهم تخطت قدرة موارد الأرض؟ هل الأمر جدِّي ويستدعي كل هذا الضجيج في السباق لأحدث الأرقام، وهذه الجلبة الإعلامية؟

وبالرغم من أن معدل الإصابة قل، إلا الفيروس قد ينتقل حتى دون الاختلاط بالمصابين أو بالسفر للصين، كما أكدت منظمة الصحة العالمية، ما زاد الحيرة، وفاقم الخوف.

2020-02-22

الفيروس النفسي!


الخوف من الإصابة بالمرض، تتفوق أحيانا في أعراضه على أعراض المراض نفسه، هذا عندما يتحوَّل هاجس الوقاية، إلى وسواس. 

فيروس كورونا نشر مع انتشاره في العالم، آثارا نفسية، صحية واجتماعية واقتصادية، دلالاتها كبيرة.. 
الكمامات نفدَت، والسلام التقليدي قلّ. المشورات الطبية انتشرت، وكذلك متابعة أخبار المصابين، وآخر ما تبثه بكين. حدودٌ أغلقت، وأعين الاقتصاديين والمصنِّعين أصبحت معلَّقة على مؤشرات الأسهم وأرقام المبيعات.

هذه الحالة طوَّرها "كورونا" المتطوِّر.. فهل يجب أن يؤثر على الحالة النفسية أيضا.. إلى هذا الحد؟

الحلم الأفغاني!


يقول الشاعر الأفغاني عزيز سلطان آراش عن بلاده في السابق: 
كان البشر يزِّينون الأمكنة 
بحرِّية الحركة
وعدالة اللغة

كان الحب طازجا 
والنساء مثل الحرير البكر
والرجال أقل شراسة 
وجنونا.

أفغانستان.. نقطة الاتصال القديمة لطريق الحرير، والهجرات البشرية السابقة. وموطن حضارات بقي منها ما بقي، ودمَّرت الحروب ما دمَّرت. اليوم، الوضع معقد سياسيا في أفغانستان. الكثير من الأحداث والمؤتمرات والطموحات، والأكثر، هو الرغبة الصادقة لدى الأفغاني الوطني، أن يَأمن ويرتاح بعد عقود من التدخل الخارجي والعراك الداخلي.

علاقة أفغانستان بالسعودية تارخية ممتدة، في السياسة والأمن والاقتصاد، والرياض تدعم كل جهود السلام في أفغانستان، وعملية المصالحة مع طالبان، بعد حرب مستعرة منذ سبعة عشر عاما.

سرقة النهار!


يُقال أن الحروب الداخلية لا تقضي على الفساد، وإنما توفر فرصا جديدة له. تماما كما يحدث في اليمن.. ملايين المشرَّدين يئنِّون، الجوعى يُعانون، والمرضى يموتون، وميليشيات الحوثي تساوم مساعدي البلد المنهار: النهب مقابل السَّماح.

تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة، ولم يكن الأول، يتحدث عن أن ثلث المساعدات الخارجية لليمن، والتي تقدَّر بمليارات الدولارات، تذهب لجيوب قادة ميليشيات الحوثي، عن طريق قطع الطرق على المساعدات، وفرض شروط جشعة على توزيعها، منها مثلا أن تحصل الميليشيات على اثنين في المئة من الميزانية الكلية للمساعدات.

التهديد بطرد المنظمات الإنسانية، وبناء جملة من العوائق على تحركاتها في مناطق سيطرة الحوثي، فاقم أزمة بلد على شفا مجاعة، إذ يحتاج نحو ثمانين بالمئة من السكان، إلى مساعدة.

2020-02-20

الخبر السيئ!


تأثيرات فيروس كورونا تخطت صحة البشر إلى صحة شركة أبل، عملاق التكنولوجيا في العالم، التي ساقت هذا الخبر السيئ: ربما لن نحقق أرباحنا المتوقعة، للربع الأول من هذا العام.

الصين.. أكبر مَصنع وسوق للهواتف في العالم، وبسبب انتشار "كورونا" تأثر إنتاجها بشكل كبير، بعد زادت مدة عطلة اللسنة القمرية الجديدة، وقلصت بعض مصانعها ساعات العمل.

