الاثنين، 9 فبراير 2009

بعض البوح ...

“غنّي قليلاً يا عصافير فإني كلما فكّرت في أمرٍ بكيت”

مرة أخرى تطأ قدمي ذاك المكان الذي يضج ورداً وياسميناً، دارة الفنون بيت قديم برائحة عمّان الأخرى التي أحب، عمّان اللويبدة، وجبل عمان ووسط البلد، كان هناك أيضا آخرين مثلي – لكن ليس تماماً- فرغم انسداد شرايينهم وطرقهم في الحياة ما زال لديهم بعض الأمل ذاك الذي أفتقدته أو ما زلت أحاول التمسك به رغم تفلته، فهل أنا عجوز إلى هذا الحد؟

صاعداً ببطئ درجات الدارة، ثمة فتاة على أحدى الزوايا، جميلة، تحّركت وتحرّك شعرها، وكأي غبي يشعر بالوحدة ظللت صاعداً.

وهناك في زاوية أخرى قطة جميلة وودودة، في أول لقاء تركض نحوي، تداعب قدماي، في محاولة منها للفت الانتباه، ثم لا تلبث وان تركض مبتعدة عني و تختبىء.

أعود وأنزل ذات الدرج - درج اللاّياسمين- الدرج الذي لا زلت أحلم كل مرة أن ألتفي بفتاة تفاجئني عليه وتقبلني، أحاول أن أتاخر في صعوده ونزوله في كل مرة “خائفاً” أو “واثقاً” بأن لا فتاة هناك.

متى ستصبح هذه الحياة أجمل؟! متى سأبتسم لها من كل قلبي كما أحاول كل صباح؟!…
ثم يبدأ يوم من اللا ابتسام، أصحو فيه من نومي عاقداً العزم على أن أكون سعيداً، بعد محاولات عديدة بأن أنام تنتهي بكوابيس لا أذكرها تماماً عندما أصحو من النوم، يبدو أن أهم مرتكزات عدم القلق هو ألاّ أفكّر بأي شيء، لا أدري هل عقلي الباطن لديه تلك القدرة العظيمة على الرغبة بالفرح، ولكن عقلي الذي أستعمله لا يمنحه تلك الفرصة، هذا العقل “المريض بالذاكرة التي تجرح”.

ليس لي من الأصدقاء الكثير في عمان، هو صديق شبه فريد من نوعه، الأقرب إلى القلب، وهذه الأيام الأبعد عن العين، يا عزيزي كما قلت لك عندما اتصلت بك، اشتمني ولكن اتصل بي، دعني أتضايق من مزاحك الزائد.

وأصدقاء آخرون يملؤون كل مساحات الذاكرة، ولكنهم قليلاً ما يسألون عنّي، هل من الصعب فعلاً على أي أحد أن يصدّق أن هناك “إنساناً” يشتاقه لهذه الدرجة، ويحب أن يكلمه ويفعل ذلك كلّما استطاع، ليحسّ بنوع من الفرح إن لجأ إليه صديق في لحظة حزن، أو تذكّره في لحظة فرح، ربما هذا صعب جداً، ربما لا أكون في ذاكرتهم كما كنت أظن نفسي.

متى ستصبح هذه الحياة أجمل؟ ولكن ما هو تعريف الجمال – ربما يكون سقوط الياسمين - رائحة الأرض بعد المطر – أو ربما يكون الجمال كما يقولون “هو مجرد حركة تَشِي بقيمة ما”.

متى ستصبح هذه الحياة أجمل ؟
بالنسبة لي على الأقل عندما أنتقل أنا من الإعجاب بالبطولات إلى القيام بها، عندما أتوقف عن الإعجاب بجسارات العشاق لأقوم أنا بها، تلك القطة الجميلة ربما تكون رأتني ليلتها وعيناي يلتقيان بعيني صبية لم تستطع عيوننا أن تنفك عن بعضهما بسهولة، ولكن الحكاية توقفت عند تلك اللحظة، لست أستحق محبة أي أنثى إن لم أكن قادراً على الإفصاح عنها، تبّاً حتى القطة لا يمكنها أن تبادر وحدها إن لم أكن أنا جسوراً ومبادراً ولا مبالٍ بالنتائج، أعترف أنني حتى هنا، كنت جباناً بعض الشيء، وهناك ما لم أصرّح به.

وحيداً وحزيناً أنا هنا، على ارصفة بلا مستقبلين وياسمين …

كل يوم حب وأنتم بخير

الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

سكت دهراً ونطق كفراً

يقولون في أمثالنا العربية .. سكت دهراً ونطق كفراً ..

هذا المثل ينطبق تماما على التصريحات التي انطلقت من أفواه بعض المسؤولين العرب تبريراً للخضوع والتخاذل في مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة.

