التعود على وجود شخص ما في حياتنا صعب
والاصعب هو رحيله.. او سفره ايا كان لايهم
فكلهم مؤدي للفقد
يومي الاول بعد سفره كان متعب جدا و مرهق لاني لم انم ليلتها
وبعد يوم
رن هاتف عملي ..
انا: صباح الخير..كيف لي مساعدتك؟
هو:اريد من وقتك ((العمر كله)) فهل لي بعمرك؟؟
صرخت بفزع ومفاجأه لسماع صوته :صباحك عمري
وان كنت تريد عمري السابق
اين انت؟ و كيف انت؟ و متى وصلت؟ و كيف وصلت؟
وهل نمت جيدا؟ هل انت سعيد؟؟ اشتقت الي؟؟
هو: انا بخير والحمدلله خرجت منك و ذهب المطار و اخذت طائرتي و حين وصلت كانوا اهلي باستقبالي.. و ما ان اصبحت الصبح اتصلت عليك
اما سؤالك عن الاشتياق اتركه لحين رؤيتك..
انا: لحظه واحده اسجل رقمك في الكويت فانا لا اعرفه ولم اتذكر طلبه منك
..حتى اتصل متى ماشأت ولا انتظر اتصالك
هو:من اين ستتصلين؟ لا اريد ان اكلف عليك
سأحدثك كل يوم في الوقت الذي تريدين
انا: سأتصل من هنا الفندق...
هو: انت تعلمين اني هنا في الكويت بين اهلي .. و ليس لدي هاتف خاص سوى في العمل و انا لا اذهب للعمل.. انتظريني كل يوم في هذا الوقت سأتصل عليك و لا اتأخر ..
انا : حسنا ..اذا حدثني كيف هو يومك بدوني؟
هو: انا لا اعد عمري بعيد عنك..
انا: سألتك عن يومك وليس عني و عنك..
هو: يومي بسيط .. سأذهب اليوم لبيت عمي للغداء هناك و من ثم رؤيه اصحابي..
لا شي مهم.. كتبتي لي شي بالامس؟
انا : لأ لم استطع كنت تعبه جدا..ولكن اعدك باني سأكتب..
هو: احفظيها لحين عودتي..
انا: حسنا.. سأفعل..
هو: اتركك الان .. كوني بخير
انا: وانت كذلك..قبلاتي ..مع السلامه
ومرت الايام ولاشي يذكر بدونه
اذهب لعملي و القهوه و اعود ليلا لأكتب له و اخلد للنوم..
وفي عطله نهايه الاسبوع اقضي يومي مع صحبتي العرب..
حتى جاء وقت عوده جاسم .. كنت في حاله استنفار مع الزمن..
الوقت لا يسعني ابدا لعمل شي و على الرغم من حرصه للوصول يوم الجمعه مساءا حتى نقضي عطله نهايه الاسبوع معا...ولكن الوقت صديق خائن..
استطعت ترتيب منزله.. وتجهيزه بالكامل.. احضرت فيلم عربي لقضاء السهره..واعددت طعام مغربي ولبست له قفطان
مغربي ولونت المكان بلوني ..وكل شي كان له معنى واحد ..اني مهتمه بك كثيرا..
وصل جاسم و ووصلت معه روحي واخذنا عهدا على انفسنا بان لا نترك بعض ابدا و ان لا يفرقنا شي..
أروع في ما هذا الوجود احساس بأن رغباتك لها شخص يريد تنفيذها و يرغب بها هو أكثر..احساس الرغبه واحساس انك مرغوب و هناك شخص يقاتل الدنيا من اجلك هو اجمل احساس..
وفعلا مرت الايام بنا في باريس و ديجون و قهوتي
كل شي جميل..وكان جاسم يذهب و يعود للكويت
في عودات خاطفه لا تطول اكثر من اسبوع لتسليم جزء من اطروحاته او لمناسبه وفاه
مر عمري سريعا مع هذا الرجل وكل يوم لنا به حدث
مرت السنين بنا الان واصبحنا في سنتنا الثالثه وكأني فقط بالامس عرفته
ولكن حدث اليوم شي لا ينسى سيسجل في تاريخ العالم العربي..
كنت في المقهى.. واذ به يدخل مفزوعا..ويصرخ..:انور السادات اغتيل..
انور السادات اغتيل..فتحنا المذياع..لاشي يذكر عن اغتيال انور السادات..وجلسنا ننتظر بحرقه اي شي عن اغتياله حتى اخبار الساعه السابعه مساءا وسمعنا بالخبر جمله و تفصيل
لم نكن نريد التصديق يغتال قائد امه عربيه كمصر .. يغتال بهذا الغدر و السهوله العرب هنا في فرنسا مابين مؤيد و معارض ..ولكن كلنا يجعنا الفزع ..سهرنا يومها مع اصحابنا في منزل اسره ناصر السعودي وجلسنا حتى فجر اليوم الثاني .. لا نعلم ماذا سيحل بامتنا العربيه بقوميتنا بوجودنا
تابعنا التلفاز و الاخبار و كان محور حديثنا لمده شهر كامل هو عمليه الاغتيال و ماذا سيحدث في مصر و حال استقرارنا كدول عربيه ..
استمرار عروبتنا دعم لنا .. دمائنا انتمائنا وجودنا كصف واحد
لا يشعر به اي شخص يعيش مرتاح في بلده ..ولكن نحسه نحن من ابتعدنا عن بلادنا..
تعودنا السهر مع اصحابنا واسرهم.. وكنا في كل مره نزيد قربا و تعارفنا
ولكن الشي الذي لم اغيره ولا احبه وجود زوجه ناصر بيننا لانها لاتفتؤ
تكرهني بجميع وسائل الكره من نظرات و كلمات وانا اصدها مره و اسكت عنها مره اخرى ..هي دائما تعاملني بتعالي...وكنت دائما اذهب لجاسم شاكيه عنها .. حتى قال لي في مره ..: مريم انا لا احب التكلم في اعراض الناس ولا احب اذكر شي كهذا لكن عندما تكونين مع تلك المرأه اعلمني انك اصدق و احسن منها بلميون مره هي امرأه تتعالى عليك كونها لها الحق في تملك زوجها لانه زوجها وهي تنظر لك كعشيقه لي.. لتغطي احساس النقص فيها .. هل تعتقدين بانني انسان سيئ لدرجه اني اجعل من الناس حولي يقللون من شأن المرأه التي احب؟؟ ابدا ولكن لاني استحقرها هي زوجه وصلت زوجها الى هذا المكان لبيعها جسدها و هي امرأه متزوجه انتي لا تعرفين حقيقتها ولكن نحن من بيئه واحده و كلنا هنا في فرنسا يعلم من هي و ماهي حقيقتها.. امرأه كهذه لا تجعليها سبب في تعاسه لك او هز ثقتك بنفسك ولا تعطيها الفرصه بان تغطي نقصها فيك..انت حبيبتي نعم و لست بزوجتي نعم ولكن اكثر انسانه في هذا الوجود اخلصت لي واخلصت لوجودي و الشي الذي يجعلها تحترق اني قلت لناصر بان يؤجل موعد سفره بسبب زواجنا ..
انا: زواجنا؟
هو:نعم زواجنا!
انا: لم تفاتحني يوم بموضوع زواجنا؟
هو:الديك اعتراض؟
انا: الامر ليس بالاعتراض الامر بالفكره
هو: موضوع زواجي بك فكره برأسي منذ ان استقبتلك في محطه القطار وكنتي عائده من مارسيلنا ولكن كنت انتظر الوقت المناسب و انت تعلمين باني سأنهي الدكتوراه قريبا و كنت اذهب للكويت لترتيب مسأله زواجنا.. التي لا اريد تأجيلها اكثر..
كل شي سكن الان بداخلي وارتاح ..احساس بالاستقرار لفكره زواجي بجاسم
احببته اكثر فاكثر..وصار الجوى ود و عشق ..اذا سأذهب مع جاسم للكويت بعد انتهائه من رسالته.. هذا يعني انه خلال شهرين او اكثر او اقل سأكون زوج له
هاتفني جاسم في عملي و قال ان عليه الذهاب الى ديجون ليوم واحد لاستلام فصل من بحثه و سألته ايمكنه تأجيل السفر لعطله نهايه الاسبوع و قال لا يمكن .. وذهب هو و تذكرت ان علي الاتصال على ناصر لاعتذر له على دعوته للعشاء لان جاسم ذهب لديجون و لكن لم يرد علي احد.. فاضطررت ان اذهب وحدي و ليتني لم افعل...
