كلمـــات تستحقها ملهمتي


مررت بالكثير من التجارب في حياتي

منها ما حفر جرحاً غائراً داخلي

ومنها ما مر على أناملي كنسمة الصيف

منها مازلت اتذكر تفاصيله كأنه البارحة

ومنها ما استعيذ بالله من مجرد التفكير فيه

لكن كل هذا لم يعد كما كان


!!!

فما كان ينقصني فقد وجدته

وما كان غائباً عني فقد عاد إليً

وسيسكن بين يداي قريباً وللأبد

يحيا في عيوني

وتحت جفوني

احنو عليه وارعاه
للأبد إن شاء الله

فأنا قد بحثت طويلاً عن الإستقرار

عن الدعم

عن الإحتواء

عن الحنان

فتشت طويلاً في أعين الناس

بحثت بلهفة في نفوس الأصدقاء

لكني حقاً لم أجده

إلا في إمرأة واحدة
!!!

إمرأة واحدة فقط
إمرأة بدعمها صرت جيشاً من الرجال

بحنانها أصبحت فيضاً من العطاء

بتضحياتها أصبحت أسيراً لمعنى الحنان

إلى تلك المرأة التي غيرت الكثير في عالمي

أهدي هذه الكلمات

...

الى زوجتي الغالية ورفيقة دربي

شكـــراً على كل ما قدمتيه لي

احــــذروا هذا النصـــاب الظريف

موقف غريب

اثار دهشتي للغاية

لكنه بصراحة

اضحكني جداً

فؤجئت منذ فترة

ببعض الأصدقاء يرسلون لي رسائل على موقع الفيس بوك

يهنئوني بعودتي للتدوين من جديد

بصراحة اندهشت كثيراً

لأنني لم أعد للتدوين بل لم أعد أدخل على الانترنت الا قليلاً

لكن أكثر ما أدهشني

أنني تلقيت إتصالات هاتفية من أصدقائي أيضاً

لكنها هذه المرة تعاتبني

لأنني في تعليقاتي على مدوناتهم

قد تجاوزت حدود الأدب وهو ما استنكروه بشده

خاصة أنها ليست طريقتي ولا اسلوبي

المهم

انني شرحت لهم أنني لم اعد للتدوين سواء بكتابة مقالات أو حتى بالتعليق عند اى مدون

ثم بدأت بالبحث عما يقصده هؤلاء


ففوجئت أن هناك احد الظرفاء قد انتحل شخصيتي

وانشأ مدونة جديدة تختلف بحرف واحد في اسمها

عن اسم
مدونتي القديمة - البوابــة


وسماها البوابة الجديدة ... الحرية بالمجــان

:)

ثم كتب بها بوست

وصار يعلق بإسمي عند الكثير من أصدقائي المدونين

لكن الحقيقة انني بمجرد دخولي لمدونته المزيفة

ضحكت كثيراً لقدرته الفائقة على اغاظتي

حيث وجدته يضع نفس البانر الأصلي لمدونتي مع تغيير الإسم الاصلي به

كما اختار نفس اللون لمدونته

لكن الادهى أنه وضع صورتي بالفعل على يسار المدونة

مع الكتابة تحتها بخط واضح

اضغط على الصورة لتصل الى البوابة القديمة لصاحبها مصطفى الحسينى

نصاب لكن عنده مبادئ

:)

كما أنني بصراحة أعجبت جداً بمدى خفة ظله

حيث انه قد وضع رابط مدونتي كرابط أول في قائمة سماها مدونون من أجل التغيير

اذن فهو نصاب مناضل

:)