فوزير الخارجية المصري "أبو الغيط" يصرح رداً على دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشعب المصري على أخذ مسؤولياته وإعلاء دور مصر في المنطقة " إن احدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم" واتهم أبو الغيط السيد نصر الله بأنه " لا يعي من أمره شيئا " وأضاف مخاطباً إياه " إن القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر وان كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك "

تضحكني هذه التصريحات بقدر ما تبكيني .. فلم أكن أعلم قبل تلك التصريحات أن مصر "أم الدنيا" وأن القوات المصرية المسلحة جاهزة لخوض حرب ما .. على الرغم من التصريحات المتكررة لرئيس تلك الجمهورية بأن مصر خارج لعبة الصراع ولن تدخل في أي حرب محتملة قد تحدث.

ومن سياسة الاستهبال "الغيطي" هو ما قاله "أبو الغيط" ليسوق " الاستهبال" و ليقنعنا أن "مبارك" شاهد المؤشرات والشواهد قبلها بثلاثة أيام‏..‏ وعرف " بفهلويته " إن الإسرائيليين عندهم نوايا‏،‏ وسيضربون الفلسطينيين‏،‏ فطلب مقابلة " الست ديه كما قال أبو الغيط " ليفني ليحذرها من شن هجوم على الفلسطينيين لأنه سيكون له تأثيره على كل الإقليم‏.

أترى لم تدرك تسبي ليفني خطورة التحذير المصري لها وخطورة ما قد يحصل لدولة إسرائيل العظيمة إذا ما فكرت فقط بالاعتداء على غزة.

ومن جانب آخر يتنطّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحمّل حماس مسؤولية الدم النازف .. ويدعوها لقبول وطلب وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل لوقف قتل الأبرياء في غزة.

وهنا ترد حماس أيضاً بتصريح يثقل القلب بالجراح عندما تتحدث عن دور السلطة بجمع معلومات أمنية عن قادة حماس ونقلها إلى الجانب الإسرائيلي..

أما آن لنا يا أيها القادة أن ندوس على جراحنا ولو قليلاً ليس لأجل أحد .. ولكن لأجل فلسطين التي أحبتكم كما أحببتموها، واحتضنتكم أخوة متحابين وأخوة أعداء دون أن تتفوه بكلمة واحدة علكم تعودون إلى رشدكم وتصححون ما ارتكبتموه بحقها.

كفاكم تصريحات يا أصحاب السعادة .. فشعب غزة لا يريد منكم شيئاً .. غزة الجريحة ستغسل عاركم وستفضح تخاذلكم أمام شعوبكم.

غزة الآن تزهو بجراحها وتحتفي بشهدائها على مرأى من أعينكم جميعا.

الأحد، 28 ديسمبر 2008

خذلناك غزّة


اليوم آن لنا أن نعلن خبر نعي الكرامة العربية.. اليوم آن لنا أن ننعي للأمة العربية أنظمتنا الحاكمة .. اليوم غزة الجريحة تعلو فوق جراحها و تتعالي على أسوأ ما ألم بها من مصائب وتبقى شامخة علو السماء.

عذراً .. غزة .. لقد خذلناك .. لقد خذلك أشقائك العرب .. لا وبل بعضهم يحملك المسؤولية عن ما حل بك من دمار ويعطي الضوء الأخضر لآلة الإجرام الصهيوني بكب وابل نيرانها لذبح أبنائك.

عذراً .. غزة .. فالعرب نيام .. ومنشغلون بأعياد الميلاد .. لذلك فإن اجتماع القمة العربية "الطارئ" لن ينعقد قبل الاحتفال برأس السنة.

عذراً غزة .. شهداؤك بالمئات وجرحاك بالآلاف والبعض ما زال يشجب ويستنكر .. فإلى متى هذا النفاق وكأنها فقط "كليشة" جاهزة ومكتوبة ومعدة لمثل هذه الأحداث.

عذراً غزة.. فلا تستغربي إن قرأنا يوماً على شاشات التلفاز هذا الخبر العاجل " اسرائيل تشجب وتستنكر العدوان العربي بوقفته الصامتة .. وعقد المؤتمرات والقمم ... وتدعوه الى التحرك الفوري لإنقاذ ما ينقذ من غزة".

غزة لا تعتذري عما فعلت .. فمثلك ينفجر ويستمر في الانفجار ليعلن لنا جدارته بالحياة.

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

صباحك يغتال حزني



رغم ما يعتصر القلب من حزن .. ورغم ضبابية المشهد ما زال هناك متسع من الفرح ..

ما زال هناك متسعا من الحرية للتنفس ومازال هنالك من يقول صباح الخير للحياة رغم اسودادها ..

فكرة ان أقول لك صباح الخير يا قمري بحضورك تثير دهشتي، فيعطي صباحي عندها الشمس ألوان قوس قزح ويصبح كورقة من ورد جوري كخدك الناعم تتلمس قطرات الندى على لمسات القمر.

