الاثنين، 31 مارس 2008

الأشجار تموت واقفة ..

050401احاطت الشمس بزنوده القوية واعطتها شعاعا قد سمرها ...

وبتلك السواعد قلب هذه التربة وقلب حصبائها ترابا ناعما اخذت اشجار الزيتون من ظهره انحنآته ....

ورسمت اشجار التين على اوراقها تجاعيد وجهه ...

كان حقله نور وجهه ... وامتلاءالفرح في قلبه ... منذ قليل فقط اخبره المجند ان عليه الرحيل ...

وان هذه الارض قد صودرت لدولة اسرائيل وان كنت غير موافق فبعد التنفيذ ارفع قضية اننا عادلون والحق لا يضيع عندنا ......

خارت قواه والارض في طريقها الى الزوال ....

بكت اشجاره عندما سقاها ولم يبخل عليها في البكاء ..

احس اليوم بالمنفى وراى الآهات كيف تصبح سجناً لا يخرج منه المعتقل .......

تعاظمت صرخاته ...لكن من يسمع، تجلت احزانه بتدفق المياه من الخرطوم ليسقي الاشجار ...

لا وقت للاحزان ولا وقت لصدى الراجع ..

حمل الفاس وامام الحقل وقف...

همت الجرافات كغول جائع رمى بالحجارة في وجه ذاك الغول لكن دون فائدة ...

تنفس عميقا واعاد الكره لكن دون فائدة .....

اراحه المجند برصاصة لم تتحرك في جسده واستقرت واستقر على الارض دون حراك ...

فقال المجند رصاصة طائشة.........

نشرت في مدونتي السابقة :

http://artoftrust.maktoobblog.com/286861/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B1_%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%AA_%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81%D8%A9_.._%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D9%85%D9%86_%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84

الأحد، 23 مارس 2008

إعترافـــات ...

* ربما أكون قد ظلمت الكثيرين في حياتي و ها أنا ذا أعتذر لهم ...

و لكن ما يحزن أنني حين أعتذرت كانوا هم يخطئون بحقي .. و لازالوا يكيدون لتدميري، لذلك قررت أن أكمل ظلم نفسي وأعتذر لهم مرة أخرى ليس خوفا بل طمعا في كلمة صديق – هل أنا مصيب- لا أظن- ؟؟!

* كثر هم من يعرفونني ويحبونني و لكن أدرك أنهم لا يحبون صراحتي ولا يريدون معرفتها لذلك احبوا الكذب وخشوا تحقيري لغبائهم فسحقا لهم..

فمنذ الآن لن استمر في خداع من يريد أن يتم خداعه، فأنا لدي إيمان بأنه لا ينخدع إلا من يريد أن ينخدع مع سابق الإصرار و الترصد لمخادعتي له.

الخميس، 6 مارس 2008

حكاية .. لبحر ذات حرية

ولدوا و كبروا، وبينهم وبين بحرهم مانع بعمر ابائهم، أو أكثر.1201020649

الاحتلال!

ولمن لا يعرف تحديداً ما هو الاحتلال على الأرض، سأحاول أن أُعرف: هو بوارج تآخي الماء حتى تحسبها من مكوناته الطبيعية ، قناصة يتصيدون أي حراك خشية أن يباغتهم كلب بعواء فيتقيأون دم عروقهم، دبابات مجنزرة بالحقد، أحدث آليات الهدم، طائرات تكسر كل سكون، وآخر ابتكارات مصانع أسلحة الهمجية العالمية.

هذا هو الوصف الأكثر بدائية، ولو توغلنا في نفوس أهلنا الذين عاشوا الاحتلال، لوجدنا صف الكلمات أعلاه أكثر من تافهة وقليلة.

أهلنا الذين كبروا مع احتلال كان مع كل يوم من عمرهم يهرم على وقع تصميمهم على الحياة بكرامة.

كبروا بين انتفاضتين، من بقي منهم!

فكثر ابتلعتهم فلسطين على حساب حريتها الموعودة في احد الانتفاضتين، أو بينهما.