إلى متى سيبقى التأثير على صناعة الهواتف، وهل ستتسع رقعته، وما الحلول أمام شركات التكنولوجيا؟ أسئلة ربما تصعب الإجابة عليها، قبل أن تنقشع غـُمة الفيروس.

مأزق السيطرة!


ربما لم يخطر في بال المحتجين مطلقي عبارة "كلن يعني كلن" في لبنان، أنها ستجعل تنظيم حزب الله وأتباعه يكشرون عن أنيابهم أكثر، بعد أن كان الحزب أصدر بيانا في بداية الحراك يعلن فيه عن تأييده لإصلاح حال المجتمع المكلموم.

هذا ما جاء في تقرير نشرته مجلة Foreign Policy الأميركية، التي أشارت إلى أن الحزب، وقع في مأزق عندما شعر بخطر يهدد وجوده ويقطع عليه أصابعه، فأزال عن وجهه قناع المتضامن الحالم مع المتظاهرين، فظهر الضرب والخطف والتكسير، وإصدار البيان تلو البيان، تأييدا للطبقة السياسية الحاكمة وقتها.

وبعد أن استقال الحريري، وقف حزب الله مجددا في وجه تحقيق مطالب المحتجين، معينا في الخفاء حكومة ظل، راضخة له، ومعززة لقبضته على أوصال البلاد.

نهاية المسرحية!


في الزمن الذي نعيشه، لم يعد ينطلي على أحد الطموح السياسي الذي يتزيَّن بالدين، ويجند خلفه عقول الناس وقلوبهم، من خلال استغلال عواطفهم وما يؤمنون به.

عبدالله غل، رئيس تركيا السابق، قال في تصريح نادر إن الإسلام السياسي انتهى من العالم. غل رفيق درب أردوغان ومؤسس حزب العدالة والتنمية معه، لم يكتف بهذا، بل أردف قائلا إن الحزب حاد عن مبادئة الأساسية، الاعتدال، والحرص على عدم استخدام الشعارات الدينية في خطاباته السياسية.. قاصدا بجلاء، أن هذا الحياد عن المبادئ يأتي الآن على يد أردوغان ونظامه.

إن رغبة الإسلام السياسي في السيطرة والإخلال بالأنظمة، مسرحية فـُضحت على يد تنظيم الإخوان، ومن بعده القاعدة وداعش.. رغبة لم نجد منها سوى التعقيد والتهجير والدم.

2020-02-19

خف القلق!


ضُبـِطَ معدَّل انتشار كورونا.. وفـُقـِد تسارع موت ضحاياه، حتى وصل نحو 1900على مستوى العالم.

منظمة الصحة العالمية خففت من حدة نبرة التحذير من الفيروس، وامتعضت من "المبالغة في اتخاذ إجراءات الحد من انتشاره"، فيما لم يُعلن حتى الآن عن دواء رسمي لعلاج كورونا أو لقاح للوقاية منه.

المعروف حتى الآن أن غمامة القلق العالمي بدأت تنقشع، وانتشار الفيروس بفضل الإجراءات الاحترازية والمحاجر الصحية، سُيطر عليه.. على الأقل في عالمنا العربي.

9 مقابل 1


تسعة مقابل واحد.. لم نسمع بهذا من قبل في منافسة رئاسية، عيارها عالمي، ومعيارها: ترمب.. مقابل خصومه من الحزب الديمقراطي. 

المنافسة ليست لشراء المشاعر، بعدما رفعت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب سقف الإيفاء بالعهود. من القضاء على داعش وضرب إيران في أهم قادتها، إلى خفض نسب البطالة وبناء السور. وعود كانت صعبة التصديق، لكن ترمب أثبت أنه له قاموسه الخاص.

وبعد كل الضربات التي وجهها ترمب للحزب الديمقراطي.. الجادة منها والساخرة، ما حظوظ بايدن وساندرز ووارن.. والبقية؟ أمام اعتزاز ترمب بنفسه، الأعظم هذه الأيام، فلا منافس جدي له حتى من داخل حزبه الجمهوري.

أجندة الفوضى!


لم ينقض الغبار الذي أثارته ما تعرف بالثورات العربية، حتى انكشفت نوايا الحرب التي نصَّب لها تنظيم الإخوان طاقاته، وعزز إليها كل مآلاته. لم تكن الديمقراطية إلا صورة مجمَّلة لواقع أسود، يتوق إليه تنظيم الإخوان، فيتوسع به في كل شبر - ما استطاع -. 

