الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

سكت دهراً ونطق كفراً

يقولون في أمثالنا العربية .. سكت دهراً ونطق كفراً ..

هذا المثل ينطبق تماما على التصريحات التي انطلقت من أفواه بعض المسؤولين العرب تبريراً للخضوع والتخاذل في مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة.

فوزير الخارجية المصري "أبو الغيط" يصرح رداً على دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشعب المصري على أخذ مسؤولياته وإعلاء دور مصر في المنطقة " إن احدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم" واتهم أبو الغيط السيد نصر الله بأنه " لا يعي من أمره شيئا " وأضاف مخاطباً إياه " إن القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر وان كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك "

تضحكني هذه التصريحات بقدر ما تبكيني .. فلم أكن أعلم قبل تلك التصريحات أن مصر "أم الدنيا" وأن القوات المصرية المسلحة جاهزة لخوض حرب ما .. على الرغم من التصريحات المتكررة لرئيس تلك الجمهورية بأن مصر خارج لعبة الصراع ولن تدخل في أي حرب محتملة قد تحدث.

ومن سياسة الاستهبال "الغيطي" هو ما قاله "أبو الغيط" ليسوق " الاستهبال" و ليقنعنا أن "مبارك" شاهد المؤشرات والشواهد قبلها بثلاثة أيام‏..‏ وعرف " بفهلويته " إن الإسرائيليين عندهم نوايا‏،‏ وسيضربون الفلسطينيين‏،‏ فطلب مقابلة " الست ديه كما قال أبو الغيط " ليفني ليحذرها من شن هجوم على الفلسطينيين لأنه سيكون له تأثيره على كل الإقليم‏.

أترى لم تدرك تسبي ليفني خطورة التحذير المصري لها وخطورة ما قد يحصل لدولة إسرائيل العظيمة إذا ما فكرت فقط بالاعتداء على غزة.

ومن جانب آخر يتنطّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحمّل حماس مسؤولية الدم النازف .. ويدعوها لقبول وطلب وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل لوقف قتل الأبرياء في غزة.

وهنا ترد حماس أيضاً بتصريح يثقل القلب بالجراح عندما تتحدث عن دور السلطة بجمع معلومات أمنية عن قادة حماس ونقلها إلى الجانب الإسرائيلي..

أما آن لنا يا أيها القادة أن ندوس على جراحنا ولو قليلاً ليس لأجل أحد .. ولكن لأجل فلسطين التي أحبتكم كما أحببتموها، واحتضنتكم أخوة متحابين وأخوة أعداء دون أن تتفوه بكلمة واحدة علكم تعودون إلى رشدكم وتصححون ما ارتكبتموه بحقها.

كفاكم تصريحات يا أصحاب السعادة .. فشعب غزة لا يريد منكم شيئاً .. غزة الجريحة ستغسل عاركم وستفضح تخاذلكم أمام شعوبكم.

غزة الآن تزهو بجراحها وتحتفي بشهدائها على مرأى من أعينكم جميعا.

الأحد، 28 ديسمبر 2008

خذلناك غزّة


اليوم آن لنا أن نعلن خبر نعي الكرامة العربية.. اليوم آن لنا أن ننعي للأمة العربية أنظمتنا الحاكمة .. اليوم غزة الجريحة تعلو فوق جراحها و تتعالي على أسوأ ما ألم بها من مصائب وتبقى شامخة علو السماء.

عذراً .. غزة .. لقد خذلناك .. لقد خذلك أشقائك العرب .. لا وبل بعضهم يحملك المسؤولية عن ما حل بك من دمار ويعطي الضوء الأخضر لآلة الإجرام الصهيوني بكب وابل نيرانها لذبح أبنائك.

عذراً .. غزة .. فالعرب نيام .. ومنشغلون بأعياد الميلاد .. لذلك فإن اجتماع القمة العربية "الطارئ" لن ينعقد قبل الاحتفال برأس السنة.

