أنا لا أتذكر بدايات هذا الحلم , فجأة أجد نفسى فى شارع مواز لشارع أبوقير فى منطقة مشابهة لمنطقة رشدى تقترب منى سيدة تحمل ثلاث أطفال صغار و تطلب منى أنا أساعدها فى حمل أحدهم حتى محطة الترام , أندهش لكيفية حملها للثلاثة لأى مسافة , أتناول منها طفل و أطلب الأخر ولكنها ترفض بِشدة و تقول لى إنها تستطيع حمل الأثنين بدون أى مشاكل , أستسلم لأرادتها و أسير معها حتى محطة الترام , الاحظ أن محطة الترام تبعد مسافة كبيرة نسبياً عن شريط الترام , تشكرنى السيدة و تمد يدها لأخذ الطفل منى و لكنى أخبرها بأننى سأحمل الطفل حتى تركب الترام , تشكرنى ثانيةً
تمر دقائق ثم تصرخ فى الست و هى تجرى يلا الترام جه
أنظر أمامى فأجد ترامين قادمين فى إتجاهين متضادين, يتشتت تركيزى فى أى واحد منهما ستركب السيدة , أكتشف لوهلة إنى غبى جداً و إنه من الطبيعى إنها ستركب الترام القادم فى الأتجاه القريب من ناحية المحطة
و يسترعى إنتباهى إن لونهما أصفر بينما تلك المنطقة لايمر بها الترام الأصفر
أتوقف لثوانى محاولاً أن أجد إجابة لهذا السؤال كيف يمر الترام الأصفر فى هذه المنطقة
الترام يتوقف للحظة واحدة فى المحطة يفتح أبوابه لثوانى معدودة لا يخرج منه أحد ثم يغلق أبوابه , السيدة تصرخ فى سائق الترام بأن يفتح لها الباب , بينما أجرى أنا حاملاً الطفل الثالث محاولاً اللحاق بها, السائق يفتح الترام وهو يسير تقفز فيه السيدة ثم يغلق الباب بدون أن ألحق به , أتطلع إلى الطفل الذى أحمله مذهولاً وقد رحلت أمه مع الترام
يخطر لى أن أستقل تاكسى و أسبقها للمحطة التالية
تزدحم المنطقة فجأة و لا أستطيع أن أجد أى عربة تقف لى , يخطر فى بالى خاطر الجرى , أقف تائهاً ثم أستيقظ من النوم
فى العادة أحلامى بتكون أضغاث أحلام , مواقف و أشخاص بيتركبوا على بعض عاملين أحلى فانتازيا , وعلى طول بحكيها لأصحابى كمادة للضحك والهياس
بس الحلم ده من المرات القليلة اللى كنت حاسس فيها إنه حلم حقيقى و بيعبر عن حاجة
طول اليوم بحاول أدورله على تفسير بدون اللجوء لمساعدة أحد ممكن يفسر الحلم فى شكل نصيحة هو عايز يوجها لية فى شكل غير مباشر
النتيجة اللى إتوصلتها فى الأخر إنى حد أدانى أمانة و أنا مقدرتش أحافظ عليها
نتيجة مؤلمة جداً و قعدت أرُمز إن الست دى ممكن تكون الدنيا و إنى مقدرتش أحافظ على حاجات كتيرة هيا وفرتهالى بالرغم من إنى كنت بحاول أحافظ عليها زى ما باين فى الحلم كده
قعدت أفكر برضوه أنا ليه فسرت الحلم كده ., إكتشفت إنى مصاب بعقدة ذنب مزمنة تجاه حاجات كتيرة و أكترهم نفسى
بحس إنى على طول ممكن أبقى أحسن و أبقى أفضل بس أنا بضيع وقتى و مجهودى و تفكيرى فى التشتت بين حاجات يامة , و مش قادر أستقر على حاجة والعمر بيجرى
فى بعض الأحيان عقدة الذنب دى بتبقى إيجابية بيبقى كل تفكيرى إنى أركز فى حاجة معينة و أشيل أى حاجة من دماغى ببقى عايز أعمل كده بس علشان أريح نفسى من عقدة الذنب
العملية بتبقى حرب بينى و بين نفسى حتقدر تركز ولا مش حتقدر
حتقدر يبقى حتقضى وقت ظريف أى إن كان اللى بتعمله , حتخسر يبقى إتحمل بقى الأحساس بعقدة الذنب
التسميات: علبة ألوان