الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

عامٌ من الأمومة 💓

لطالما كانت فكرةُ الأمومة تثيرُ القلقَ بداخلي، وتجعلني أسرفُ في التفكير، تحدياتُ هذا الزمانِ ليست بسهلة البتة، لكنها فطرةُ الإنسان، ورغبتهُ في تكوينِ أُسرة دافئةٍ وحنونة، بغضِّ النظرِ عمّا يدور حوله.

في مثلِ هذا اليوم من العام المُنصرم، ولدتُ من جديد، وأصبحَ ليَ قلبان، أنعمَ الله علينا بتميمـ🤍، أسألُ الله المدد والعونَ منه والتوفيق في تربيتهِ وتنشئتهِ التنشئة الصالحة على الوجه الذي يرضيهِ عنّا.

عامٌ من الأمومة، عامٌ من الحُب، الفرَح، السَّعادة، وكلّ شعورٍ جميل، "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" صدقَ الله العظيم.

مهما قرأنا في التربية، ومهما بحثنا فيها، إلَّا أن التجربة والتطبيق عالمٌ مختلف تمامًا، أهمُّ ما فيه هو البيئةُ المحطية والتي فيها تقوم بتنشئة طفلك، فالحمدُ لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه على كل تيسيرٍ وتسخيرٍ منهُ سبحانه على البيئة المحطية والمعينة، وعلى السند الجميل. 

تدورُ في مخيلتي أشياءٌ كثيرة، لا أدري عن أيُّها أتحدَّث؟ لكن إنِ اختصرتُ فإني سأوصي بالتالي:

  • لأمومةٍ ممتعة وآمنة لابُد من أن تكونَ البيئة حول الوالدين وحولَ الطفل بيئةٌ داعمةٌ لرغباتِ الوالدين، والحمدُ لله عليها.
  • إنّ الاستثمار في الصحة، المعرفة، والعلم المتعلق بكلّ ما يخصُّ الطفل منذُ أن تبشر الأم بحملها استثمارٌ عظيم ونتائجهُ مبهرة.

إنَّ الأمومة ممتعة، وهيَ نعمةٌ عظيمة من نعمِ الله تعالى، هيَ مرحلةٌ فريدة، مرحلةٌ سعيدة إن أردتِها أن تكون، فلنستمتع بكل لحظة، وبكل مرحلة، فلكل مرحلةٍ حلاوتها مهما كانت تحدياتها.

اللهمَّ إنَّ قلبي ينبضُ حبًّا لهُ، اللهمَّ اجعل أمومتي درعًا يقويني، وهب لي من طفلي قرَّة عين. اللهمَّ اجعلهُ أوفر عبادكَ حظًّا في الدنيا والآخرة وارزقني برَّه وصلاحه 💙.

٢/صفر/١٤٤٦ هـ - ٦/أغسطس/٢٠٢٤ مـ - الثلاثاء - ١٠:٠٤ مَ

الأربعاء، 4 مايو 2022

فرحةُ عيد


منذُ أن أقبلت نفحاتُ التاسعِ والعشرون من رمضان، والكلماتُ تأتي إليّ وتغدو. تسعٌ وعشرونَ يومًا أتت جابرةً لأكثرَ من عامينِ مضَت، أتت مطهّرة، وأتت لتصنعنا وتُعيدُنا إلينا، الصيام، القُرآن، القيام، صلاةُ التراويح في المساجد، جمعاتُ الإفطار، كلّ ذلكَ كان سببًا في أن ينطقَ الكثيرَ من النّاس جملة "رُدَّت إليّ روحي" ويعنيها بالمعنى الحرفيّ.

لطالما كانَ هنالكَ نورٌ يشعُّ في نهايةِ النَّفق، مبشِّرًا أن الطريقَ لم يوصد، وأن الأيامَ المُشرقة آتية لا محالة.

.
.