الخليج العربي لم يكن بمنأى، وفق تفاصيل حصرية كشف عنها فيلم "أجندة الفوضى" الذي بثته العربية البارحة. وكشفت من خلاله عن طموحات التنظيم التي يذعن بها أحد قادته (طارق السويدان) في السودان، قبل أن يَنفذ الأخير أخيرا من قبضة التنظيم المهترئ الآن.. إلا من بعض بقاياه في تركيا وقطر.

2020-02-10

التقنية المرعبة!


تعارفنا على أن تساهم التقنية في تحسين حياتنا.. وتعزيز جودتها وإثرائها. ولكنهم يقولون دائما إنها سلاح ذو حدين، فكما عندنا جهاز التحكم في المنزل يغير القناة، هناك جهاز تحكم عن بعد لطائرة مسيَّرة قد يدمِّر أهدافا. 

هذا ما عززه فيروس كرونا منذ ظهوره، فالتقنية نشرت أخباره واتساع انتشاره في الصين وخارجها، والتقنية أيضاً ساعدتنا على فهم الفيروس وأساليب الوقاية منه، لكن التقنية ذاتها.. نشرت الرعب بيننا وأثارت قلقنا الجم، خوفا من أن نصاب بالفيروس الذي لم تستطع تقنية حتى الآن أن تجد علاجا له.

أطفال القبور!


ميليشيات الحوثي تستغل الأطفال وتجندهم. الأدلة جديدة، ولكن النهج قديم. فهذا الجشع في توظيف عاطفة الأطفال، لتوالي شخصية سياسية أو تتبرأ منها، أدين كثيرا حتى في المواثيق الدولية، ولكن المنقلب على الشرعية ينقلب على أي عُرف.

الأدلة هذه المرة على استغلال الأطفال اليمنيين وحرمانهم من زهور أعمارهم، تغلفت بالطائفية، وشملت أن يزور الأطفال مقابر لقياديين سابقين في جماعة الحوثي، ويتدربوا هناك على تسليم عقولهم وقلوبهم الصغيرة، لأفكار يطلقون عليها "التعايش الجهادي"، فيتقبلوا بعد هذا فكرة حمل السلاح الذي عليه صورة الحوثي وشعاراته، بكل سهولة.

نيران وثلج!


إدلب.. تعزيزات عسكرية قطباها النظام السوري بدعم روسي من جهة، والجيش التركي وموالوه من جهة أخرى. قصف متبادل، ووعد ووعيد، وآلاف النازحين تحت عاصفة ثلجية لا ترحم.

هذا هو الحال شمال شرق سوريا، وكلا الطرفين المتنازعين، عنده ما يبرر عملياته العسكرية، فتركيا ترغب بحماية حدودها من اللاجئين والإرهابيين كما تصفهم، أما روسيا فتدعم جهود النظام لتطهير المدينة واستعادتها. 

المبررات بُحثت في أنقرة السبت الماضي، ولم تكن النتيجة إيجابية. اليوم انطلقت من جديد جولة محادثات أخرى بين الوفدين التركي  والروسي.. وسكان أدلب مستمرون في الفرار من نيران القصف.. لبرودة الطقس.

بورصة كورونا!


يستمر فيروس كرونا في التنقل من بشر لآخر، بنية القتل، كاشفا في كل يوم عن مفاجآت. 

الفيروس عصف باقتصاد الصين، وهبت معه خفايا حرب خلفية، تدور بين واشنطن وبكين، في فلك إيجاد دواء لفيروس كورونا. 

أطباء تايلنديون يقولون إن مزج أدوية الإنفلونزا الإيدز يساعد في تخفيف أعراض الإصابة، فيما قالت بريطانيا أنها حققت "طفرة كبيرة" في الوصول للدواء، وفرنسا حائرة بعدة استراتيجيات كلها لم تجدِ. 

وبعيدا العلاج، سُجِّل انتعاش في بيع الكمامات وكل أنواع مقوِّيات المناعة.. ولأن الناس أصبحوا مرابطين بيوتهم أكثر، زادت نسبة الاشتراك في شركة نتفليكس الترفيهية أيضاً!

