غريب هواليوم ؛
أشعر بأن اللحظات بنكهة ليمون حامض ؛ أو ربما قهوة خالية من السكر ؛ أتذكر عصفورة حطت على مجال رؤيتي أمس لتسرد لي بعض من زقزقة محملة بتشويش رصاص حاول يومًا هتك كبدها ؛ أجدني أشرد بعيدًا بعدما هيضت بجناحيها ورحلت لأرى طريقها
ذاك الطريق أراه من خلال حلم قد يملك يومًا إمكانية التحقق أو الإكتمال ؛ لكنها من فرط عشقي لها روية مشوشة تجعل القلب يرتجف في خطاه والعقل يتكور منكمشًا بإحدى زاويا الدماغ ؛ مشوار دائمَا ما يبدأ بوخز عميق في حشى القلب ويهتك الصبر رويدًا رويدًا بل وقد يطعن الدم في الوريد ؛؛؛ هكذا ومنذ رحلت بات القلق على مشارف الرؤية يتضح وكأنه يعد العدة ليصاحب الأفكار والعقل في تلك المغامرة واللهث نحو حياة تحمل في طياتها مضمون الحاجة للأمان فقط الأمان لم يعيرني الإدراك إنتباهًا حيويا لهذياني وأنا أردد
عصفورتي " قد لا يكون الفشل هو الرفيق بل قد يكون هنالك مرادف أبلغ من تلك الكلمة وما تحمله في طياتها من بشاعة ووجع ؛ ربما ليس عليك ِ القول فشلت أو أنا على وشك الفشل فى تلك الحياة ؛ بل عليك ِ قول (( لقد تغيرت حياتي وفق إختياري وعليّ أن أقبل بهذا التغيير وعلىّ مواكبته بما يضمن لي الإستمرار ككائن حي ))"وهل تصقل الشخصية بدون التصادمية مع المجتمع والناس ؛ قد لا يكون التصادم هنا بالمعنى الحرفي ولكن المقصود المقارعة والتعارك مع الحياة ؛ التصدي أحيانًا وأحيانًا الممايلة ؛ الخوض فى غمار اللحظات وإجادة قراءة ما تحمل في طياتها من رسائل ضمنية لنا
فالحياة يا عصفورتي تحمل في طياتها كثير من الرؤى وكثير من التضاربات بل أنها أيضًا تحوي الضدين في ثوب واحد وكتلة واحدة قد يختلف في تفسيرها العقل البشري كل على حسب طريقة نموه الأولية وتكوينه الداخلي وبنيته الشخصوية الأولية ؛ (( فليس ما أراه خطأ يكون بالضرورة خطأ ؛ وليس ما أراه صحيحًا يكون بالضرورة صحيحًا )) هنالك محدد دائما للرؤى
وأحيانًا يمتد الأمر لأكثر من محدد فهناك (( التربية ؛ المجتمع ؛ المباديء ؛ اللبنات الأولية للشخصية ؛ )) وتلك هي أهم ما يلزمني هنا
فالإنسان شخصية إقليمونفسعائلية يفسر ذلك المصطلح ب " إقليم النفس والعائلة "فالنفس والعائلة لهما إقليم يحد بحدود جغرافية بالمعنى الرمزي
فدائما وعند التفحص نجد كل منا ينتمى لشخصية خاصة جدًا وإقليم عائلي محدد له لغة خاصة ولكنة خاصة أيضًا له رؤية ومباديء تنحصر في إقليم عائلي ؛ ذاك الإقليم ربما لا يسمح لقاطنيه الخروج عن محدودياته ؛ ووقتما يحدث التخطي يُفْسر دائما على أنه نوع من التمرد .ومع إجتماع تلك الإقليمونفسعائليات يتكون لدينا ما هو أوسع فيسمى مجتمع
لذا عصفورتي
إن أراد الكائن أيًا كان نوعه وأيًا كان إقليمه ـ التغيير حقًا ـ لتلك السلبيات القاطنة في مدار رؤيته والمتمددة كعبثية الدماء في الوريد ؛ عليه أن يبدأ من الإقليم الأصغر فالأكبر درجة ؛ عليه أن يعترك بالدرجة الأولى مع الأقليمو النفسي أو الإقليمو الفردي الذاتي بما يحمله في عقله من أفكار ومن تجارب ومن ذكريات متراكمة والذي في مجمل حصره قد نطلق عليه " قنبلة موقوته " ؛ أو أنه كالكتاب المقدس قد ينتج عن الإحتكاك به في كلتا الحالتين إنفجار عظيم ولكن في أي طريق قد يسير هذا الإنفجار
هل سيكون في درب غير أخلاقي ظلامي مساير لمكبوتات العقل والرغبة فى خوض وتجربة كل ما هو محرم او خارج عن الحدود الاقليميه له ولعائلته ومن ثم قد تتخطاها ايضا لتتعدى الحدود المجتمعية لقبيلته التى ينتمي إليها والمسماة وطن ؟؟؟
أم سيكون في درب تعقلي تفكيري تأملي يحافظ على كينونته كإنسان هو بالدرجة الأولى كيان الهالة الكبرى التى تستحق الوقوف عندها والإمعان فيها بمزيد من التمدن والتفكر والتعقل
من هنا عصفورتي أعطي الحلم على قدر الطاقة التي يملكها جناحيك ؛ وعلى قدر زقزقات منقارك الصغير ؛ إلتقطي الحب المنمنم الذي يمدك بطاقة تجعلك تدركين هويتك كحقيقة مطلقة ؛ لا تلهثين وراء ضوء براق فى ثوب الليل لتسكنين فجأة بيت القمر وبعد حين يلطمك شحوبه حينما يمر بنوبة تراجعه ؛؛ عصفورتي قد يكون التلاشي حلا ً ؛ حاولي التخلص من أنانية إمتلاك العش ؛ ولتحلقي في سماؤه ؛ ولا تتناسين أبدا إنك
عصفورة والقلب مكسور الجناح