اقتربَت نسائمُ العِيد، وتساؤلاتٍ كثيرةٍ كانت تجوبُ العقول، هل سنعودُ إلى ما كنَّا عليه؟ أم أنَّ أعيادَ كورونا ستكونُ سببًا في تفرقتنا؟ هل سنعود؟ أم أنَّ أحبابنا الراحلون رحلوا وأخذوا معهم أجملَ العادات والتقاليد؟ هل سنعود؟ أم أننا اعتدنا الهدوء القاتِل والاحتفال بفرحةِ العيد عن بُعد؟

توالتِ الاسئلة، ثم ما مضينا أيامًا حتى بدأتِ الإجابات تتوالى علينا، رسائلٌ تبشّرنا بأنَّنا سنستقبلُ الضيوف كعادِتنا، ورسائلٌ تُثلج الصدور من أبناءِ أحبتنا الرَّاحلين أن أننا على العهدِ ماضونَ وبتمسكنا جميعًا سنحافظُ على الإرث العائلي الذي اعتدنا عليه. رسائلٌ جابرة ومُبشّرة رغمَ الفقدِ الذي احتوى قلوبنا إلا أنّ الاستمرار على النهجِ من البرّ ودليلُ دوامِ الودّ والحُب.

تسائلنَا كثيرًا، هل سيكونُ العيدُ بعدَ رفعِ البلاءِ كما كانَ قبلَ البلاء؟
هل سنجتمع ونعيدُ فعاليتنا كما كنَّا؟
وأتتنا الإجابةُ على أرضِ الواقع، أتى العيدُ محمَّلًا بأجمل التفاصيل، أتى عيدًا سعيدًا، فرِحًا، جابرًا، وعِوضًا جميلًا. 
هزَّتني عبارةٌ سمعتُها خلال هذه الأيام: "ظنُّوا أنّهم سيُفرقون بينَ المُسلمين، وما علموا أنَّنا عُدنا متماسكينَ، متحابينَ أكثرَ من ذي قبل"
 
.
.

لكَ الحمدُ أن بلّغتنا هذه الأيام،
لكَ الحمدُ على كلِّ النعم التي أنعمتها علينا،
لكَ الحمدُ على نعمك ظاهرةً وباطنة.
ربَّنا نستودعكَ فرحةَ العيد، أدمها لنا من نعمةٍ واحفظها من الزوّال.

.
.

 "وأقبلَ العِيدُ بالأفرَاحِ مُنتشيًا، 
‏يا فرحةَ العِيدِ زُوري كُلَّ أحبَابِي"

بفرَح
#عفراءُ الكنديَّة
٣/شوال/١٤٤٣ هـ
٤/مايو/٢٠٢٢ مـ
١١:٥١ مَ

الأحد، 23 يناير 2022

دفءُ العائلة ²

"دفءُ العائلة"
"رُدَّت أرواحنا"
"جُبِرت قلوبنا"
"ردّت روحي"
"استعدنا أرواحنا"
"انتوا نعمة عظيمة"
"أفتخر فيكُم"
والكثير من العبارات التي نسمعُها من الأمس وتتردد علينا من كلِّ جانب.

بعد أن مرَّت السنتان الماضيتان وهيَ تحملُ بين طيَّاتها الكثير من الهموم والمتاعب والمشقّات التي تركت فينا آثارًا عديدة تفوقُ آثارَ الأفراح، بعدَ أن مضت وقد طوَت معها صفحاتٍ لن تُفتحَ مرةً أخرى أبدًا، بعدَ أن أنهت فصولًا كثيرة، عادتِ الحياةُ إلينا بعدَ أن مكثنا معًا لأكثرَ من أربعةٍ وعشرونَ ساعة متواصلة وشُحِنت نفوسنا بالحُبِّ والودِّ ورغبةُ العودة لممارسةِ كلِّ ما فاتنا.