عذراً غزة .. شهداؤك بالمئات وجرحاك بالآلاف والبعض ما زال يشجب ويستنكر .. فإلى متى هذا النفاق وكأنها فقط "كليشة" جاهزة ومكتوبة ومعدة لمثل هذه الأحداث.

عذراً غزة.. فلا تستغربي إن قرأنا يوماً على شاشات التلفاز هذا الخبر العاجل " اسرائيل تشجب وتستنكر العدوان العربي بوقفته الصامتة .. وعقد المؤتمرات والقمم ... وتدعوه الى التحرك الفوري لإنقاذ ما ينقذ من غزة".

غزة لا تعتذري عما فعلت .. فمثلك ينفجر ويستمر في الانفجار ليعلن لنا جدارته بالحياة.

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

صباحك يغتال حزني



رغم ما يعتصر القلب من حزن .. ورغم ضبابية المشهد ما زال هناك متسع من الفرح ..

ما زال هناك متسعا من الحرية للتنفس ومازال هنالك من يقول صباح الخير للحياة رغم اسودادها ..

فكرة ان أقول لك صباح الخير يا قمري بحضورك تثير دهشتي، فيعطي صباحي عندها الشمس ألوان قوس قزح ويصبح كورقة من ورد جوري كخدك الناعم تتلمس قطرات الندى على لمسات القمر.

لا وجود للأمل بدونك ولا حدود لصباح يأتي بحضورك

ورغم حزن الشتاء، ورغم اسراب الغيوم الراسمة شكلا كالسيف على مذبح آمالي، ورغم إدمانك على الغياب سأقولك في روحي التي تستنشق أريجك من رائحة المطر..

صباحك سكر يا فرحي



ذكرى تراتيل السماء

على غفلة من الزمن كنا أنا .. وأنت، عندما أعلنت السماء صلواتها بهطول أول قطرات المطر ..

رائحة الأرض تتصاعد ممزوجة مع بنات الغيوم .. تعيد لنا الذكريات الجميلة المسلوبة مع فصل المحبين .. رائحة تسلب العقل بعفويتها!!

تشابكت الأيادي .. وهرولت الأقدام باستحياء .. متقصدين المشي تحت المطر لتدغدغ قطراته حواسنا المتانثرة الجالبة للفرح.

وقتها فقط أحسست بمعنى الحياة

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

مجرّد "هلوسات"

الثالثة ظهراً، من ذات يوم تموزي عربي عادي جداً ..
وبينما أقلب محطات التلفاز، وإذ بي أسمع المذيعة تردد هذا البيان العاجل الصادر عن القمة العربية الطارئة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تمخّض إجتماع القمة العربية الطارئة للزعماء العرب عن قرارات خطيرة... فقد قرر الزعماء:
- إيقاف كافة أشكال العلاقات مع دولة إسرائيل وحلفائها في المنطقة، كأمريكا وبريطانيا، وإبطال العمل بمعاهدات السلام المبرمة معها، وذلك رداً على عدوانها الآثم على الشعب الفلسطيني وحصارها الجائر لقطاع غزة.
- البدء بإجراءات عملية على أرض الواقع لترسيخ مبدأ الوحدة العربية، بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبدء بإلغاء الحدود بين الدول العربية، والسماح بحرية التنقل بين كافة أقطار الوطن العربي.
- إصدار عملة عربية واحدة، مع بداية العام المقبل، يجري العمل بها في كافة الدول العربية.
- دعم دول الخليج العربي الدول العربية غير النفطية الفقيرة، ومدها بالمساعدات اللازمة لرفع دخل المواطن العربي وتحسين مستوى المعيشة.

ورداً على هذه القرارات، هددت إسرائيل بحرب شاملة على العالم العربي، مستخدمة أسلحة نوعية غير تقليدية، كما وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلقه من تأزم الوضع بالشرق الأوسط، وأن القادة العرب بقراراتهم تلك ينعون عملية السلام مع الدولة العبرية.