كبروا بالهم و التعب و الشقاء، ولكنهم كبروا.

ليس ككل من يكبر بجوار موج.

لا طبعاً، فهم فلسطينيون، وهم فلسطينيون تحت الاحتلال.

وان تكون فلسطينياً فتلك حكاية، وأن تكون فلسطينياً تحت الاحتلال، فهذه حكايات اخرى.

وفي لحظة كِبر، انكشف لفلسطينيين ما عادوا تحت الاحتلال بحرهم.

أقترب موجه وعلا فخراً، أتاهم حتى اطراف اسرتهم، تسلل تحت شراشف الطاولات و داعب تراخي الاصابع الغافية.

هذا البحر!

هذا بحرنا!

بدا بديهياً ان يتلمسوا ماءه_ وصدقوني، ملمس الماء حنون و هانئ كجنين متلفح بسوائل الرحم_ واللمسة أثارت اخرى، واللمسات تجمعت بكثافة و بسرعة فصارت عناقاً .

عناقاً حراً جميلاً كالولوج في طراوة النشوة. كلعق أثار العسل عن طرف الشفة.

عناقاً لا يشبه الاه: الركون الى متن الماء، ألم يُجعل منه كل شيء حي؟

ركن من سبق من فلسطينيي اللحظات الأولى ما بعد الاحتلال إلى ماء بحرهم.

ولكن الفلسطينيين لا تشملهم اي بداهة !

فالبديهي، وكما يحدث مع كل من كبر مع البحر: نركن إلى الماء الذي جُعلت منه الحياة، فيحملنا و يحضننا و يمنحنا أحاسيس رائعة نشتهيها كل لحظة في الحياة.

ولكن الفلسطينيين لا بدهات عندهم، ولا لهم، ولو بعد الاحتلال!

مدوا للماء روحهم المنطلقة تواً من ادعاءات السلام.

مدوها بغبطة الحرية.

بلى، كانوا سريعين كعصفور أنطلق للتو كسهم مصوب هرباً من قفص "كسر جناحاتو".

كانوا أسرع من ان يفهم الموج كيمياء حبهم المباغت.

تفاجئ البحر!

أهم ناسه حقاً؟

أهم يتنشقون الحرية التي لم يتأكد بعد أن من حق موجه و مخلوقاته أن تدعيها؟

أهم آتين اليه بكل هذا الفرح كما الاطفال على متن موجة؟

والبحر سأل: أحقاً يا رمل ستباركني دعساتهم؟

وقبل أن يستشعر وقع أقدامهم، كانت أجسادهم تشقه، تلهو بموجه، تقبل ملحه و تحرق العيون به جيداً حد الدمع فرحاً، ولا إدعاء للانتقاص من كرامة الرجولة.

فالحرية هي كرامة الانسان الوحيدة المضيئة!

وفي هذه الحرية الغامرة.

أحتار البحر، وأنهبلت أمواجه.

صهلت بالسعادة المنتظرة، وشهق بعض فلسطينيي اللحظات الاولى في عشق البحر الدهشة.

هم ما غرقوا.

لا!

لا يأكل البحر أحبته.

لااااااااااااااا

بل هو يمنحهم ميتات ولا أروع.

ياااااااه يا بحر!

أخذتني الحكاية 25 سنة لأقرر أي ميتة أتمنى، وأنا كبرت منذ صرختي الأولى معك.

أريد هذه الميتة يا ماءك.

أريد أن أنعتق مني بأن أمارس مع موجك عشقي للحرية.

وسننتشي فرحاً.

أنا بميتة مكررة لمن سبقوني الى أسرارك، وأنت بعشقي المتقتل مع كل طريقة مغايرة للموت الا على مرمى حفنة رمل، وحكاية لا تشملها البداهة!

هي حكاية حرية فلسطينية.. لم تنتهِ بعد، قل للشواطئ و لكل من سيكبروا بعد:

" لقد بدأت للتو"