لا أريد شقاء الصمت المخزون في الأرواح التائهة .. ولا أحب رائحة الياسمين التي تعانق أشواك الحرية، ولا خزائن العطور المشرئبة في جسد الزمن الأنثوي ..
أحب لو أستمر طويلاًَ وشقياً بلا أسوار تحضن منطقة الأمل ، بتفاؤل محزون، أو بخيال يؤجل فكرة الهروب من الجنة ..
ليت الكرة الأرضية تتدحرج على مخيلة تائه في الذات، أو بين قبور المرايا المتكررة في وجه اللحظة القادمة، فبعض العتمة يخبيء لوحة الألوان الإضافية على الروح، والضوء الخافت من ذاكرة العتمة يكشف أجزاء من عمق اللوحة، لتبقى معالم الرؤيا مختفية في الظلام، كعيناي وهما يبصران شكل العتمة، ثم ألوذ بالفرار من وضوح الرؤية، وابقى بين هموم الأضواء الخاتفة كشيء ما أتذكر أنه الحلم!! ...
ليس أجمل من ذات الكلام العفوي العتيق، كحلم يخرج من عنق الزجاجة الصماء في الروح، وكلغز من الفرحة أن تلاقيه وحيداً في طريق من الغريبين الذين ينتظرون خوفك حتى تستمر لعبة التكفير في المسير ...
ربما حاول وهمك الطويل إيقاف كل الدمى المتحركة في قلبك الأول؟، أو ربما يعرف المخربون أن في منتصف الأوردة شرايين تلهو من أجل الحياة ..
فيا أيها الصامتون في قلبي، لا تخجلوا من الحقيقة البيضاء، لعل ذات يوم تزهر الثياب التي تغطي شهوة الجسد، وتستبيح لحظة الأخلاق لتعلو على غطاء كل إناث رجولتي صرخة المستحيل!!
لعل الزنابق تخرج حية من موتي البطيء على فم الذاكرة، أو عل البحر يحيك لي قصة من الخيال الأنيق، ليزين وحدة جلدي بشفافية الشمع الأبيض وهو يحرق رسائل الفوضى بشيء من دخان التأكد ...
ليتني تجولت في فكرة عاشق وهو ينسج من خيوط الليل وردة لهواء يحوم حول وجهها، ثم لا يشعر بالحروق، وهو يحاول الوصول إلى لغز عينيها وهي متعبة من أبواق المساكين...
هي ذاتها اللحظة التي أسرق من الكون كلام الغروب, اختزله في بضع شفاه أخجل القول منها بأن علي مغادرة هذا الجمال الأبدي في لغة الشمس ولهجة القمر، أو أخرج من توارد الألوان في لحظة واحدة، كأنني أضيع بين نفسي واسكن لحظة هذا الغروب ...
هو نفسه الحبر الذي لا أستطيع به الإيحاء عن مواسمي النادرة في صوتك النادر، كآخر مرة تعرف بها العيون كيف ترى لذة المختبيء في رحم الدنيا، ثم هو نفسه من يبحث عن غرق جديد ليجد نفسه في شطآن أخرى لا يعرف كيف يسير بها كغريب ...