لا وجود للأمل بدونك ولا حدود لصباح يأتي بحضورك

ورغم حزن الشتاء، ورغم اسراب الغيوم الراسمة شكلا كالسيف على مذبح آمالي، ورغم إدمانك على الغياب سأقولك في روحي التي تستنشق أريجك من رائحة المطر..

صباحك سكر يا فرحي



ذكرى تراتيل السماء

على غفلة من الزمن كنا أنا .. وأنت، عندما أعلنت السماء صلواتها بهطول أول قطرات المطر ..

رائحة الأرض تتصاعد ممزوجة مع بنات الغيوم .. تعيد لنا الذكريات الجميلة المسلوبة مع فصل المحبين .. رائحة تسلب العقل بعفويتها!!

تشابكت الأيادي .. وهرولت الأقدام باستحياء .. متقصدين المشي تحت المطر لتدغدغ قطراته حواسنا المتانثرة الجالبة للفرح.

وقتها فقط أحسست بمعنى الحياة

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

مجرّد "هلوسات"

الثالثة ظهراً، من ذات يوم تموزي عربي عادي جداً ..
وبينما أقلب محطات التلفاز، وإذ بي أسمع المذيعة تردد هذا البيان العاجل الصادر عن القمة العربية الطارئة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تمخّض إجتماع القمة العربية الطارئة للزعماء العرب عن قرارات خطيرة... فقد قرر الزعماء:
- إيقاف كافة أشكال العلاقات مع دولة إسرائيل وحلفائها في المنطقة، كأمريكا وبريطانيا، وإبطال العمل بمعاهدات السلام المبرمة معها، وذلك رداً على عدوانها الآثم على الشعب الفلسطيني وحصارها الجائر لقطاع غزة.
- البدء بإجراءات عملية على أرض الواقع لترسيخ مبدأ الوحدة العربية، بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبدء بإلغاء الحدود بين الدول العربية، والسماح بحرية التنقل بين كافة أقطار الوطن العربي.
- إصدار عملة عربية واحدة، مع بداية العام المقبل، يجري العمل بها في كافة الدول العربية.
- دعم دول الخليج العربي الدول العربية غير النفطية الفقيرة، ومدها بالمساعدات اللازمة لرفع دخل المواطن العربي وتحسين مستوى المعيشة.

ورداً على هذه القرارات، هددت إسرائيل بحرب شاملة على العالم العربي، مستخدمة أسلحة نوعية غير تقليدية، كما وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلقه من تأزم الوضع بالشرق الأوسط، وأن القادة العرب بقراراتهم تلك ينعون عملية السلام مع الدولة العبرية.

وفي تصريح مفاجئ، من أمين عام جامعة الدول العربية، رداً على تهديدات إسرائيل، قال: "أكد أن القادة العرب يقرأون بحذر التصريحات الصادرة عن إسرائيل، ويعتبرونها قراراً مباشراً وصريحاً عن رفضها للسلام ودفع المنطقة إلى حرب شاملة. وأنهم على استعداد تام لأي مواجهة عسكرية محتملة، مهددين بدورهم الكيان الغاصب بحلول ساعة الصفر".
كما وصرح العاهل السعودي بأنه سيتم قطع النفط فوراً عن الدول الداعمة لإسرائيل في المنطقة.
هذا، ومن جانب آخر، فقد عمّت كافة المدن العربية مظاهرات غاضبة من التصريحات الإسرائيلية، ومؤيدة بشدة لقرارات الزعماء العرب ومطالبة بالرد السريع على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والتحرك السريع لتحرير الأرض والإنسان.
***
شعرت بفرحة عارمة .. وأمل كبير بنصر قريب ومحقق وبفجر آتٍ يلوح في الأفق.. فبدأ فلبي بالخفقان وبدأت أقفز من الفرح .. وإذ بألم شديد في رأسي .. فتحت عيني وإذ بي أكتشف بأني وقعت على الأرض، واصطدم رأسي ببلاط الغرفة..
عندها أدركت أنني أحلم.. فابتسمت وتابعت حلمي من جديد.

الخميس، 20 نوفمبر 2008

وطن ...

" ما هو الوطن...؟؟!"

كنت صغيراً عندها .. ومازلت أبحث عن إجابة شافية عن مفهوم الوطن.. كي أستطيع أن أرى إذا كان الوطن الذي يتحدث عنه الجميع  يشبه الوطن الذي في مخيلتي..

***

"ما هي الحرية التي ندافع عنها ونحلم بها؟"

هل من الممكن أن يكون لها تعريف ما.. فالكل يدافع ويطالب بالحرية .. وهنا أقف طويلاً وأنا أسأل نفسي هل يحلمون جميعهم بالحرية نفسها..؟؟

هي لعبة المفاهيم إذن .. فهي بسيطة جداً لدرجة لا يمكن التعبير عنها إلا بها ..

