ورب كل التفاصيل البسيطة ..التي تغيبـ في الزحام
بداخلي حزن لايذوب....!/"بتصرف من
wild"
...
باردة جدا ...الغربة ...كـ مدينة بلا أبواب ..!
حتى الحزن يصبح فيها شأن داخلي
تافه جداً..
و وحدن بيبقوا.!
أن تغرق في كل هالتفاصيل المقيتة
بعد خمس محاولات فاشلة من منبهك لأيقاظك
تتحرك في الصباح ببطء ..وتلوح بيدك في الهواء..باحثاً عن ذرة حلم عالقة فيه نسى الليل أن يأخذها معه.
تمارس بروتينية أكثر ..تفاصيلك المهمشة ....الفرشاة ومعركتك اليومية مع عصر المعجون ...وانت مغمض العينين
.تستطيع أن تقرر مقدار كمية الحليب وملعقة النسكافية البائسة
تطرق الملعقة في جوفـ كوبكـ ...مستمتعا برنين حبيبات القهوة وهي تتناثر .متفتتة. تحت برد صباحك
تنتبه بأن الوقت لن يسفعك كالعادة للإستمتاع بـ حليبك....ترتدي على عجلة و تـ قفز بين أكوام الكتب والأوراق وظل أمك يعاتبك على كل هالفوضى ...تتذكر أن اليوم الأثنين وليس الثلاثاء تـ فرغ حقيبتك للمرة الثانية وتضع فيها مواد الأثنين
في الباص الوجوه نفسها..إما باردة كـ موت صباحي متجدد أو كرنفال من الألوان لاينتهي.....وحدها شعرات بشير سائق الباص ..وحدها فقط من تتغير تزداد كل يوم بياضا..وأزداد أنا أنكماشا في مقعدي أكثر كلما تذكرت ...ماالذي ينتظرني اليوم ..!
في الجامعة تلهث مسرعا من محاضرة لـ محاضرة تحاول أن تشغل كل الثواني أن تملأ الفراغات بضجيج الطالباتـ وثرثرة مرشدك عن أهمية المشروع
تستغل فرصة يتيمة ..لتناول طعامك تحاول أن تحشر نفسك بين صديقاتكـ ....لـ تكتشف في الأخير أن طوال الجلسة همك فقط كان ..متابعة النمل المجتمع على قطعة حلوى...!
نقراتك على الجهاز عالية كـ راقص فلامنكو مبتدئ...يحاول أن يلفت إنتباه الناس لـ قدمه الفاشلة..!
تبتسم بخبث كلما لمحت نظرات سخط زميلتك على نقراتكـ تعدها بأن تقلل من عصبيتك ..مبرراً إنشغالك في اللاشئ..!ولاينتهي هذا اللاشيئ..!
تنتظر تجمع الباص...تتخذ مكانك المعتاد لـ تمارس لعبتك اليومية قياس الظلال..من ظلها اليوم أطول من ظلكـ..!
في الغرفة ....لاتغلق الهاتف تختار أعلى نغمة ....ينتهي رصيدك ومازال فمك مملوء برسائل لن تصل يوما..ً!
تفتح الشباك رغم الحر والذبابـ ....تود أن يشاركك الجميع هواء المكيف..مقابل أن يكونوا معكـ حتى لو كانوا مجرد صوت خارجي لايهتم بك
تتلصص على أعشاش جيرانك الهنود ....تراقب السيدة التي تنشر كل يوم ملابس ملونة...لم تلمح يوما قطعة بيضاء فيها...تعود لـمكتبك ...تنثر اقلامك ...
تخرج تدخل ...تصفع الباب بقوة ...
تعيد\ برمجة غسالة ملابسك طوال اليوم بحجة أن غسلة واحدة لاتكفي ...!
يتكوم الليل في صدركـ ..تهدأ الشوارع من أطفالها وعابثيها ..
ترتب وساداتك الأربعة تحتضنها .....تغلق النور ....لـ تراقب بخيفة الظلال المتراقصة في غرفتك منصتا لــ صوت الفراغ الموحش..تفجعك فكرة أن هناك من يترصدك ينتظر منامك لـ يحشر كل الأصوات عند سريرك..حتى صوت المكيف يصبح أضخم كــأنه ريح
تهدأ ....و...آية الكرسي تطارد ظلال غرفتكـ..
تــ بدأ بإفراغ ذاكرتك
معجونكـ ...شعرات بشير البيضاء...نغمة "ست الحبايب"...زميلتك ...كود توليد الباسوردات ...و...رصيد البنك...درجات النت وورك .....صوت المكيف...هدير الفراغ بـ داخلك
تتكوم أكثر على نفسك تحشر جسدك الصغير في البطانية وتشدها بقوة...
....حين تتذكر
أنك ستنام هذه الليلة أيضا وحييد بارد كـ مدينة بلا أبواب..!
/
** من أرشيفي 2007
شكرا لمن أيقظها اليوم في ذاكرتي