لكنني حقاً قد احترت في تفسير سلوكه

فهو يعلق بإسمي تارة بإسلوب جيد

وتارة يثير المشاكل بسبابه للمدونين

---------------

اترككم مع عدة صور تظهر لكم الفروقات بين المدونتين

لكي لا يخدعكم هذا النصاب الظريف

------------------

مدونتي الاصلية اسمها البوابــــة

وهذا هو رابطها
http://elbawaba.blogspot.com/

وانا ادون منذ مايو
2006

وهذه هي صورة البروفايل الخاص بي


اما المدونة المزيفة

فرابطها هو

http://elbwaba.blogspot.com/

اي انه ينقص بمقدار حرف واحد عن اسم مدونتي الاصلية

وهذه هي صورة البروفايل الخاص بها



لاحظ اختلاف اسم المدونة

واختلاف وصف الكاتب

وتاريخ الكتابة على بلوجر الذي يختلف باكثر من عامين كاملين

--------------

صورة للواجهة الرئيسية لمدونتي الاصلية


أما الواجهة الرئيسية للمدونة المزيفة فهي تختلف تماماً عن مدونتي


لاحظ أن الشخص المزيف يبدو أنه ما زال جديداً في عالم بلوجر

فهو يستخدم واجهة بدائية الشكل - مكتوب عليها عبارة

( البوابة الجديدة ... الحرية بالمجـــان )

كما أنه يضع البروفايل على الجانب الايسر من المدونة في حين اضعه انا على الجانب الايمن

كما انه قام بتغيير حروف المدونة على البانر بطريقة بدائية

لكن أكثر ما اضحكني

أنه وضع صورتي بالفعل على يسار المدونة وتحتها كتب بالخط العريض

اضغط على الصورة لتصل الى البوابة القديمة لصاحبها مصطفى الحسينى

وكأنه بهذا قد تبرأ من فعلته تلك

!!!

----------------

صورة من تعليق صاحب المدونة المزيفة

على مقال بمدونة في الصميم لصاحبها محمد مفيد

رابط التعليق

https://www.blogger.com/comment.g?blogID=30428957&postID=277547035212429859


لاحظ أن هذا المزيف يضع نفس صورة مدونتي الأصلية

لكنه يضيف كلمة الحرية بالمجـان

كما أنه يقوم بتشكيل الجملة وهو ما لا أفعله أنا

-------------

تعليق آخر مزيف كان قد قام به صاحب المدونة المزيفة

على مقال بمدونة
انكسـارات لصاحبها أحمد البوهي

رابط التعليق

https://www.blogger.com/comment.g?blogID=639078027595147103&postID=6372705619915946756



لاحظ أنه يضيف جملة الحرية بالمجان

كما أنه يبدو هنا وكأنه كان مشغولاً للغاية

حيث اكتفى بكتابة كلمة واحدة وهي

جميل

فقط بدون اى زيادة أو نقصان !!!

نصاب لكنه مشغول للغاية ووقته ثمين

:)

-----------------

لكني طبعاً لم أفوت الفرصة

لكي أتعرف عليه

:)

فقد تركت له تعليق بمدونته المزيفه

وهذه هي صورة تعليقي عنده



لاحظ أن هناك من وقع في فخ هذا المزيف وقام بالتعليق عنده وهو يظن أن هذا المزيف هو أنا

لكنني اتصلت بهم وافهمتهم الموضوع


---------------

أردت من هذا البوست إعلامكم بشأن هذا النصاب الذي يعلق بإسمي عند الجميع


لكي لا يتسبب بإغضاب أحداً مني

وتحذيركم من هذا النصاب

خفيف الدم


والعقل ايضاً

:)

تحياتي لكم جميعاً

وللنصاب أيضاً الذي أضحكني من كل قلبي



كنت يوماً هنـــــــا



بدأت الكتابة هنا منذ اكثر من عامين

بدأتها لنفسي

لكني بالفعل استمررت فيها لأجلكم

لأجل ان أتواصــل مع من أحبـــهم

كنت دوماً أردد أن الكتابة هي ملجأي الأول والأخير

لكن ...

وآه من لكن هذه ...

يبدو بالفعل أن هذا الملجأ قد صدأ بابه

أو تعطلت أقفاله

أو حتى ...

تحطمت مفاتيحه

!!!