فقدنا الكثيرَ في فقدنا لأشخاصٍ عزيزينَ على قلوبنا، لكننا نحاولُ التماسك والمضي قدُمًا امتدادًا لرغباتهُم وامتدادًا لسعيهم الدؤوبِ لجمعنا معًا دائمًا على العطفِ والرَّحمة والمحبَّة. كنا نراهُ بيننا، يجوبُ أرجاء المكان، نتذكَّر الزوايا التي كان يُحبها ويمكثُ فيها لنكونَ جميعًا على مرأى عينيهِ، نتذكَّرُ كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة والتي كان يحثّنا على مداومتها وعدم هجرِها مهما حدَث، حبيبَ قلوبنا كنتَ بيننا وما زلتَ وستبقى أبدًا في قلوبنا.

حينما يُقال بأنَّ العائلة هيَ كلُّ شيء، فالعائلةُ هيَ كلّ شيءٍ بالمعنى الحرفيّ. هي الملاذُ الآمن، هيَ الأمان، هيَ السَّكن، هيَ حيثُ تسكنُ الروح، هي حيثما يكون كل امرىءٍ كما هوَ، دون تصنُّع.

أوصي نفسِي وأوصيكُم بالتمسّك بهذه النِّعمة العظيمة، أوصيكُم وأوصي نفسي بالاستمرار دومًا على حمدِ هذه النعمة وبالدعاء بأن يديمها من نعمة ويحفظها من الزوال، أوصي نفسي وأوصيكُم بنا أبدًا ما حيينا 🤍.

..
.
Aile her şeydir

يا رب، …
 أدِم جمعنا، حُبنا، عطفنا، أدمنا للعُمرِ والجنَّة، أعذنا بكلماتكَ التامَّة من كلِّ شيطانٍ وهامَّة ومن كلِّ عينٍ لامَّة.

٢٠/جمادى الثاني/١٤٤٣ هـ
٢٣/يناير/٢٠٢٢ مـ
الأحد
٤:٥٨ مساءً

الاثنين، 15 مارس 2021

بقلبٍ مكسور

لطالما آمنت أن العائلة هي الكتفُ الذي لا يميلُ أبدًا وهيَ السندُ في كلِّ وقتٍ وحين، في الأفراحِ وفي الأتراح.
منذُ أن بدأتِ الجائحة لم يؤلمني شيءٌ أكثرُ من ألم "لأننا نحبُّ بعضنا لن نجتمعَ ولن نلتقي"، كان أكثرُ ما يُكسرنا هو انقطاعُ اللقاءات والتجمعات، أو اللقاء مع إجراءاتٍ احترازيَّةٍ كثيرة.


١/١٠/٢٠٢٠ مـ:
الفجرُ الذي لا يُنسى، الفجرُ الذي كُسِرَت فيه قلوبٌ كثيرة، ذلك الاتصالُ الذي لم أكُن أتوقعهُ البتة، "بيبي رية في ذمَّة الله" خبرٌ كالصاعقة، تلكَ الجدَّة الحنونة، والتي لا ترضى بأن تُرفعَ يدٌ أو يُرفعَ صوتٌ على أيٍّ من أحفادها، تلكَ الأمُ الحنون التي لم تفرِّق بين بناتها وزوجاتِ أبنائها، القلب العطوف الذي حوى الكبير والصغير. في كلِّ زاوية في البيت لها ذكرى، جدَّتي ذاتَ اليد المُعطائة واليد المُباركة التي كانت تطهو لنا ألذ الأطعمة. جدَّتي التي تشبهُ جمال الشتاء والنسيم العليل، مرَّت علينا جميعًا خفيفة كنسمةٍ باردة أتت لتؤنسنا ثمَّ رحلَت. لا يُمكننا نسيانُ أيٍّ من أفعالها، لُطفها، عَطفها، لمساتها المميزة في مُناسباتنا، هداياها التي كانت تميزها دائمًا وأبدًا، وكُلَّ الخصال الحميدة التيكانت عليها. فقدُها مؤلم، هُدم ركنٌ من أركان بيتها. اللهمَّ ارحمها واغفِر لها واجمعنا بها في الجنَّة، آمين.