وصلت و كانت نوره زوجه ناصر باستقبالي و قالت ان ناصر لم يصل بعد..وسألتني عن جاسم و قلت لها انه يعتذر لان ذهب الى ديجون و سيعود غدا .. ومن دون مقدمات سألتني : صحيح ما سمعنا ؟ زواجك بجاسم قريب؟؟
وبنشوه فرح انستني من هي تلك المرأه قلت لها : نعم صحيح و ستكونين انتي و ناصر اول الحضور..
هي: فكرتي جيدا؟ قررتي؟
انا : طبعا اكيد جاسم هو رجل حياتي و هو كل ما اريد..
هي: كيف لك ان تبني سعادتك على تعاسه الاخرين؟
لم افهم ما قالت و لماذا قالت لي هذا الكلام كيف ابني سعادتي على تعاسه الاخرين ..اتقصد اهل جاسم كوني مغربيه و كونهم يريدون بنت كويتيه له لم اقل شي و جلست افكر في تلك اللحظات ولكن لم اكمل اللحظه حتى صحوت و قلت: اي تعاسه تقصدين؟
هي: تعاسه بيته و زوجته و ابنائه !!!
لم اعيي ابدا ما قالت و لم احس ابدا في نفسي
شعرت فقط بدوران الدنيا و بضيق تنفس قاتل
شعرت بالغدر و الخيانه شعرت بالتكسير و التحطيم
شعرت باني مخدوعه شعرت باني اريد ان اصحوا من النوم حتى اعلم ان ما سمعته هو فقط كابوس!
لا اذكر باقي حديثي معها و ماذا قلت لها كل ما اذكر اني حملت اشيائي وعدت لمنزلي ماشيه
ضللت الطرقات ولا يهم
فطريق حياتي ضل!
لماذا صدقت تلك المرأه؟
لماذا بكيت ؟
لماذا احترق انا الان
جلست على رصيف شارع لم اعرفه مسكت انارته و اهزها باكيه مرميه برأسي عليها و كأني اريد رمي همومي و استرجي تلك الاناره ان تقول لي ان ما سمعت هو كذبه و ان تنشق الارض و يخرج لي جاسم و يقول ان ما قالته تلك المرأه كذب ولكن لا الارض انشقت و لا زواجه كان كذبه
عدت للبيت و اخذت حمام دافي غسلت به وجه ملطخ بكحل اسود كسواد قلب رجل خدعني و كسرني
جلست على درج منزلي
اشم هواء نقي وادخن سيجاره حرقتها احتراقا على قلبي
جلست هكذا ابكي ولم اشعر بالبرد ولا شعرت بالساعه تمر حتى شقت الشمس سماء مغيمه بهمومي و سواد ليلي..
لم اكن استطيع الذهاب الى العمل ولكن لا اريد مواجهته ولا الحديث معه و خفت ان يصل و اراه او يأتي لاخذي من العمل..
فكرت ماذا افعل و طرت لي فكره لابأس بها..اتصلت على صاحب القهوه و اعتذرت عن حضوري هذا الاسبوع و اتصلت بعملي و طلبت تصريح باجازه ..
واخذت حقيبتي وذهب للسفر بعيدا عن باريس وبعيدا عنه
و تركت له رساله على باب منزلي
"جاسم كنت دائما اقول لك لا تخوني اذا عدت الى الكويت ولم اكن اعلم ابدا اني انا الخيانه ذاتها؟؟ كيف تجعل من امرأه احبتك بهذا القدر خيانه كيف تفعل هذا بي و بك
جاسم اتعلم مراره و حرقه عذابي عندما اعلم بالصدفه انك متزوج و اب لابناء و اني هنا 3 سنوات معك كنت في خديعه و كذبه ؟
منذ 18 ساعه و انا اسأل نفسي لماذا؟ و لما ؟ و كيف ؟ و متى
وجلست اربط الاحداث و اربط الكلام و استرجعت شريطي حياتي معك
لاجيب على اسأله كثيره كانت عندي
لا اريد جواب لسؤالي .. ولا اريد منك شي بعد اليوم
جاسم قبل ان اذهب اريد ان اقول لك حقيقه كنت دائما اصرحها لنفسي
واقول لها هذا الرجل سأقبل ان اكون له زوجه رابعه مادمت ساكون له ليس من المهم الاولى او العاشره مادمت انا في تاريخه
شكرا لك على عمري الذي ضاع بكذبه منك
تركت له هذه الرساله و ذهبت لمحطه القطار
يتبع