تغطية:مروة صبري
اختيرت خمسة مشاريع من مصر في مجالات علوم متباينة لتمثيل الدولة في المسابقة الدولية السنوية لطلاب الثانوي في العلوم والتكنولوجيا التي تقودها شركة Intel. يتم عرض المشاريع في فندق ماريوت بوسط مدينة سان هوزيه بولاية كاليفورنيا. القاعة تعج بألف وخمسمائة متسابق من خمسين دولة يتقاسمون منح وجوائز قيمتها ثلاثة ملايين دولاراً مقدمة من سبعين هيئة ومنظمة وشركة.على رأس هؤلاء، جوجل، الجيش الأمريكيّ وأسلحته البرية والبحرية والجوية، والمنظمة الأمريكية لحماية البيئة وعدد من الجامعات. الحدث يحظى بإهتمام كبير من الشعب الأمريكىّ ويستجذب العديد من الرحلات المدرسية بغية ازدياد إهتمام الشباب بالعلوم وتقنياتها.
يقف الرواد عند كل طاولة لسؤال صاحب المشروع عن فكرته و يجب أن يجملها ويجيب على الإستفسارات. وقفنا عند طاولة عايدة طارق (14 سنة) في الصف التاسع، مدرسة الأسكندرية للغات (ALS ). تقول عايدة،"الهدف من بحثي هو إيجاد علاقة بين وسائل الترفيه التي لاحظت إنكباب الشباب عليها ونسبة المعلومات العامة عند هؤلاء الشباب. أخذت عينة من طلاب الجامعات وبالفعل وجدت علاقة تضاد بين المعلومات العامة لدى الشباب وإقبالهم على الوسائل الترفيهية."
بناءاً على بحثها، توصي عايدة بتزويد الشباب بالمعلومات عن طريق وسائل الترفيه التي يعزفون عليها كالتلفاز وذلك للإستفادة من طاقات الشباب المهدرة. كما وجدت أنّ القراءة والبحث وتدبر القرءان الكريم له تأثير إيجابي على زيادة المعلومات لدى الشباب.
قابلنا بعد ذلك، احمد سمير راشد بالصف الأول الثانوي بمدرسة محمد زهران التجريبية. قام أحمد بعمل مشروع تحت إشراف هاشم محمد حشيش الطالب بهندسة الأسكندرية. ابتكر أحمد مصفّى (فلتر) يركب داخل السيارة ليجبر السائقين على الإلتزام بالسرعة المحددة. المشروع ينقسم إلى شقين. الأول يرسل إشارة إلى السيارة بالسرعة المحددة في الشارع. والثاني يتحكم في نسبة الوقود والطاقة المرسلة من البطارية فتقل السرعة. يمكن السماح للسائق بتزويد السرعة إذا عرض خطراً يستدعى التعجل وذلك لمدة خمسة عشر ثانية فقط. هذه الفكرة قد تمنع 30% من الحوادث.
محمود صلاح شاب في الواحد والعشرين من عمره، هو المشرف على مشروع روميساء سهمود (16 سنة). مشروع روميساء يهدف إلى زيادة الأمان للمشاة بتقليل شدة الحوادث التي تحدث من إصطدام السيارات بالمشاة. الإبتكار يزود السيارة بمجسات تستشعر إقتراب السيارة من بشرفتنفنتح حقيبة مملوءة بسائل في مكان معين في مقدمة السيارة. هذه الخاصية يمكن إضافتها في أيّة سيارة.
سارة ويسر شعراوي توأمتان متشابهتان في المظهر والجوهر إذ يشتركان في حب العلوم. سارة ويسر طالبتان في مدرسة دار اللغات بالأسكندرية. ومشروعهما يعني بالبيئة وبالتحديد بإجادة وسيلة لا تضر بالبيئة للتخلص من مخلفات ثاتي أوكسيد الكاربون في محطات توليد الطاقة. فكرت سارة ويسر في تحويل هذه العوادم إلى منتج صناعي عملي كبديل لتخزينها.
التقينا بآية إيهاب التي أشرفت على مشروع سارة ويسر. تقول آية،"هذه ليست المرة الأولى التي نشترك فيها في مسابقة علوم دولية. فقد اشتركنا في العام الماضي في مسابقة أقيمت في تركيا وحصلنا على المركز الثاني على العالم. ولكنّ الإعلام لم يذكرنا."
وبسؤالها عمّا إذا واجهت صعوبات في الإشتراك قالت:" لقد ذهبنا للقاهرة وعلمنا بفوزنا فعدنا للأسكندرية واستأذنت من أستاذي الدكتور محمد يسري لمسامحتي في الغياب فكان تعليقه أنني كبرت على المسابقات فلم أفهم كيف يكبر أحد على المسابقات."
كذلك فقد عرقل الأستاذ نشأت وكيل كلية هندسة الأسكندرية الأوراق اللازمة للسفر فاضطررنا لتخطيه إلى الدكتورة هند حنفي رئيسة الجامعة التي يسرت الأمور. ولكننا لا ننكر مساعدة الدكتور ثروت نجيب والدكتور رفعت العطار مع بعض المعونات المادية التي تلقيناها من مكتبة الإسكندرية والمهندس أيمن القباني المسئول عن تكنو كيدز Techno Kids Computer Academy."
أكمل هاشم محمد مشرف مشروع "تحديد السرعة" لأحمد سمير وقال:"إنّ عندنا امتحانات نصف الفترة الآن ولا ندري ما إذا كان سيسمح لنا بإعادتها أم لا. والمشاريع تتكلف كثيراً مما يشكل عبئاً كما أننا سافرنا كمشرفين على حسابنا الخاص ولم نجد دعماً كافياً أو رعاية في حين يجزل لنظائرنا من الدول حتى العربية، العطاء.
سافر وفد مصرً بإشراف مينا أنطون وقيادة هبه الجمل. المشتركون جميعهم من مدينة الأسكندرية فلم يفز أحد من القاهرة أو المدن الأخرى. كل متقدم قد سبق له الفوز في مدينته ثمّ بلده محلياُ قبل أن يختار لتمثيل دولته في هذا الحدث. المشتركون من مصر أتوا عن طريق هيئتين احتضنتا هذه المسابقة: 1-مكتبة الأسكندرية
2-المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا Arab Science and Technology Foundation (ASTF)
شارك في التحكيم ألف ومائتين حكماً من المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة التي يغطيها المعرض. وبالرغم من عدم فوز أيّ من الفريق المصري إلا أنّ التواجد في مثل هذه اللقاءات يعلي من شأن مصر ويشحذ الهمة ليفسح المجال لفرص مستقبلية.