جديد ترمب!


قتل الريمي.. وقتل معه خطر القاعدة في اليمن. هذا ما أكدته واشنطن.. الريمي نسبة إلى ولادته في محافظة ريمة اليمنية.. أو قاسم عبده محمد أبكر، خريج معسكرات أفغانستان، وحَبِيُّ أسامة بن لادن في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، كما يُسمّى، أو فرعه في اليمن، الذي يُعتبر أخطر فروع التنظيم منذ تأسيسه عام ألفين وتسعة.

مقتل الريمي، ماذا سيتبعه؟ قائد جديد أم انحسار وانتهاء؟ على أي حال، هو إنجاز يُضم لإنجازات إدارة ترمب بعدما قتلت البغدادي وسليماني، وإن كان الريمي ليس بأهميتهما، لكنه ضارٍ لا يكترث لدماء الأبرياء، مثلهما تماما.

إسكات البنادق!


يجتمع في أديس أبابا قادة قارة أقدم الحضارات، وأكثرها تنوعا وجمالا وثراءً.. وبؤسا! القارة الأفقر في العالم، وشعوبها رغم الحروب والجوع، هم من الكثر تواصلا وكرما، هم كالغابة، إذ تتخاصم الأشجار بأغصانها، لكنها تتعانق بجذورها.. هذا ما يقوله المثل الأفريقي.

في الشمال جرح غائر اسمه ليبيا، تكالبت عليه التدخلات الخارجية، وفي أثيوبيا أزمة سد النهضة، وفي السودان، قيادة جديدة وشعب عطِش للحياة بعد رحلة شاقة من الخذلان والدم.

قبل 7 أعوام، وفي خمسينية الاتحاد الأفريقي، تعهد قادة القارة بإنهاء جميع الحروب في أفريقيا بحلول 2020.

واليوم ولليوم.. "إسكات صوت البنادق".. شعار القمة الأفريقية.

2020-02-07

رعب العطسة!


صدمة حقيقية أن نرى ووهان.. المدينة الصينية الأكثر اكتظاظا بالسكان، المدينة التي تعد مركزا سياسيا واقتصاديا وماليا وتجاريا وثقافيا وتعليميا لوسط الصين.. مدينة خالية بسبب كائن طفيلي لا يُرى بالعين، ولا يتكاثر إلا داخل الأحياء.. فيروس كورونا. 

ما أعظم ما أحدثه، وما أضعفنا نحن البشر، حين نخاف من كحة، حين ترعبنا عطسة، حين نمرض، ونتمتم: ما الذي حصل! لقد تقدَّمنا كثيراً.. ألم نكن أقوياء بما يكفي؟

الواثق جدا!


انتهت المحاكمة.. وبدأ السباق لحكم البيت الأبيض. الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدو في أفضل حالاته. كل شيء يشي بهذا، خطاب النصر وصورة المتباهي بالنصر مسبقاً، والانتصار على الديمقراطيين، محاولي عزله، الذين ظنوا بمحاكمته أنهم سيضعفونه، فزادوه قوة. 

المرحلة الآن مختلفة، فنتيجة السباق الرئاسي ليست محسومة مسبقا كما كان في محاكمة مجلس الشيوخ، والديمقراطيون سيشحذون كل الهمم، فيما يُتصوَّر، ليس للفوز بالرئاسة، بقدر ما هو لهزيمة ترمب.. الذي بات يتفنن في استفزازهم كل يوم أكثر. 

يقول نابليون بونابرت: إن أخطر الأوقات هي أوقات النصر.

2020-02-06

من نصدق؟


أشغل فيروس كورونا الصغار والكبار، وامتلأت بأخباره مجالسنا وهواتفنا، البعض يهوِّن والآخر يهوِّل. الصين أصبحت تعلن عن أعداد المشافين مقابل المصابين، والموت بسبب الفيروس تجاوز حدودها إلى بلدان أخرى. 

منظمة الصحة العالمية كذلك متفائلة، وتقول لا تقلقوا.. إنه ليس وباء عالمياً، هذا بعدما أصاب 25 ألف شخص في 20 دولة خلال شهر واحد. 

أنقلق؟ أنخاف؟ أم نثق بما يُقال لنا، وهذا - غالبا - ما نفعله، وسنفعله.