١٤/١٢/٢٠٢٠ مـ:
عندَ أذانِ العشاء تقريبًا، الاتصالُ الذي كانَ كالصاعقة، والذي رددتُ عقبهُ وأنا أبكي: كيف؟ وقد كانَ بالأمسِ في تحسن ملحوظ! "خالي سعيد" في ذمَّة الله، خبرٌ حزينٌ جدًّا وفقدٌ آخرٌ موجعٌ للحدِّ الذي لا حدَّ له، رحلَ مُستشارُنا، رحلَ الذي كانَ مثالًا لتقبُّل أقدارِ الله، رحلَ الذي لم يتخذ مرضهُ عذرًا ليقصِّر في أرحامه، رحلَ الذي كان يسعى دائمًا في سدِّ احتياجِ كلِّ مُحتاج، رحلَ صاحبُ اليدِ البيضاء. رحلَ الذي أدهشني بوقفتهِ الجميلة منذُ أن علِمَ بنبأِ خطوبتي وحتى بعد انتقالِي، الحبيبُ لقلوبنا، القدوة الحسنة، المُلازمُ لزوجتهِ في السرَّاءِ والضرَّاء. غيابهُ أثقل قلوبنا، وفقدهُ أوجعنا. اللهمَّ اغفِر لهُ وارحمهُ واجمعنا بهِ في الجنَّة.

١٤/٢/٢٠٢١ مـ:
كنتُ أحادثُ أمِّي، أسألها عن حالهِ اليوم، قالت لي بأنَّه تحسن بفضلٍ من الله، قطعتُ الإتصال، فتحت مُحادثات مجموعة العائلة وقد أُرسِل فيها: "إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون"، تعاودُ أمي الإتصال وقالت فورَ إجابتي: "إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون" بابو هاشم في ذمَّة الله، أمَّاه كنتُ أطمئن عن حالتهِ قبل ثوانٍ فقط! يا الله، إنهُ الفقيدُ الثالث على التوالي، كان إنسانًا بشوش الوجه، بهيَّ الطلعة، طيبَ القلب، صاحب الرّوح المرحة، كانَت يدهُ مبسوطة للقريبِ والبعيد، هوَ الذي احتوى أبي حينما كانا جدي وجدتي بعيدين عن البلاد، هو الذي احتوى الكثير من الصغار وتربوا على يديه. نفتقدُ صباحَ العيد في منزلِه، وباحتهِ التي لنا فيها أجملَ الذكريات، فقدهُ مؤلم وشوقنا لن يُروى. البهمَّ اغفِر لهُ وارحمهُ واجمعنا بهِ في الجنَّة.

١٢/٣/٢٠٢١ مـ:
المساءُ الذي كُسر فيهِ ظهرُنا، ورحلَ عنَّا حبيبُنا وعمودُ عائلتنا، المساء الذي أظلمت فيه الدُّنيا علينا، المساءُ الذي لم يرحل معهُ جزءٌ من قلوبنا فحسب، بل رحلت قلوبنا كلها معه. "جدي حمد" في ذمَّة الله. لا أحدَ يودُّ تصديقَ الخبر، الكلُّ يطلبُ ممن حولهُ نفيَ الخبر، الكلُّ يرجو أن يكونَ حلمًا وينتظرُ الإستيقاظَ منه! هذا الرجل الشهم، الذي كافحَ منذُ صغره وسعى لتكون عائلتنا على ماهيَ عليه الآن، فالفضل يعود إليه بعد فضل الله. الرجلُ الذي استطاعَ احتواء كلَّ فردٍ في العائلة، من الصغار والكبار، الرجل الذي استطاع أن يشعر كل واحدٍ منا بأنه مميزٌعنده، الرجل الذي وفَّى وأعطى كلَّ امرىءٍ قدرَه. كلٌّ منَّا كانَ يشعرُ بأنَّه الأقربُ والأعزُّ والأحَب. الرجلُ الذي لم أرى مثل برِّه ووفائهِ لأرحامن،الرجلُ الذي يستحقُّ أن نسطر الكلمات عنه ونخرجها في كتاب حتى يعرفَ العالمُ من هو وما الذي فعله. كيف ستكون تجمعاتنا بعد اليوم؟ وقد فقدنا شخصين عزيزين في فترة متقاربة جدًّا، شخصين عزيزين كانا يقدسان اللقاءات التي تجمعنا، يحبونها، يصلون قبلَ الآخرين ويستغلون كلَّ دقيقةٍ يمكثونها بيننا. يا رب ارحم فقيد قلوبنا واغفر لهُ وارحمهُ واجمعنا بهِ في الجنَّة.


