هو الأمر إن إختلط بعض الشيء
يصبح الحديث عن فوضى...
و ليس المقصد منها لإختلاط الأمور فقط
بل لعدم وضوح الرؤية...أثناء السير في الظلام الحالك
و الظلام الحالك رسم...يربك الأفكار...
يشلّ الحركة...يقصي الكلام...
لتصير لغة الصمت...اللغة الرسمية
لموطني الأنا...فتنسجم مع فتحة العين المندهشة
وحركات القدم المرتبكة...
ذهول كلّي...حالة طوارئ و إستعداد فوري
فور كلّ دقة قلب مندسة
كإندساس المريخ بين الأرض و القمر
نعم...هو الخسوف بين أنا أضحت تجري لمبتغاها
و الأنا الأخرى ، الأنا الأعلى المقيدة...
بقوانين وضعت و قوانين نزلت و أخرى ورثت
هيا تجاذبات نفسية...فالعمل الصالح
لا يمثل وحدة قيس...لنظام الأنا القمعي
حيث تنجز الثورات يوميا...و الإنقلابات تصنع حسب الحدث
و للمكان و الزمان كلمة...و الحديث هنا عن الوضعية
لا أنكر أنّ للقلب حكاية...
فصيحة القلب لا تقلّ شأنا من صيحة الميت
إن فارق مثوى الدنيا إلى مثواه
لا أستطيع أن أجزم أنها حالة ميؤوسة...
فالأرض القاحلة تنجب إن أكرمتها السماء
هو عزوف نسبي على مدارج الحياة...
فالأمر ليس بالهين...فهي حكاية حولين
هذا إن رضخت طبعا لأحكام الرياضيات...
فسُكون ليلة واحدة بفجرها و صبحها
بمثابة حولين أو أكثر...و الله ليلتي لا تقلّ إجراما من ليلى
إنتفظ القلب على الموجود ، تمرد على السائد
فالمشاعر لم تعد كما كانت عنوانا لقصائد الحب
و القصائد الثورية تمدح ثوارها لا تتغزلهم...
و القلب الثائر ، ينكس أعلامه ، يعلن حداده لأجل غير مسمّى
فأنا أشهد بكلّ فخر ، أنّ قلبي تجمّعي...
يحتكر الحب ، لا يؤمن بتعددية ، يرفض الآخر...
رأي واحد ، قولا واحد لمشاعر واحدة...
قلب يقمع ، يستعبد ، يخضع...
قلب يقتل إن لم ينفي...
يكذب إن لم يسرق...
هذا هو قلب مسيس من الخارج ليمارس قمعا بالداخل...
هي دولة قمعية ، أسسها عنترة إن أحسنت قراءة التاريخ
و وجدت رواجا أثناء خلافة أمير الحب إمرأ القيس...إن أحسنت التصنيف
أنا أعلم أنّ المشاعر لا تؤمن بالتعددية...
فهي الصدق في القول و الإخلاص في الحب...
و لا لكثرة الشعارات ، و الغريب في الأمر...
أنها لم تنادي يوما بشعارات الحرية...
فهي تتكيف و تنسجم و تنمو بأسلحة القمع...
و إن نسيت غالبها فأذكر قليلها...
ك...أنت لي وحدي ، كان تبدلني ما نقتلك...
معاك لم أعد أرى شيء...نموت عليك...
نعم رغم كلّ هذا و ذاك فالمشاعر الصادقة لا تكون إلّا كذلك
فلها دساتيرها و قوانينها ففي الفصل الأوّل تجد...أن
"القلب كيان قمعي محتلّ : الإحساس دينه ، الحب لغته و الإستبداد نظامه"
أنا أحسن سياسة القمع لكني سئمتها...رغم حلاوتها
كيف نعبد أشخاص لا تؤمن ما نقدّمه و إنّ مع العسر "يسرى"
كيف يرضى الله لعبده و لا يرضى الحبيب لإخلاص محبه
على كلّ أنا أنجزت ثورة ، ثورة الأنا...
ولم أنتظر 14 جانفي...هههه إني أستطعين بالعنوان
لكني رغم ذلك أخاف عن الثورة من الإلتفاف...
لأن و في الحقيقة رغم ثورة الأنا فالحبيب لا يزال هنا
رمزي الدريدي