-----------

مصطفى الحسيني

صاحب البوابة سـابقـاً

هاتف



كان اتصالا هاتفيا.. ولكنه لم يكن كأى اتصال
هناك اتصال يقول لك مبروك النجاح .. او مبروك الخطوبه .. ... وهناك اتصال يسألك عن سبب الغيبه الطويلة
وهاتف آخر يخبرك بخبر ما وآخر يسأل عنك
لكن الجديد ان يوجد اتصال يقول لك مبروك ميلاد حلم ... مبروك ميلاد ثورة ثقافيه
مبروك ميلاد جيل جديد من الكتّاب وروح جديدة للكتابة ... أمرمفرح بكل المقاييس
كانت مكالمة تليفونية من شخص عزيز ليقول لى مبروك يا مصطفى مصر اتولد ليها جيل جديد من الكتـّاب
مصر بقى ليها صوت جديد .. صوت حر غير مشوش .. صوت واضح غير موجه .. صوت جميل يصل لكل مصرى
هو دا اللى حصل معايا بالظبط اتصال جالى منهم قالوا فيه " مدونات مصرية للجيب " حلم بنتمنى ان كل مدون يشارك فيه
.
.

مش هقولكم اد ايه الحلم جميل لأن الناس كلها بقت تنام تحلم بالحلم دا حتى بيحلموا وهما صاحيين
مش هقولكم اد ايه سعيد بأنى مشارك فى حلم اعتقد انه خطوة جيده وثابته
فى اتجاه جديد من الثقافه المصرية وان شاء الله العربيه

حلم اصحابه
اثنين من الشباب يحملون من الحماسه واليقين مايجعلهم قادرين على تحقيق الحلم

سعيد باتصال
أحمد مهنى ...... وأحمد البوهى

وسيسعدنى كل اتصال يحمل ميلاد حلم جديد

انا مع مدونات مصرية للجيب
موعدنا الخميس 22/5/2008
الساعه 6.30 مساء
مكتبة عمر بوك ستور – شارع طلعت حرب- من ميدان التحرير– فوق فلفلة
هشوفكم هناك





-----------------




هامش
انا مصطفى الحسينى صاحب البوابه عشان لاحظت وجود اسمى فى اماكن كتير معرفش عنها حاجه .. ربما يكون تشابه أسماء

خطوه في طريق تحقيق حلمي


إلي جميع الاخوه والأخوات الأعزاء

وبعد طول إهمال مني للمدونة ولأصدقائي حتى أحقق هذا الحلم الذي طالما سعيت إليه , والآن وبفضل الله اقطف أولي ثمار هذا التعب والعناء الشديد وهــو :

موقع دار الـكـتـب

اسعي بكل الجهد في هذا الموقع علي نشر ثقافة القراءة واحترام الكتاب عن طريق العمل علي تسويق كافة إصدرات السوق المصري من الكتب بصوره جذابة ومبسطة مما يسهل للقارئ الحصول على أي كتاب مطلوب حتى يصل في النهاية إلي مختلف الشرائح في المجتمع ...

لذلك أدعوكم يا أحبائي يوم الخميس القادم الساعة 6 مساءا في مكتبه البلد لكي نقص سوياً شريط افتتاح الموقع ونوقد شراره انطلاقه نحو خدمه كل المثقفين والمهتمين بالقراءة

عنوان حفل الإفتتاح / مكتبه البلد - ميدان التحرير بوسط البلد - 31 ش محمد محمود أمام الجامعة الأمريكيه

تليفون مكتبه البلد / 27922768

أتمني منكم أن تشاركوني هذه اللحظة والتي لن تنجح إلا بوجودكم بجانبي

شكراً لك يا فـــــــــؤاد


لا

لم اعرفه جيداً

ولم اعلم بخبر إعتقاله إلا مؤخراً لغيابي عن التدوين والإنترنت تماماً منذ فترة

ولم اخاطبه الا مرتين عبر البريد الإلكتروني

عندما كان يساند رجال الاصلاح في المملكة

عبد الرحمن بن صديق و الشميري

!!!

لا أيها السادة

!!!

لن ترواً هنا مديحاً حزيناً لفؤاد الفرحان

ولن تشاهدواً بين كلماتي دموعاً أذرفها عليه

سأخيب ظنكم كلكم

لن اخاطبه الا بما يستحقه

هو لا يستحق مني ومنكم الآن

سوى الشكر

نعم الشكر

!!!

شكراً يا فؤاد يا من بصلابتك أظهرت ضعفهم

شكراً يا أيها الحر يا من بقوتك أظهرت هوانهم

!!!

حقيقة تفكرت كثيراً في معاني اعتقال فؤاد الفرحان

لكني لم أجد أي معنى يمكن أن استخلصه

سوى الشكر له

!!!