.
.
.
يا ربّ
إنَّا فقدنا أشخاصًا ذوي أثر عظيمٍ علينا في فترات متقاربة جدًّا، لا نلبثُ حتَّى يلتئم جرحنا وإذا بخبرٍ آخر يُكسرنا، اللهمَّ الطُف بعائلتي، اللهمَّ اجبُرنا جبرًا يتعجبُ منهُ أهل السماوات والأرضِ ومن فيهنّ. اللهمَّ إننا راضون بما قضيت، مؤمنين بأن الخير كلَّه بين يديك، لا نسألكَ ردَّ القضاء، ولكن نسألكَ اللطف فيه. اللهمَّ صبِّر قلوبنا واجمعنا بمن فقدنا في نعيمٍ دائمٍ غير مُنقطع. اللهمَّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنَّا بعدهم. تركوا لنا آمانتٍ عظيمة فأعنَّا اللهمَّ على آداء حقها.
بقلبٍ مكسور
#عفراءُ_الكنديَّة
الأثنين
١٥/مارس/٢٠٢١ مـ
١/شعبان/١٤٤٢ هـ
١٠:٤٨ مَ

السبت، 12 سبتمبر 2020

نعودُ بأمان، ولكن ...

 لكلٍّ حدثٍ في الحياةِ جانبان، جانبٌ سلبيّ، وجانبٌ آخرٌ إيجابيّ، قدْ يطغى جانبٌ على جانبٍ آخر، لكن على الإنسانِ أن يسعىٰ إلى الجانبِ المُشرقِ دومًا وإصلاحِ الجانبِ المُظلم وعدمِ المكوثِ فيهِ طويلًا.

كورونا، (كوفيد-١٩)، قد يكونُ هذينِ المصطلحينِ من أكثرِ المصطلحاتِ التي رنّت آذاننا خلالَ الأشهُرِ الماضية، ولا نَنكرُ الألم، الخوف، القلق، والفقد الذي عشناهُ طويلًا ولمْ نزل. 

بدأَ الكثيرونَ العودةَ إلى الحياةِ الطبيعيَّة وكأنّ شيئًا لم يعُد يُذكر، وكأنّ المرضَ تلاشى وانقضى أمرُه.

مهلًا؛ قبلَ أن نعودَ للحياةِ الطبيعيَّةِ كليًّا لابُدَّ من أن نقفَ وقفةً طويلةً ونتأملَ تفاصيلَ الذي عشناه، لابُد لنا من الإبصارِ وعدمِ الإلتفاتِ للحياةِ مُتناسينَ ما جنيناهُ خلالَ الفترةِ الماضية. 

رغمَ الظروفِ الصعبةِ التي مررنا بها جميعًا، إلَّا أنَّ هنالكَ مقولةٌ تقول:"رُبَّ ضارَّةٍ نافعة"، من عُمقِ هذه الظروف، تغيّراتٍ كثيرةٍ ظهَرت، ولعلَّ الكثيرونَ استطاعوا أخيرًا من إصلاحِ أمورٍ كثيرةٍ لطالما سعَوا للتخلصِ منها، كما تعرَّفَ الكثيرونَ بعمقٍ على آباءِهم، أمهاتهِم، إخوانِهم، أخواتهِم، وأبناءِهم، لابد من تأصيلِ هذهِ المعرفة وعدمِ تجاوزِ حلاوتها. قد يكونُ الكثيرُ من النَّاس أيضًا تعرَّفوا على عاداتٍ كانوا يمارسونها لكنها في الحقيقةِ ليست ذاتَ أهميَّة أو يمكنُ الإعتدالُ فيها، كما تعرَّف الجميعُ على معنى وأهميَّةِ الإدخارِ والعطاء. 


دروسٌ وعِبرٌ كثيرة
لا تجعلوها تمرُّ مرورَ الكرام
رسِّخوها وداوِموا عليها


ربَّنا؛ يا من لا نرجو إلَّا  إيَّاك، يا من لا نطرقُ إلَّا بابك، يا من بكَ يعظُمُ الأملَ ويدوم، نرجوكَ أن ترفعَ عنَّا البلاءَ والوباء عاجلًا غير آجلًا، نرجوكَ أن تُعيد الأمان والسلام إلى أرواحنا، نرجوكَ لقاءً قريبًا بالأحبةِ، أنتَ ربُّ السماوات والأرضِ ومن فيهنَّ ولا يُعجِزُكَ شيء.


.
.
.

#نعودُ_بأمان

#عفراءُ_الكنديَّة
١٣-محرم-١٤٤٢ هـ
٢-سبتمبر-٢٠٢٠ مـ
الأربعاء

السبت، 29 أغسطس 2020

بلا عُنوان!

 تنخرُ الذكريات روحي، تؤذيني أذيَّة لم أتأذى بمثلها من قبل، لم أعتد على بُعدِ عائلِتي رُغم أنَّ قلوبنا لم تفترِق، لم أعتد على عدم تكرر اللقاءِ في الأسبوع مرَّة أو أكثر، ولو أنني ألقى أمي وأبي وإخوتي، لكننا جميعًا نفتقدُ طقوسَ اللقاءات الجماعيَّة الكبيرة، واللقاءاتِ الطبيعيَّة المريحة بعيدًا عن الكماماتِ والمسافاتِ الاحترازيَّة، أشتاقُ إلى حضنِ جداتي، أجدادي، خالاتي، أخوالي، عماتي وأعمامي، أشتاقُ للقيا الأصحاب، للقاءات السريعة التي نُخططها في نفس الوهلة، للجنونِ الذي تحويها الجلسات والحُب الذي يغمره. يقولُ الكثيرون في هذهِ الأيام: أدركنا معنى العائلة، معنى أحضان الأحبة، معنى اللقاءات التي كنَّا نستثقلها في أحايينَ كثيرة، لكن! وللهِ الحمد والمنَّة والفضل أننا أدركنا فضلَ هذهِ النِّعم منذُ نعومة أظفارنا، لذا أتى عدمُ اللقاء وخطورته من أشدِّ العقابات التي نلناها. لم ولن نعتد على عدمِ اللقاء، لم نعتد على الغياب، ولم نعتد على البُعد، ولم نعتد على اللقاء الضروريّ الذي يفصلُ فيه بيننا مسافةُ أمانٍ وإجراءاتٍ احترازيَّة قسريَّة.

ربَّنا قد ضاقت بنا الأرضُ بما رحُبت، نرجوكَ رجاءَ المسكين، رجاءَ الضعيف الذي لا يلجأُ إلَّا إليك، رجاءَ الذي انقطعت بهِ الأسباب، رجاءَ المشتاق إلى السلام والأمان، رجاءَ التوَّاق، رجاءَ الذي انقطعت بهِ السبل، ورجاءَ الذي لا أملَ لهُ إلا بك، نرجوكَ أن ترفعَ عنَّا البلاء والوباء عاجلًا غير آجلًا، نرجوكَ أن تعيد شملنا ولقاءاتنا ونحنُ جميعًا بخيرٍ وصحةٍ وعافية. اللهمَّ قُل لهذا الرجاء كُن لِـيكون.


.
.
.

راضونَ بالقضاء، بكلِّ قدرٍ قدرتهُ لنا، أدركنا الكثير وتعلمنا الكثير من هذه الظروف، اللهمَّ فأكرمنا برحمتك واجبرنا جبرًا يتعجبُ منه أهل السماوات وأهل الأرض ومن فيهنّ.