وفي تصريح مفاجئ، من أمين عام جامعة الدول العربية، رداً على تهديدات إسرائيل، قال: "أكد أن القادة العرب يقرأون بحذر التصريحات الصادرة عن إسرائيل، ويعتبرونها قراراً مباشراً وصريحاً عن رفضها للسلام ودفع المنطقة إلى حرب شاملة. وأنهم على استعداد تام لأي مواجهة عسكرية محتملة، مهددين بدورهم الكيان الغاصب بحلول ساعة الصفر".
كما وصرح العاهل السعودي بأنه سيتم قطع النفط فوراً عن الدول الداعمة لإسرائيل في المنطقة.
هذا، ومن جانب آخر، فقد عمّت كافة المدن العربية مظاهرات غاضبة من التصريحات الإسرائيلية، ومؤيدة بشدة لقرارات الزعماء العرب ومطالبة بالرد السريع على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والتحرك السريع لتحرير الأرض والإنسان.
***
شعرت بفرحة عارمة .. وأمل كبير بنصر قريب ومحقق وبفجر آتٍ يلوح في الأفق.. فبدأ فلبي بالخفقان وبدأت أقفز من الفرح .. وإذ بألم شديد في رأسي .. فتحت عيني وإذ بي أكتشف بأني وقعت على الأرض، واصطدم رأسي ببلاط الغرفة..
عندها أدركت أنني أحلم.. فابتسمت وتابعت حلمي من جديد.

الخميس، 20 نوفمبر 2008

وطن ...

" ما هو الوطن...؟؟!"

كنت صغيراً عندها .. ومازلت أبحث عن إجابة شافية عن مفهوم الوطن.. كي أستطيع أن أرى إذا كان الوطن الذي يتحدث عنه الجميع  يشبه الوطن الذي في مخيلتي..

***

"ما هي الحرية التي ندافع عنها ونحلم بها؟"

هل من الممكن أن يكون لها تعريف ما.. فالكل يدافع ويطالب بالحرية .. وهنا أقف طويلاً وأنا أسأل نفسي هل يحلمون جميعهم بالحرية نفسها..؟؟

هي لعبة المفاهيم إذن .. فهي بسيطة جداً لدرجة لا يمكن التعبير عنها إلا بها ..

فإذا بادرت أحدهم بسؤال مباغت .. "ما هو الوطن..؟؟" سيكون الجواب الأكثر ذكاء لاشك في هذه الحالة " حسناً دعني أقول لك أن الوطن هو الوطن... لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك..!"

 ***

فمنذ نعومة أظافرنا تعلمنا حب الوطن، تعلمنا أن الوطن هو أهم شيء في الحياة، تعلمنا أن هناك من يقدمون أرواحهم فداءً للوطن !!

وعندما حاولوا أن يعرفوا لنا الوطن في المدارس... كان تعريفهم :

(الوطن: هو القطعة من الأرض التي يسكن عليها مجموعة من الناس وتنشأ فيما بينهم علاقات اجتماعية و...)

لم أشعر بالانتماء حينها.. أحسست أنه وطن آخر ندرس عنه في الكتاب لا أكثر..

***

ماذا إذا سألنا السؤال بصيغة مغايرة "ما هو وطني ؟؟"

هل تغير المعنى؟؟ أعتقد أنه تغير بصورة كاملة .. فـ "وطني" تعني الوطن الذي يخصني، وهو غير وطنك وغير وطنه وغير أوطان الآخرين... وهنا تكون الإجابة عن السؤال هو "فكرة" أو بمعنى آخر ما يرتسم في مخيلتي عندما يقال أمامي "وطن" كأن يكون الوطن هو قهوة الأم في الصباح أو زاوية صغيرة في غرفتي ..   

لا أدري حاولت كثيراً أن أبحث عن الوطن الذي حدثونا عنه في الكتاب.. ربما وجدت واحداً..

ولكن عندما أجد أن هناك من يموت فداءً للوطن يخطر لي أنه هل من الممكن أن يكون الوطن هو الأرض؟؟

الأرض التي ولدت عليها و تنفست من هوائها؟؟

ولكن ماذا عن فلسطينيي الشتات فهