الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

سكت دهراً ونطق كفراً

يقولون في أمثالنا العربية .. سكت دهراً ونطق كفراً ..

هذا المثل ينطبق تماما على التصريحات التي انطلقت من أفواه بعض المسؤولين العرب تبريراً للخضوع والتخاذل في مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة.

فوزير الخارجية المصري "أبو الغيط" يصرح رداً على دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشعب المصري على أخذ مسؤولياته وإعلاء دور مصر في المنطقة " إن احدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم" واتهم أبو الغيط السيد نصر الله بأنه " لا يعي من أمره شيئا " وأضاف مخاطباً إياه " إن القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر وان كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك "

تضحكني هذه التصريحات بقدر ما تبكيني .. فلم أكن أعلم قبل تلك التصريحات أن مصر "أم الدنيا" وأن القوات المصرية المسلحة جاهزة لخوض حرب ما .. على الرغم من التصريحات المتكررة لرئيس تلك الجمهورية بأن مصر خارج لعبة الصراع ولن تدخل في أي حرب محتملة قد تحدث.

ومن سياسة الاستهبال "الغيطي" هو ما قاله "أبو الغيط" ليسوق " الاستهبال" و ليقنعنا أن "مبارك" شاهد المؤشرات والشواهد قبلها بثلاثة أيام‏..‏ وعرف " بفهلويته " إن الإسرائيليين عندهم نوايا‏،‏ وسيضربون الفلسطينيين‏،‏ فطلب مقابلة " الست ديه كما قال أبو الغيط " ليفني ليحذرها من شن هجوم على الفلسطينيين لأنه سيكون له تأثيره على كل الإقليم‏.

أترى لم تدرك تسبي ليفني خطورة التحذير المصري لها وخطورة ما قد يحصل لدولة إسرائيل العظيمة إذا ما فكرت فقط بالاعتداء على غزة.

ومن جانب آخر يتنطّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحمّل حماس مسؤولية الدم النازف .. ويدعوها لقبول وطلب وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل لوقف قتل الأبرياء في غزة.

وهنا ترد حماس أيضاً بتصريح يثقل القلب بالجراح عندما تتحدث عن دور السلطة بجمع معلومات أمنية عن قادة حماس ونقلها إلى الجانب الإسرائيلي..

أما آن لنا يا أيها القادة أن ندوس على جراحنا ولو قليلاً ليس لأجل أحد .. ولكن لأجل فلسطين التي أحبتكم كما أحببتموها، واحتضنتكم أخوة متحابين وأخوة أعداء دون أن تتفوه بكلمة واحدة علكم تعودون إلى رشدكم وتصححون ما ارتكبتموه بحقها.

كفاكم تصريحات يا أصحاب السعادة .. فشعب غزة لا يريد منكم شيئاً .. غزة الجريحة ستغسل عاركم وستفضح تخاذلكم أمام شعوبكم.

غزة الآن تزهو بجراحها وتحتفي بشهدائها على مرأى من أعينكم جميعا.

الأحد، 28 ديسمبر 2008

خذلناك غزّة


اليوم آن لنا أن نعلن خبر نعي الكرامة العربية.. اليوم آن لنا أن ننعي للأمة العربية أنظمتنا الحاكمة .. اليوم غزة الجريحة تعلو فوق جراحها و تتعالي على أسوأ ما ألم بها من مصائب وتبقى شامخة علو السماء.

عذراً .. غزة .. لقد خذلناك .. لقد خذلك أشقائك العرب .. لا وبل بعضهم يحملك المسؤولية عن ما حل بك من دمار ويعطي الضوء الأخضر لآلة الإجرام الصهيوني بكب وابل نيرانها لذبح أبنائك.

عذراً .. غزة .. فالعرب نيام .. ومنشغلون بأعياد الميلاد .. لذلك فإن اجتماع القمة العربية "الطارئ" لن ينعقد قبل الاحتفال برأس السنة.

عذراً غزة .. شهداؤك بالمئات وجرحاك بالآلاف والبعض ما زال يشجب ويستنكر .. فإلى متى هذا النفاق وكأنها فقط "كليشة" جاهزة ومكتوبة ومعدة لمثل هذه الأحداث.

عذراً غزة.. فلا تستغربي إن قرأنا يوماً على شاشات التلفاز هذا الخبر العاجل " اسرائيل تشجب وتستنكر العدوان العربي بوقفته الصامتة .. وعقد المؤتمرات والقمم ... وتدعوه الى التحرك الفوري لإنقاذ ما ينقذ من غزة".

غزة لا تعتذري عما فعلت .. فمثلك ينفجر ويستمر في الانفجار ليعلن لنا جدارته بالحياة.