#عفراءُ_الكنديَّة
٨/محرم/١٤٤٢ هـ
٢٨/أغسطس/٢٠٢٠ مـ
الجُمعة
١٠:٢١ مَ

الاثنين، 1 يونيو 2020

بأي حالٍ عُدت يا رمضان/عيدُ

"بأي حالٍ عُدتَ يا رمضان"
عبارة يرددها الكثيرُ من النَّاس في كلِّ عام حينما يقبل شهر الخير وهم فاقدون لشخصٍ قريب أو عزيز غالبًا، ترددت كثيرًا إلى ذهني في رمضان هذا العام، أقبل رمضان والعالمُ كله يعاني من جائحة أرغمتنا على الإلتزام والبعد عن اللقاءات المعتادة في هذا الشهر الكريم، أبعدتنا عن صلاة التراويح في المساجد، عن اللقاءات السريعة قبل الصلاة وبعدها، سببت الجائحة فقدًا كبيرًا وخواءً لم يُملىء. فقدنا كُل ذلك، لكن في المقابل ولابد من ذكرِ ذلك والأثر، ولأنَّ أقدار الله كلها خيّرة مهما كان ظاهرها، ولأن لابد للإنسان من أن يستمر في السعي في هذهِ الحياة، لا ننكرُ أننا استفدنا من هذا المنع كثيرًا فبعضُ "المنعِ عطاء"، تفرَّغنا لأنفسنا، لمراجعةِ حياتنا وتفاصيلها الدقيقة، لتصحيحِ علاقاتنا الإنسانية، كما أننا ابتعدنا عن الإنشغال عن العبادة، استطعنا ابتكار أفكارٍ جديدة تقوي رباط الأُسرة في المنزل، عشنا رمضانًا مختلفًا وجميلًا ولا يختلفُ في ذلكَ اثنين!.

دارَ بين مجموعة من الناس حديث، وكانوا يتسائلون عما جنوه من رمضان هذا العام، فكانت الإجابات تحمل المعاني ذاتها، أن وجدنا الوقت الحقيقي لنسمو بأرواحنا في هذا الشهر، عشنا القصد الحقيقي من شهر رمضان، ولم تشغلنا تجهيزات العيد ككل عام في العشر الأواخر. اعترف الناس بأننا غالبًا ما نلهو مثيرًا ونتناسى الفضل العظيم للأيام الفضيلة هذه.

من التجارب الجميلة التي استشفيتها في رمضان هذا العام أن لابد لوضع خطط معينة إن أراد الإنسان أن يكون صاحب ذكر كثير، لا يكفي بأن يقول الإنسان مثلًا: سأذكر الله اليوم ألف مرة، ثم يذكر في أوقات الفراغ دون خطة ولا يبلغ الألف في نهاية اليوم، خطط للذكر الكثير واتخذ سندًا في ذلك فإن للذكر بركة تحيطُ بك وتسهيلٌ لكلِّ أمر ترجوه وفتحٌ لك وهُدى.

أتانا العيدُ الذي عادَ دونَ أن نجتمع فيه بالأهلِ والأحباب لكننا رغم ذلك بفضلٍ من الله وتوفيقه استطعنا استشعار الفرحة وعيشَ تفاصيلها قدر المستطاع، ذلك لأن فرحة العيد هي فرحة تمام العبد لصيام شهر رمضان ❤️.

فالحمدُ لله على التمام والحمدُ لله على نعمهِ التي لا تعد ولا تحصى، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

.
.
.
ربنا تقبل منَّا إنك أنتَ السميع العليم
وتب علينا إنكَ أنت التواب الرحيم

اللهمَّ ارفع عنَّا البلاء
اللهمَّ ارفع عنَّا البلاء
اللهمَّ ارفع عنَّا البلاء
اللهمَّ أعد شملنا وجمعنا ❤️

#عفراءُ_الكنديَّة
٩/شوال/١٤٤هـ
١/٠٦/٢٠٢٠ مـ
٢:٠٩ مَ
الأثنين