فإذا بادرت أحدهم بسؤال مباغت .. "ما هو الوطن..؟؟" سيكون الجواب الأكثر ذكاء لاشك في هذه الحالة " حسناً دعني أقول لك أن الوطن هو الوطن... لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك..!"

 ***

فمنذ نعومة أظافرنا تعلمنا حب الوطن، تعلمنا أن الوطن هو أهم شيء في الحياة، تعلمنا أن هناك من يقدمون أرواحهم فداءً للوطن !!

وعندما حاولوا أن يعرفوا لنا الوطن في المدارس... كان تعريفهم :

(الوطن: هو القطعة من الأرض التي يسكن عليها مجموعة من الناس وتنشأ فيما بينهم علاقات اجتماعية و...)

لم أشعر بالانتماء حينها.. أحسست أنه وطن آخر ندرس عنه في الكتاب لا أكثر..

***

ماذا إذا سألنا السؤال بصيغة مغايرة "ما هو وطني ؟؟"

هل تغير المعنى؟؟ أعتقد أنه تغير بصورة كاملة .. فـ "وطني" تعني الوطن الذي يخصني، وهو غير وطنك وغير وطنه وغير أوطان الآخرين... وهنا تكون الإجابة عن السؤال هو "فكرة" أو بمعنى آخر ما يرتسم في مخيلتي عندما يقال أمامي "وطن" كأن يكون الوطن هو قهوة الأم في الصباح أو زاوية صغيرة في غرفتي ..   

لا أدري حاولت كثيراً أن أبحث عن الوطن الذي حدثونا عنه في الكتاب.. ربما وجدت واحداً..

ولكن عندما أجد أن هناك من يموت فداءً للوطن يخطر لي أنه هل من الممكن أن يكون الوطن هو الأرض؟؟

الأرض التي ولدت عليها و تنفست من هوائها؟؟

ولكن ماذا عن فلسطينيي الشتات فهؤلاء ولدوا في أماكن أخرى في التشرد ولم تطأ قدمهم فلسطين ولا حتى في الحلم .. لكن تبقى روحهم معلقه هناك بين الألغام والمعابر .

فالجميع هنا كما أعتقد يدافع عن وطنه الخاص المنفصل تماماً عن أوطان الآخرين.. ومن هنا نخلص إلى أن "الوطن" هو الفكرة التي نتخيلها عن الوطن..

و"الوطن" هو الوطن في أحلامنا وأذهاننا..

ليس ذاك الذي لقنونا إياه في الكتب.. ذاك الوطن كان شعاراً..!

***

لا أدري ..

ربما هي الصدفة من قررت أن نأتي في وطن معين... أو في أرض معينة...

عندها ستكون هي الصدفة التي قررت أن نحب هذا الوطن..

نحن إذاً لم نختر هذا الحب..؟؟

فلو أن فيروز لم تأت في لبنان.. ترى ماذا كانت ستغني بدلاً عن " بحبك يا لبنان" ؟!

ولو أن الماغوط لم يأت في سوريا ترى هل كان سيخون وطنه في كتاب؟!

ترى إذا شاءت الصدفة أن نكون في مكان ما .. فهل هذه الصدفة هي المسؤولة عن شعورنا بالانتماء إلى هذا المكان..؟؟

وهل يكون الانتماء صحيحاً واختيارياً في هذه الحالة؟

ترى هل سنصل إلى يوم ما نستطيع فيه أن نختار وطننا؟

لا أدري إن كانت كل هذه عبارة عن تساؤلات بلا جدوى.. ففي النهاية عندما أقف على حافة ذلك الشاطئ الرملي الضيق.. عند المياه شديدة الملوحة والمغرقة في القدم وأنظر إلى ما وراء الجبال الشامخة المصطفة عند ضفته الأخرى وأتنفس هذا الهواء القادم من عندها أقول هذا هو "وطني" الذي أحب ولا شيء آخر...

***

ربما نحن لا نشعر بانتمائنا إلا عندما نوشك أن نخسر الوطن...

هل يمكننا أن نتساءل من هم أكثر الناس تعلقاً وحديثاً عن الوطن..؟؟

المنفيّ؟ من تم انتزاع الوطن منه ؟ المهجّر؟ الفلسطيني ؟

نعم... يبدو أن هؤلاء هم من اختارهم القدر ومنّ عليهم بالإحساس بنعمة الوطن أكثر من البقية...

حيث يعود الوطن هنا ليأخذ طابع الحلم.. أو ربما يكون الأمان الذي نفتقد..

أو ربما...

يكبر مفهوم الوطن كلما اشتدت وحدتنا....!!!