اكتشاف الزيف!


ضاق الأتباع ذرعاً، قبل المتابعين، بحزب الله.. وباتوا يعلنون هذا على الملأ، بعد أن فقد التنظيم قاعدته الجماهيرية التي اكتشفت زيف شعاراته وضيق أفق تطلعاته. هذا ما يقوله تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، عن حالة حزب الله اللبناني، خصوصا بعدما أيَّد الإبقاءَ على وضع البلد الكارثي الحالي، ما فاقم السُّخط ضده وضد راعيته إيران. 

فبات ينكل بأي شخص ينتقد شخص حسن نصرالله، أمين الحزب، وهذا ما شاهدناه في مقاطع فيديو عديدة، يعود فيها منتقديه عن أقوالهم، بعد تهديدهم أو تعذيبهم.

حالة الحزب الآن بعد جُملة العقوبات الدولية عليه وعلى طهران، سيئة للغاية، سيئة لدرجة أنهم ضلوا الطريق إلى القدس.. الطريق الذي لم يعرفوه أصلأً.

مصافحة الهواء!


كل كان شيء محبوكاً في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس ترمب.. كل فعل كانت له عشرات الدلالات، وكل ردة فعل لها كذلك. ما جعل تلفزيون CNN يصف ما حدث في مبنى الكابيتول بـ "البرنامج الواقعي".. الذي يعرض للمشاهد (ما يبدو) أنه واقعيا، ولكنه ليس كذلك!

إنها حالة متقدمة من الخلاف الحاد بين الجمهوريين والديموقراطيين، حالة استغلها ترمب بدهاء، ووجه الكثير من الرسائل التي تقول في النهاية، وقبل إعلان براءته من محاكمته: قلتُ وفعلت، وعدت وأنجزت.. ومن يقف في طريقي سأتجاهله، وما مُزِّق مجرد أوراق.. وليس تاريخاً، ومن لم أصافحه.. لم يكن موجودا أصلا.

يقول مهاتما غاندي: لا يستطيع المرء أن يصافح يدا مقبوضة. 

2020-02-05

الوباء المصاحب!


وباء فايروس كورونا.. صاحبه وباء آخر، إنه الأخبار. رقم من هناك، وتصريح من هنا، وتهويل وتبسيط، وتضخيم وتذليل. 

كل المتناقضات تقريبا اجتمعت على الإنترنت، وتحديدا في شبكات التواصل، ما جعل منظمة الصحة العالمية تحذر من هذا الوباء الإعلامي المصاحب لصاحب الشأن.. الوباء البيولوجي. لماذا لا يكون هذا التخبُّط مصدره الصين من جملة ما تصدر؟ فكل شئ محظور هناك إلا عن طريق الحكومة الصارمة في رقابتها. 

دينغ شياو بينغ، أحد رؤساء الصين الشيوعيين المتشددين رسّخ للسياسة الإعلامية لبلاده قائلاً في مطلع الثمانينيات: "إذا فتحت النافذة سعياً وراء الهواء المنعش، لا بدَّ أن تتوقَّع دخول بعض الذباب". 

القبعات الملونة!


القبعات الحمراء مقابل القبعات الزرقاء في العراق.. مشهدٌ لا يعرف لونا ثالثا في العراق.. إما مع الصدر وبالتالي مع تكليف علاوي فتتوشح بالأزرق، وإما أنك ضد الصدر وتكليف علاوي، فتعلن هذا بالأحمر تعبيرا عن دماء من قتل منذ بدء الاحتجاجات الأخيرة. 

أيام معدودات مضت على تكليف محمد توفيق علاوي، وبعده ألقى خطابا ينادي فيه بالتسامح وإعطاء الفرصة وحتى بالتظاهر، ولكن دون تخريب. الشارع في معظم أنحاء العراق لم يرقه اسم "علاوي" قبل إعطائه أي فرصة، فاستمرت الاحتجاجات.. وصدحت بألقابٍ كالخائن ضد الصدر، والفاسد ضد علاوي، بأصوتٍ أعلى من ذي قبل.

حرب المناكفات!


مرحلة جديدة دخلتها المعارك في إدلب.. مرحلة وصفها أردوغان بالخارجة عن السيطرة. في الحقيقة هي خرجت عن السيطرة على الأرض، وفي منابر الساسة أيضاً، حين انكشفت الحقائق هناك. 