والله انا اقصد كل حرف

نعم اشكرك يا عزيزي فؤاد على اعتقالك

اشكرك على كل لحظة تمر وانت معتقل

وانت طريد

وانت بعيد

اشكرك يا فؤاد

لأنها بإعتقالك ستنمو في داخلنا

وستثور بغيابك أشد عواصفها

وستقتلع الأخضر واليابس في طريقها

أتدري ما هي يا فؤاد

؟؟؟

دعها أولاً يا أخي السجين تنمو

وتزدهر

فإنها بذور الحرية

!!!

البذور التي تروى بتضحيات أمثالك من العظماء

البذور التي تتسلق براعمها قامات أمثالك من الرجال

البذور التي تتفتح زهورها على جباه أمثالك من الأحرار

أخي الغالي

أشكرك للمرة المليون يا فؤاد القلب الجريح

فبإعتقالك لم يُعد لخوفنا معنى

ولم يُعد لصمتنا أي مغزى

نشكرك لأنك قد اسقطت ورقة التوت الأخيرة عنهم

ونشكرك لأنك قد أيقظتنا من سباتنا الطويل

نشكرك لأنك قد ذكرتنا بطول المسير ومرارة الرحيل

كنا قد تصورنا أن الفجر قريب

فركنا الى أنفسنا

ورضينا بما بين أيدينا

!!!

