تتنوّع الطرق وتكثر المشاهد حول العالم، حيث يحيي كلٌّ على هواه استقبالاً لملك المجد المنحدر من عليائه في تواضعٍ لا مثيل له... مكللاً إياه بدخول أورشليم راكباً على جحش ابن آتان! لم يحرسه جنود، ولم يُشهر سلاحاً ليُخضع الناس، ولم يدعو إلا للمحبة...
من المؤكد أنّ السيد المسيح لا يهمّه إن حملنا شموعاً مرصّعة، أو إن ألبسنا أطفالنا الأبيض، أو كم وكيف استغلّ التجار عقلنا المادي لبيعنا ما لم ولن يتمكن من أن يمثل هذا العيد بأهميّته...
ما هو معنى الشعانين الذي يسبق مباشرة الفصح؟
هو ليس عيداً للأطفال كما يصفه بعض الكهنة ويكرّره من ورائهم الناس بدون وعي!
هو ليس أحد الشموع والثياب الملوّنة!
هو عيدٌ بمستوى الفصح، ويمكننا القول أنّه أحد الشموخ!
نعم! أحد الشموخ لأنّ من هامته هامة المسيح دخل منتصراً ظافراً... دخل أورشليم وهو عارفٌ بأن مملكة الشيطان سيدوسها بقدميه! وهذا الإنتصار هو لكلّ البشر صغاراً كانوا أم كباراً! خطأة وبارّين!
ونحن حين نستذكر هذا التاريخ الأساس في المسيحية، كلّ ما علينا فعله هو التمثّل بالأوّلين الذين استقبلوه بسعف النخل وأغصان الزيتون، علامةً للمجد والظفر... ونفترش الأرض أمامه بثيابنا، نظيفة كانت أو متّسخة بالخطايا ليدوسها فتطهر...
نعم، أحد الشعانين هو للتذكير بالوعد الذي قطعه الله لنا بأنّه آتٍ وأتى... هو لتطميننا بأنّه سيدخل قلوبنا المظلمة كالقبور لينيرها ويحييها إلى الأبد... آمين