أردوغان من جديد هو من وضح لنا هذا حين صرّح مناكفا بوتين: لن تعترف أنقرة بضم روسيا لشبه جزيرة القرم! لماذا الآن.. وفجأة يعرب عن هذا الموقف، عقب مقتل جنود أتراك في إدلب على يد قصف مدعوم من روسيا! ويؤكد هذا حين يقف على النقيض ضد موسكو في الحرب الليبية المتقدة. 

ما ذنب إدلب وسكانها.. إلا أنهم ضحايا أيضا للغيوم السوداء التي تتراشقها أنقرة وموسكو في إدلب، وتمطر حمما من نار. 

2020-01-28

فرار المرتزقة!


تطورٌ لم تحسب أوروبا حسابه، ولا تركيا عواقبه! المرتزقة السوريون الذين زجت بهم أنقرة في ليبيا مقابل المال، يفرون بالعشرات إلى أوروبا عبر سواحل إيطاليا، وفقا لتحقيق صحفي بريطاني، فيما أردوغان (التركي) المُصر على تنفيذ رؤيته للسلام في ليبيا، مستمر في تسهيل نقل آلافِ (غير الأتراك) إلى ليبيا.

تقارير استخباراتية تابعة للجيش الليبي تتحدث عن وجود جثث لعشرات المسلحين السوريين داخل أكياس بثلاجة مستشفى طرابلس المركزي.. إذن.. كان متوقعا هذا الفرار حتى لو على حساب أرواح المرتزقة، الذين أصبحت تتسبب تركيا عمدا بقتلهم في ليبيا، أو نشر سخطهم - من واقع حالهم - في أوروبا.

الدولة المعنوية!


هو "اتفاق سلام" بين طرفٍ، والآخر غائب أو مُغيَّب! لا مَشاحة في حالِ الأخير، وهو مقاطِعٌ لكل ما يتصل بالبيت الأبيض منذ عام 2017 حين أعلن ترمب القدس عاصمة لإسرائيل. توقيت الإعلان الآن عُد مشبوهاً، والبنود المسرَّبة - عبر صحافة تل أبيب - إن طُبِّقت، فهي تمنح الفلسطينيين دولة معنوية، بلا حدود مراقبة ولا جيش ولا مجال جوي.. ما جعل التلفزيوني الإسرائيلي يعلق الخميس الماضي: إن الخطة تتضمن إقامة دولة رمزية.. لا يمكن لأي زعيم فلسطيني أن يقبلها.

على أي حال.. بقي شهر على اقتراع جديد في الدولة العبرية.. وعدة أشهر قبل انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة.. لعله الوقت الأكثر ملاءمة لترمب ونتنياهو ليعلنان عن رؤيتهما الأحادية الجانب للسلام وقد يفرضانها، ويظفران بالمزيد من الأصوات المُحبِّة، والآمال المعلقة إلى أجلٍ غير مسمّى.

2020-01-27

لعنة "ووهان"!



بدأ كمرض غامض تسرَّب في مقاطعة "ووهان" الصينية، وفتك بالبعض، ثم تحوِّل إلى وباء مرعب، أسموه "فايروس كورونا الجديد"، تمكَّن من إصابة نحو سبع دول حتى الآن، قتل أكثر من ستين شخصاً، ونشر الخوف الحقيقي - بين الملايين - من كارثة صحية عالمية، إن لم يتم احتواء المرض في أقرب وقت ممكن. دولٌ أعلنت استنفارها، وأخرى أجلت رعاياها، ومطارات الأرض باتت تعلن حالة الطوارئ مع كل رحلة تأتي من الصين.

البعض يتساءل! هل أصبح "مَصنعُ العالم" يصدِّر لنا كل شيء.. ما نحتاجه وما يقتلنا؟ التحف والقرطاسية والملابس.. والفايروسات؟ الصين التي احتفلت أمس السبت بسنة الفأر، وشعبها يأكل الفأر والكلب والوطواط!

لا.. شكرا!