عزيزي واخي وصديقي فؤاد الفرحان

لعلك لن تقرأ حروفي تلك

ولعلك لن تعلم بها أساساً

لكني أكتبها لأنك تستحق الشكر

كل الشكــــــــر

فبإعتقالك قد بعثت الأمل فينا من جديد

واشعلت جذوة الحرية بعدما قاربت - من طول رقادنا - على الخبو

اشكرك أيها الحر فؤاد الفرحان

الحــــرية للمدون السعودي فؤاد الفرحان

عندما تصبح الضحية مدانة في السعودية

بشأن الحكم على فتاة القطيف، وعن سحب ترخيص المحامي بمزاولة المهنة!!
-
عقدت في يوم الأربعاء 14/11/2007 في المحكمة العامة بالقطيف جلسة النطق بالحكم في قضية فتاة القطيف والتي كانت ضحية اغتصاب جماعي بشع تم من قبل سبعة من الجناة الذين تجردوا من كل قيم الإنسانية السوية حيث قاموا باختطافها واغتصابها بشكل جماعي تحد تهديد السلاح الأبيض , حيث عُدلت الأحكام بحق الجناة من قبل مجلس القضاء الأعلى، وقد عُقدت الجلسة بحضور الهيئة القضائية كاملة، والدفاع كما حضرت الناشطة الحقوقية الأستاذه فوزية العيوني وقد حكمت الهيئة القضائية على الفتاة «الضحية» بالسجن ستة أشهر والجلد 200 جلدة بعد أن كان الحكم السابق الجلد 90 جلدة وقد أبدت الفتاة عدم قناعتها بالحكم وطلبها رفعه للتمييز وسيتم تسليمها الحكم بعد عشرة أيام لتقديم اللائحة الاعتراضية عليه، كما عدلت الأحكام الخاصة بالجناة والتي كانت تتراوح قبل الاعتراض على الحكم ما بين السجن 11 شهر وخمس سنوات لتصبح بعد التعديل السجن مدد تتراوح ما بين سنتين وتسع سنوات، مع زيادة في عدد الجلدات.
وحيث أن الفتاة هي من قام بالمطالبة بإعادة النظر بالأحكام من خلال محاميها فإن زيادة الحكم والحالة هذه على الفتاة الضحية يأتي مخالفاً للقاعدة القضائية الراسخة التي تنص على أنه: «لا يُضَارَّ طاعنٌ في طعنه» لأن الاستئناف حق مكفول للمتهم، ويعتبر من المعايير الرئيسية للمحاكمة العادلة ومتى ما أهملت تلك القاعدة القضائية فإن ذلك يبطن مصادرة ذلك الحق حيث يرهب كل من يريد الاعتراض على الحكم القضائي وخصوصاً في القضايا الجنائية، من أن يعاقب جراء ذلك وتزاد عليه عقوبته وهو ما حدث مع تلك الفتاة التي أرادت فقط العدالة من الشرع والاقتصاص من جلاديها منهم حتى لا يفلت المجرم بجرمه وجريرته.
وقد اعتمدت الهيئة بحكمها على الفتاة بهذه القسوة على أنها سبب في وقوع الجريمة وأنها كانت في خلوة غير شرعية مع شخص أخر مع أن جريمة الخطف تمت في مكان عام كما أكدته محاضر التحقيق وبالتالي فإن أركان الخلوة غير الشرعية مع الشخص الذي كان معها - والذي لم يكن ضمن عداد العصابة التي مارست الجريمة - غير متوافرة في هذه الحالة، ولا سيما وأن الفتاة كانت في حالة إكراه انعدمت فيها إرادتها حيث كانت تحت تهديد ذلك الشخص بصورة شخصية لها وكل ذلك ثابت من خلال محاضر التحقيق التي كانت بين يدي القضاة وسجلات مكالمات الهاتف الواردة لهـاتف الفـتاة من قبل ذلك الشخص، كما أن الصورة سلمت في محضر رسمي في الشرطة، وكنا نأمل أن تراعي الهيئة كل تلك الحيثيات وأن تستحضر روح الشريعة ومقاصدها الكبار في تشريع العقوبة وخصوصاً في المسائل التعزيرية فما أصاب تلك الفتاة لا يمكن مقارنته بأي عقوبة تعزيرة على فرض ثبوت تهمة الخلوة.
وعلى أقل تقدير أن تكون تلك الشبه مدخلاً لدرء العقوبة عنها في ظل الجريمة
«الأكبر» التي وقعت عليها واستحضار قرينة البراءة حيث أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ،
وتفعيل قاعدة تفسير الشك لصالح المتهم ولا سيما وأن القاعدة الأصولية تنص على أن «الدليل متى ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال», إلا أنه وللأسف لم يحدث شيء من هذا وحكم على الضحية بهذا الحكم بالغ القسوة.
