هذا المثل ينطبق تماما على التصريحات التي انطلقت من أفواه بعض المسؤولين العرب تبريراً للخضوع والتخاذل في مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة.
فوزير الخارجية المصري "أبو الغيط" يصرح رداً على دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشعب المصري على أخذ مسؤولياته وإعلاء دور مصر في المنطقة " إن احدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم" واتهم أبو الغيط السيد نصر الله بأنه " لا يعي من أمره شيئا " وأضاف مخاطباً إياه " إن القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر وان كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك "
تضحكني هذه التصريحات بقدر ما تبكيني .. فلم أكن أعلم قبل تلك التصريحات أن مصر "أم الدنيا" وأن القوات المصرية المسلحة جاهزة لخوض حرب ما .. على الرغم من التصريحات المتكررة لرئيس تلك الجمهورية بأن مصر خارج لعبة الصراع ولن تدخل في أي حرب محتملة قد تحدث.
ومن سياسة الاستهبال "الغيطي" هو ما قاله "أبو الغيط" ليسوق " الاستهبال" و ليقنعنا أن "مبارك" شاهد المؤشرات والشواهد قبلها بثلاثة أيام.. وعرف " بفهلويته " إن الإسرائيليين عندهم نوايا، وسيضربون الفلسطينيين، فطلب مقابلة " الست ديه كما قال أبو الغيط " ليفني ليحذرها من شن هجوم على الفلسطينيين لأنه سيكون له تأثيره على كل الإقليم.
أترى لم تدرك تسبي ليفني خطورة التحذير المصري لها وخطورة ما قد يحصل لدولة إسرائيل العظيمة إذا ما فكرت فقط بالاعتداء على غزة.
ومن جانب آخر يتنطّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحمّل حماس مسؤولية الدم النازف .. ويدعوها لقبول وطلب وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل لوقف قتل الأبرياء في غزة.
وهنا ترد حماس أيضاً بتصريح يثقل القلب بالجراح عندما تتحدث عن دور السلطة بجمع معلومات أمنية عن قادة حماس ونقلها إلى الجانب الإسرائيلي..
أما آن لنا يا أيها القادة أن ندوس على جراحنا ولو قليلاً ليس لأجل أحد .. ولكن لأجل فلسطين التي أحبتكم كما أحببتموها، واحتضنتكم أخوة متحابين وأخوة أعداء دون أن تتفوه بكلمة واحدة علكم تعودون إلى رشدكم وتصححون ما ارتكبتموه بحقها.
كفاكم تصريحات يا أصحاب السعادة .. فشعب غزة لا يريد منكم شيئاً .. غزة الجريحة ستغسل عاركم وستفضح تخاذلكم أمام شعوبكم.
غزة الآن تزهو بجراحها وتحتفي بشهدائها على مرأى من أعينكم جميعا.