"إيران المتألمة ستتصل بي في وقت ما.. وستطلب مني إبرام صفقة، وسنعقد الصفقة".. مرت سنة ونصف على تصريح ترمب هذا، والصفقة لم تتم، والتراشق بين الطرفين بالأحرفِ، والصواريخ محددة الأهداف، لم يتوقف.. ويبدو أنه لن يتوقف.

طهران المتعنتة، المختنقة، قالتها غير مرَّة: "لا مفاوضات قبل أن تغيّر واشنطن سلوكها، وترفع العقوبات". وترمب رد عليها بالإنجليزية "No Thanks" وبالفارسية "نَه، مرسي". جاء هذا بعد نحو شهر من إشادته بقدرة إيران على التفاوض، حين غرّد: "إيران لا تجيد الحرب، ولكنها تجيد التفاوض". الواضح الآن، ومع تمسك طهران بسلوكها هيَ، ألاّ مفاوضات لا مع ترمب، ولا مع أي عاقل.

2020-01-26

وريث العمامة!


منذ عام تسعة وسبعين من القرن الماضي، أجبرت ثورة الخميني الشعب الإيراني على نظام المرشد الأعلى، الرجل المستبد ذو السلطة المطلقة والنفوذ اللا محدود. ثم جاء خامنئي على أنقاض رحيل الخميني دون خلافات تذكر، بعد أن مهّد له سلفه الطريق. 

اليوم، ومع تكالب الأزمات الداخلية والخارجية على دولة نظام الملالي، اتسعت دائرة الخلاف حول تسمية خليفة خامنئي الكهل المريض، كما ظهر مؤخرا. 

قطبٌ يبحث عن تسمية رجل ذي خبرة عسكرية وسياسية، قادر على ملء فراغ قيادة نظام يؤمنُ بالعنف وتصدير مفهوم الثورة، وقطبٌ يرى في رجل الدين، مرشح خامنئي وابنه، مجتبى، المراد.. رغم أن مجتبى لم ينتخب أو يعين في منصب حكومي أو عسكري، باستثناء عمله في مكتب والده.

عزل وعزلة!




في الولايات المتحدة عام 1828، وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية للديموقراطي أندرو جاكسون، وبعد أن وصفه منافسه بالحمار، قرر جاكسون الديموقراطي استخدام صورة الحمار، التي يَعتقد أنها خطوة ذكية وشجاعة، على ملصقاته الانتخابية، ومن يومها أصبح هذا الحيوان رمزا مشهورا للديموقراطيين.

قصة التمرد هذه تتجدد اليوم، بعد أن طفى على السطح اصطفاف الديموقراطيين ضد سياسات الرئيس ترمب وحزبه الجمهوري، خصوصا بعد قضية العزل. اصطفافٌ وُصف في بعض الأحيان بأنه لمجرد التنكيل لا أكثر، تجلّى في ملف الاتفاق النووي والعلاقة بإيران، وكذلك في استهداف سليماني. الديموقراطيون انتقدوا كذلك عملية اغتيال قائد تنظيم داعش البغدادي، لمجرد التكتيم عليها.. لا أكثر.

2019-09-30

غادرتني


غادرتني.. متجهّمة تشعر أنها مقيدة حائرة
غابرة للكره سابرة
مظاهرة غاضبة، والحيرة آسرة


غادرتني.. كثيرة، في نظرها قليلة
مشمئزة غريبة خطوتها باردة


غادرتني، وبقيت، في كل التفاصيل
في النوم في الصحو، هناك قنديل
هناك تركتني، آلمتني، هل من منديل؟
غادرت، وتعنيها قارنت، بين قبل وحين


يا لأنا، يا لذا المسكين، أأحبها؟
بعدد الأنجم، بتفاصلها، بكلي لها
يا للسؤال الغبين
أحبها، والأنام تعرف
كم بدونها أنا ضنين


غادرتني، والعبء على أكتافي
ولحقتها، على الباب
فقيدا ألملم بقاياي، أطرافي
قبّلتها، واستبقت البرود
قبلت جنة، ونقي هبيّ حبيّ ورود
قلادتي أنت، ونقاؤك أيقظ غوافي