أما الادعاء بأن الفتاة كانت سبباً في الجريمة التي وقعت عليها فهو أمر مثير للغرابة ومخالف لأبسط قواعد المنطق السليم حيث أن ذلك الادعاء قد يفهم منه بأن جريمة الاغتصاب ليست مجرمة بذاتها وأنها خاضعة لاعتبارات أخرى وهو أمر أعتقد أنه مخالف لما يفترض أن تكون عليه العقوبات المقررة بالشريعة فالزنا على سبيل المثال سلوك مجرم دون أية اعتبارات أخرى حتى ولو افترض أنه برضا الطرفين فهو عمل مجرم دون أية اعتبارات أخرى فالدفع بأن المرأة كانت بمعية شخص أخر وقت حدوث الجريمة دفع غير منتج في الدعوى إطلاقاً ولا يغير من بشاعة جريمة الاغتصاب والخطف والتهديد بالسلاح التي تعتبر سلوكاً مجرماً بحد ذاتها متى ما اكتملت شروطها وأركانها، ولنا أن نتساءل في هذا الصدد: ماذا لو قام شخصٌ أو أشخاص باختطاف فتاة كانت في خلوة مع شخص آخر وقتلوها فهل نقول بناءً على منطق الهيئة القضائية مصدرة الحكم، بأنها كانت سبب في جريمة القتل وأن دمها والحالة هذه هدر ولا يقام الحد على قتلتها؟
وقد فوجئنا في بداية الجلسة وقبل أن نتكلم كلمة واحدة غير إلقاء السلام، بتلاوة قرار أصدرته الهيئة القضائية يقضي بمنعي من الترافع بالقضية وسببته بأني أمارس «اللدد بالخصومة» «ومعناها الإنسان الذي يجادل بالباطل» وكيفت الأعمال التي قمت بها من خلال القنوات الرسمية على أنها «لدد في الخصومة» مع أنني فقط طالبت بتطبيق النص الشرعي والقانوني، وهو واجب تمليه عليً مهنتي، وكلها موثقة ومؤصلة بالنصوص القانونية السارية والتي كان لها الأثر المباشر في نقض الأحكام وكأن الهيئة القضائية كانت تنتظر منا أن نسلم ونرضخ لحكمها وإجراءاتها غير القانونية حتى نسلم من وصمة «الألد الخصم» التي وصمتنا به الهيئة القضائية، في حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها حالة من التشفي والانتقام وفقدان التوازن.
ومن المؤسف أن يحاول القضاة الالتفاف على الحقيقة، ويتجاوزوا السمت القضائي ويدعو زوراً بأنه قد صدرت مني ألفاظاً مسيئة لهم في الجلسة، الأمر الذي استدعى إبعادي عنها، وهو ما يخالف الحقيقة حيث لم تصدر مني أية ألفاظ سواءً كانت مسيئة أو غير مسيئة لأني لم أتحدث إطلاقاً إلا بإلقاء التحية عليهم ولتي لم تلق رداً منهم، وكل ما حدث كان بشهادة وحضور السيدة فوزية العيوني وولي الفتاة والفتاة نفسها، وهم أحياء يستطيعون أن يقولوا كلمة الحق فيما حدث، لكن وللأسف أصبح القضاة في ظل الثقافة التقليدية السائدة، فوق الشك والمساءلة وتدثروا بوشاح القداسة الذي يحصنهم حتى من المطالبة بأبسط الحقوق, ويطلق لهم العنان للتجني على الخلق دون أن يكون لهم خطام أو زمام.
كما أن منعي من الترافع في القضية في هذه المرحلة ينم عن مصادرة لحق موكلتي في الدفاع وكان يجدر بالهيئة القضائية إذا ما كانت تستحضر قيم العدالة المجردة أن ترفع الجلسة لحين تمكينها من توكيل محام آخر يحضر معها.
كما قامت الهيئة القضائية بمصادرة تصريح المحاماة الخاص بي في تنكر لأبسط القواعد القانونية الواردة في نظام المحاماة الذي نظَّم عملية التعاطي مع المخالفات التي يُزعم بأنها صدرت من المحامي حيث حددت المواد «29-إلى -27» من نظام المحاماة تلك الإجراءات على سبيل التفصيل كما أن المادة الثالثة عشرة نصت على أنه «مع مُراعاة ما ورد في المادة الثـانية عشرة، للمُحامي أن يسلُك الطريق التي يراها نـاجِحة في الدِفاع عن موكِلُه، ولا تجوز مُساءلتُه عمَّا يورِدُه في مُرافعتِه كتابياً أو مُشافهة مما يستلزمُه حق الدِفاع.»
مما يؤكد على أن قيام الهيئة القضائية بمصادرة تصريحي من تلقاء نفسها دون التقيد بالإجراءات القانونية المتبعة في هذا الشأن يعد مخالفة جسيمة وتنكراً للقاعدة القانونية وتمرداً على الوثائق القانونية الصادرة من الدولة كما أنه سلوك ينبئ عن طريقة التعاطي السلبي من قبل بعض الذهنيات القضائية التقليدية مع مهنة المحاماة وينال من استقلاليتها.

