أنا بس بانساك .. وأعافر
2014/10/04
2013/04/25
2010/06/18
إحترامًا للجثث
وهالاقي طريقة
أقنع بيها نفسي
إن اللي ع الشاشة
مجرد فيلم
دخل بالغلط في نشرة الأخبار
بعد ما ينتهي التصوير
الأمهات
هيمسحوا دموعهم
وهيصحّوا العيال عشان معاد الرضعة
وهما بيفكّوا الكفن عنهم بشويش
...
الشباب المرميين ع الأرض
( قال يعني مقتولين )
هيقوموا وهما بيضحكوا
وهيشتموا المخرج في سرّهم
لإنه بهدل هدومهم ميكروكروم
...
عربية الإسعاف
هتطلع مجرد ديكور
مافيهاش موتور أصلاً
...
العمال اللي ف الاستديو
هينتظروا .. بنفاد صبر
خروج الجميع
...
وف ظرف خمس دقايق
هيفضّوا المكان
عشان تصوير المشهد الجديد
اللي مش محتاج .. غير مؤلف واقعي
محمد خير
نشرت في جريدة الدستور يوم 5 مارس 2008

عبثًا تزوّرين إشارات المرور
لا تؤخذ الأقدار عنوة
2010/06/11
لا تصالح
أمل دنقل
...
(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
2010/06/05
على سلامه
2010/06/04
منطق الكائنات

تمرد
قالت عبّادَةُ الشمس للشمس
مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم
...
عالَم ثالث
قال المغناطيس لبِرادة الحديد
أنتِ حُرَّةٌ تماماً
في الاتجاه إلى حيث ترغبين
...
المِرْآة
قالت المِرْآة: ما أشد تعاستي
لا أحد ممن ينظرون إليّ يريد أن يراني
...
تَوْقُ
قالت العتبة: ليتني أدخل إلى الصالون
قال الصالون: ليتني أخرج إلى الشرفة
قالت الشرفة: ليتني أطير
...
الحبل
قالت ربة البيت: الغسّالة الأوتوماتيكية الفخمة
لا تدخلها إلا الملابس المتَّسِخة
وحَبْلُ الغسيل المشبوح بين مسمارَيْن
لا يحمِلُ إلا ما هو نَظيفْ
...
الأفعى
قالت الأفعى: رغم أن البشر يلعنونني
أظل أفضل من بعضهم
عندما ألدَغُ أحداً
فإنني على الأقَلّ .. لا أدَّعي صداقتَه
...
*** *** ***
مريد البرغوثي
2010/05/31

لا امرأة تستطيع تفسير صمت رجل، ولا الجزم بأنّها تعرف تماماً محتوى الرسالة التي أراد إيصالها إليها، خاصة إن كانت تحبّه. فالحبّ عمىً آخر في حدّ ذاته. (أمّا عندما تكفّ عن حبّه، فلا صمته ولا كلامه يعنيانها، وهنا قد يخطئ الرجل في مواصلة إشهار سلاحه خارج ساحة المعركة، على امرأة هو نفسه ما عاد موجوداً في مجال رؤيتها!) كما أنّ بعض من يعاني ازدواجيّة المشاعر يغدو الصمت عنده سوطاً يريد به جلدك، فيجلد به نفسه.
...
تكمن قوة الصمت الرجالي في كونه سلاحاً تضليلياً. إنه حالة التباس، كتلك البدلة المرقطة التي يرتديها الجنود كي يتسنّى لهم التلاشي في أيّ ساحة للقتال. إنّهم يأخذون لون أيّ فضاء يتحرّكون فيه
...
إنّه صمت الحرباء.. لو كان للحرباء صوت. تقف أمامه المرأة حائرة، تتناوب على ذهنها احتمالات تفسيره بحكم خدعة الصمت المتدرّج في ألوانه من إحساس إلى نقيضه
...
صمت العشق, صمت التحدي, صمت الألم, صمت الكرامة, صمت الإهانة, صمت اللامبالاة, صمت التشفي, صمت من شفي, صمت الداء العشقي, صمت من يريد أن يبقيك مريضاً به, صمت من يثق بأنّه وحده يملك دواءك, صمت من يراهن على أنّك أوّل من سيكسر الصمت, صمت من يريد كسرك, صمت عاشقين أحبّ بعضهما بعضاً حدّ الانكسار, صمت الانتقام, صمت المكر. صمت الكيد, صمت الهجر, صمت الخذلان, صمت النسيان, صمت الحزن الأكبر من كلّ الأحزان, صمت التعالي, صمت من خانك, صمت من يعتقد أنّك خنته ويريد قتلك بصمته, صمت من يعتقد أنّك ستتخلّين عنه يوماً فيتركك لعراء الصمت, الصمت الوقائي, الصمت الجنائي, الصمت العاصف والصمت السابق للعاصفة, صمت الانصهار وصمت الإعصار, الصمت كموت سريري الحبّ, والصمت كسرير آخر للحبّ ينصهر فيه عاشقان حتى الموت, الصمت الذي ليس بعده شيء .. والصمت الذي ينقذ ذلك «الشيء» ومنه تولد الأشياء مجدّداً جميلة ونقيّة وأبديّة بعد أن طهّرها الصمت من شوائب الحبّ