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

صباحك يغتال حزني



رغم ما يعتصر القلب من حزن .. ورغم ضبابية المشهد ما زال هناك متسع من الفرح ..

ما زال هناك متسعا من الحرية للتنفس ومازال هنالك من يقول صباح الخير للحياة رغم اسودادها ..

فكرة ان أقول لك صباح الخير يا قمري بحضورك تثير دهشتي، فيعطي صباحي عندها الشمس ألوان قوس قزح ويصبح كورقة من ورد جوري كخدك الناعم تتلمس قطرات الندى على لمسات القمر.

لا وجود للأمل بدونك ولا حدود لصباح يأتي بحضورك

ورغم حزن الشتاء، ورغم اسراب الغيوم الراسمة شكلا كالسيف على مذبح آمالي، ورغم إدمانك على الغياب سأقولك في روحي التي تستنشق أريجك من رائحة المطر..

صباحك سكر يا فرحي



ذكرى تراتيل السماء

على غفلة من الزمن كنا أنا .. وأنت، عندما أعلنت السماء صلواتها بهطول أول قطرات المطر ..

رائحة الأرض تتصاعد ممزوجة مع بنات الغيوم .. تعيد لنا الذكريات الجميلة المسلوبة مع فصل المحبين .. رائحة تسلب العقل بعفويتها!!

تشابكت الأيادي .. وهرولت الأقدام باستحياء .. متقصدين المشي تحت المطر لتدغدغ قطراته حواسنا المتانثرة الجالبة للفرح.

وقتها فقط أحسست بمعنى الحياة

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

مجرّد "هلوسات"

الثالثة ظهراً، من ذات يوم تموزي عربي عادي جداً ..
وبينما أقلب محطات التلفاز، وإذ بي أسمع المذيعة تردد هذا البيان العاجل الصادر عن القمة العربية الطارئة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تمخّض إجتماع القمة العربية الطارئة للزعماء العرب عن قرارات خطيرة... فقد قرر الزعماء:
- إيقاف كافة أشكال العلاقات مع دولة إسرائيل وحلفائها في المنطقة، كأمريكا وبريطانيا، وإبطال العمل بمعاهدات السلام المبرمة معها، وذلك رداً على عدوانها الآثم على الشعب الفلسطيني وحصارها الجائر لقطاع غزة.
- البدء بإجراءات عملية على أرض الواقع لترسيخ مبدأ الوحدة العربية، بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبدء بإلغاء الحدود بين الدول العربية، والسماح بحرية التنقل بين كافة أقطار الوطن العربي.
- إصدار عملة عربية واحدة، مع بداية العام المقبل، يجري العمل بها في كافة الدول العربية.
- دعم دول الخليج العربي الدول العربية غير النفطية الفقيرة، ومدها بالمساعدات اللازمة لرفع دخل المواطن العربي وتحسين مستوى المعيشة.

ورداً على هذه القرارات، هددت إسرائيل بحرب شاملة على العالم العربي، مستخدمة أسلحة نوعية غير تقليدية، كما وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلقه من تأزم الوضع بالشرق الأوسط، وأن القادة العرب بقراراتهم تلك ينعون عملية السلام مع الدولة العبرية.

وفي تصريح مفاجئ، من أمين عام جامعة الدول العربية، رداً على تهديدات إسرائيل، قال: "أكد أن القادة العرب يقرأون بحذر التصريحات الصادرة عن إسرائيل، ويعتبرونها قراراً مباشراً وصريحاً عن رفضها للسلام ودفع المنطقة إلى حرب شاملة. وأنهم على استعداد تام لأي مواجهة عسكرية محتملة، مهددين بدورهم الكيان الغاصب بحلول ساعة الصفر".
كما وصرح العاهل السعودي بأنه سيتم قطع النفط فوراً عن الدول الداعمة لإسرائيل في المنطقة.
هذا، ومن جانب آخر، فقد عمّت كافة المدن العربية مظاهرات غاضبة من التصريحات الإسرائيلية، ومؤيدة بشدة لقرارات الزعماء العرب ومطالبة بالرد السريع على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والتحرك السريع لتحرير الأرض والإنسان.
***
شعرت بفرحة عارمة .. وأمل كبير بنصر قريب ومحقق وبفجر آتٍ يلوح في الأفق.. فبدأ فلبي بالخفقان وبدأت أقفز من الفرح .. وإذ بألم شديد في رأسي .. فتحت عيني وإذ بي أكتشف بأني وقعت على الأرض، واصطدم رأسي ببلاط الغرفة..
عندها أدركت أنني أحلم.. فابتسمت وتابعت حلمي من جديد.