وقد أبلغت في اليوم ذاته من قبل وزارة العدل بأن هناك دعوى تأديبية مقامة ضدي وستكون أولى جلساتها في تاريخ 25/11/1428هـ ومع التزامنا بحضور الجلسة المقررة واحترامنا للنصوص القانونية التي تحكم تعاطي وزارة العدل مع المحامين وفق القواعد والمعايير المحددة في نظام المحاماة، والتي لا تجيز مصادرة رخصة المحاماة قبل أن تتم إجراءات المحاكمة التأديبة وإلا أصبحت تلك المحاكمة صورية لأنها حكمت مسبقاً ونفذت الحكم بمصادرة التصريح قبل المحاكمة، مما يفترض الإدانة المسبقة ويخالف قرينة البراءة، ونخشى أن يكون وراء تحريك مثل تلك الدعوى هو قيامنا بالترافع في قضايا مرفوعة ضد بعض الهيئات التي اكتسبت على مرور الزمن، حصانة عن المساءلة وكذلك ترافعنا عن رموز أضمرت لها بعض التيارات الدينية عداءً بسبب أفكارها وآرائها، كما نأمل ألا تكون تلك الدعوى التأديبية بداية لإجهاض النفس الحقوقي المتنامي في السعودية والمؤسس على الثوابت الدينية والسياسية في البلد في ظل تنامي هامش حرية الرأي والتعبير والذي سمح بمجال معقول من الحركة نحو التغيير والتحديث.
ومن المؤسف أن تصدر تلك الإجراءات التعسفية ضد الدفاع مع أنه قد تعاطى مع القضية منذ توليها بعد صدور الأحكام الأولى وفق القنوات الرسمية حيث تواصلنا مع وزير العدل ورئيس هيئة حقوق الإنسان ولهيئات القضائية باختلاف درجاتها وذلك بخطابات متعددة وبينا الخطأ في الإجراءات المتبعة في إدارة القضية والإشكاليات الشرعية والقانونية في الحكم الذي أصدرته على موكلتي وعلى الجناة، وكان الهدف هو التأكد من عدم إفلات الجناة من العدالة وإنقاذ تلك الفتاة الضحية التي فاقم الحكم من حالاتها النفسية بدل أن يكون منصفاً لها من الجناة ومعيداً لكرامتها المسلوبة.
علماً أنه وبعد رفع الحكم إلى مجلس القضاء الأعلى وأعيد بعد دراسته إلى المحكمة العامة بالقطيف بتوصيات زيادة العقوبة على الجناة وعلى الفتاة الضحية وتم إبلاغي من قبل ولي الفتاة في رمضان الفائت بموعد الجلسة التي خصصتها الهيئة القضائية للنطق بالحكم بعد التعديل فسافرت في اليوم المحدد إلى القطيف ودخلت مكتب الشيخ/ سعد المهنا, وأبلغني بأنه يتعين عليّ إحضار الفتاة إلى الجلسة، فذكرت له بأنني أملك وكالة شرعية تخولني سماع الحكم وتعطيني الحق في الاعتراض عليه لذا لا ضرورة لحضور الفتاة إلى المحكمة، التي ستعيدها إلى أجواء الأزمة من جديد وستفتح الجرح الذي بدأ يندمل كما أن الإصرار على إحضارها وسط أولئك الجناة الذين ساهموا بشكل مباشر في اغتيال أنوثتها والعدوان على مستقبلها سلوك يخالف المنطق والحس الإنساني فكيف تجيز المحكمة أن تجلس «الضحية» مع جلاديها في قاعة واحدة؟ مع أن النصوص القانونية لا توجب ذلك، وذكرت له بأن هناك تقارير طبية موثقة بهذا الشأن وتمنيت عليه أن ينظر إلى الأمر من الناحية الإنسانية البحتة قبل أي اعتبار آخر وخصوصا وأن المادة الأربعون بعد المائة من نظام الإجراءات الجزائية تنص على أنه: «يجب على المُتهم في الجرائم الكبيرة أن يحضُر بنفسِه أمام المحكمة، مع عدم الإخلال بحقِه في الاستِعانة بمن يُدافِع عنه. أمَّا في الجرائم الأُخرى، فيجوز لهُ أن يُنيب عنه وكيلاً أو مُحامياً لتقديم دفاعِه، وللمحكمة في كُل الأحوال أن تأمُر بحضورِه شخصياً أمامِها.»
والتهمة الموجهة لموكلتي ليست من الجرائم الكبيرة بناءً قرار سمو وزير الداخلية رقم «1245» وتاريخ 23/7/1423الذي حدد الجرائم الكبيرة بأربعة عشر جريمة وليس منها «الخلوة غير الشرعية» إلا أن القاضي أصر على موقفه واستشهد بعجز المادة المذكورة، وأجبته بأن الجلسة إنما هي للنطق بالحكم، وبالتالي لن يتم هناك مرافعات، أو سماع بينات فيها يستلزم حضور المجني عليها، وخصوصاً وأن حالتها الصحية لا تسمح إطلاقاً بالمثول