وحييت أنتظر الكثير
غير محياك، مبسمك، مدي يداك ِ
من فوق الحاقدين
وعلى غير هدى سائرين
تماثيل شمعية نمامة غبية
لها عن الحب سنون لعمري ضوئية
غادرتني وبقيت، بروحها، بعنفوانها بشموخها 
وأنا، من أنا أمام كل هذا
هل من جملة تضاهيها، حبية، رشيقة، زهية؟
ما القضية، هي بيني وبينها، موتوا
يا أشباه أحباب، أصحاب، غبية 
أبية، غادرت وعادت، ما شأنكم؟
غير الفراغ والنباح، أفاقين آمالكم مثلكم شقية


أحبكِ، والموج من حولنا
يأتي بنا، ويذهب
أحبك، وربي بيننا، هو لنا
وما عشناه لا ينضب
أحبك،
رغمهم، عن أنوفهم، وشأنهم 
شنآن شاءنا شاؤوا، شأنهم سيُندَب 
لقيانا كل مرة، ما أمرهم؟
زيفهم؟ عمرهم، قضوه وعلوه 
عله يحمِلُ ولا يُنجِب
أمرهم شنقوه برسمهم 
سنحيا نشتاق، نحب وننساق
وهم مكانهم، يجمعون هباء نثرهم

2019-06-22

سأجيب يا فراشة صفراء!


أتسألين إن كنتُ سعيد؟
يا للتعبير الضنين
يا لليوم المئين
يا لحب طغى وخنق عتيد


أتسألين إن كنت سعيد؟
سأجيب يا فراشة صفراء
يا قلبا عشقته، يا أرضا يا سماء
ذات الكرة لن أحيا، أعيد
فالمرء ملك نفسه..
والحياة مُلاّكا، لا تحتمل المزيد


أتسألين إن كنت سعيد؟
لا.. وألفُ ألفٍ، وألفُ لام
لست كعادتي عافيا أنام
من يُلام؟ من نكره؟ من يُضام؟
غير ذاك القاسي من هيام


أمصرة تسألين؟ 
حسنا، يا غرة ملامي
لستُ..
ولستُ ضنين
أبحث عن ابتسامي
وعن ورود بيضاء
تغطيني، وشفاءُ حنين

2018-05-20

يا ذا الذي ينتظرنا!



سؤلام لو قلتها.. سؤلام
أنتِ الحياة والسعادة
أنتِ الرقبة والقلادة
أنتِ الغدُ الآتي والوئام


سؤلام لو قلتها.. سؤلام
لأنك القلب، لأنك المرام
أي نهاية لعالمي دونكِ، أي زؤام
سعدي بكِ هو السعد
والحب إخلاص وعهد
الكمال لو غبتِ، ألا تمام


لا أقول ابقي، ستبقي
في جنة زرعتُ وأنت تسقي
يا ذا الذي ينتظرنا
يا ذا الذي يحسدنا
لا ألومكِ، ومن حقكِ أن ألام
أن أتوَعّد أن أوعد أن أُضام
أن أتوسل أن ننثر ذاك الحطام
وأحبكِ وتحبيني
كمن خلق الحب، وتسمعيني
أنا دونكِ، جسد خاو في ركام


ما الذي سؤلام عليه؟ مهلا
قل للسؤال الدائر أهلا وسهلا
سؤلام على سؤال نزل سهلا
والحب جبل بنيناه، صدقه القوام
سأكون كما تمنيتِ وتريديني
عاشقا متيما، وألهمتيني
أنكِ وأؤمن الجمال، وأرضيتيني
ما السؤال؟ سؤلامُ جادَّة؟!
وأنتِ الحياة، والمتيَّمُ علايَ سويتيني

2018-05-07

كيف عنكِ؟



عرفتها.. للأنوثة بدعة
علت بي وهي العلو.. 
بسمتها.. سموها، وهي السمو
وتقول: أخذتك دون رجعة


كيف أصف، كيف أقول
كيف هي استلّتني.. تناولتني
وبي حاربت الحيرة وقالت لي:
كيف عنك.. عن شفاهك العدول؟


أسطورة نزلت من السماء
ولم ترضها الأرض
لم يقيِّدها فرض
والنسوة دونها كلهن تراب دون ماء


متى ولماذا وكيف؟
أي علا سوى علاها
والحب نهراً سوَّاها
أي حياة قبلها.. أي زيف؟


مناي أن تبقى هنا
في حياتي المتشابكة
بعد أن حلّتها.. متحابكة
وتردد: أنت الهنا

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...