وسط الجناة أنفسهم، وبعد أن أصر القاضي على موقفه، أخبرته بأنني سأخبر وليها بالأمر، ومتى ما حُددت جلسة أخرى سأحضر برفقتها، أما بخصوص حضورها أمام الجناة ؛ فإن قيمي التي أحملها، وأؤمن بها، وقواعد مهنتي لا تسمح لي بأن أجبرها، أو حتى أسمح بتمرير هذا المسلك الذي يتعارض والحس الإنساني السليم ، وسأعارض هذا الإجراء أمام الجهات القضائية العليا، وهو الموقف الذي يبدو بأن الهيئة القضائية اعتبرته «لددٌ بالخصومة» فتمت معاقبتي وموكلتي على أساسه.
وبناءً على الإجراءات التي تمت من قبل الهيئة القضائية، والتي نعتقد أنها انحراف بالمشروعية، ومخالفة للقواعد القانونية التي تحكم الخصومة، وحيث أن ما تم في حقي لا يستند إلى نص شرعي، أو قانوني، فإني سأخاصم الهيئة القضائية مجتمعة أمام الجهات المختصة، حيث لا يمكن السكوت على تلك الانحرافات، وعلى وزارة العدل أن تبين موقفها حيال ما حدث، لأن القضاة ليسوا فوق المساءلة، بل لابد أن تفرض عليهم رقابة صارمة، من أجل ضمان تطبيق القانون، وعدم الانحراف به، أو التنكر لنصوصه وقواعده الآمره، أو أعطائهم الفرصة لتصفية حسابات شخصية على حساب وظيفتهم القضائية.
كما لا يفوتنا في هذا الصدد بأن نذكر بأن الهيئة القضائية قد أخرجت الناشطة الحقوقية الأستاذه فوزية العيوني من قاعة المحكمة مع أن الجلسة علنية حيث أنها جلسة نطق بالحكم ومحكومة بالمادة الثانية والثمانون بعد المائة من نظام الإجراءات الجزائية والتي تنص على: «يُتْـلَى الحُكم في جلسة علنية ولو كانت الدعوى نُظِرت في جلسات سرية، وذلك بحضور أطراف الدعوى. ويجب أن يكون القُضاة الذين اشتركوا في الحُكم قد وقَّعوا عليه، ولابُد من حُضورِهم جميعاً وقت تلاوتِه ما لم يحدُث لأحدِهم مـانِع من الحضور. ويجب أن يكون الحُكم مُشتمِلاً على اسم المحكمة التي أصدرته وتاريخ إصدارِه وأسماء القُضاة، وأسماء الخصوم، والجريمة موضوع الدعوى، ومُلخص لِما قدَّمهُ الخصوم من طلبات أو دِفاع، وما اُستُنِدَ عليه من الأدلة والحُجَّج ومراحِل الدعوى، ثم أسباب الحُكم ونصُه ومُستندُه الشرعي، وهل صدر بالإجماع أو بالأغلبية.»
وبالتالي لا يحق للهيئة القضائية أن تجعلها سرية، وهذا يؤكد على أن هناك استخفافاً بالوثائق القانونية التي شرعتها الدولة من أجل حماية حقوق الناس ولتحديد صلاحيات القاضي، مما يجد معه تدخلاً من الجهات المعنية في وزارة العدل، لوقف هذا التجاوزات المتكررة، والتأكيد على سيادة القانون، وأن لا أحد فوقه حتى القضاة أنفسهم.
لقد احتوت قضية فتاة القطيف معظم الإشكاليات التي يعاني منها القضاء الشرعي في السعودية حيث تتم إدارة الخصومة بشكل تقليدي ولا يتم تطبيق النصوص القانونية الخاصة بالدعاوى الجزائية أو غيرها، ولا يلتزم بالحد المقبول من معايير المحاكمة العادلة وعلى وجه الخصوص استحضار قرينة البراءة المبنية على القاعدة الشرعية الراسخة «المتهم بريء حتى تثبت إدانته» وتغيب القيم الإنسانية، ورح العدالة، بقيمها المجردة.
إننا وفي ظل هذه الإجراءات المؤسفة ما زلنا واثقين ومتفائلين بالخطوات الإصلاحية التي ينتهجها الملك عبد الله بن عبد العزيز لإصلاح القضاء، وأن ما يحدث من ممانعة من بعض الشرائح القضائية التقليدية، ما هو إلا مخاض لانبثاق واقع قضائي جديد، ولا زلنا على قناعة تامة بأن... ثمة وطن يولد من جديد.
-
عبد الرحمن بن محمد اللاحم محام «موقوف»صدر بمدينة الرياض 17/11/2007
-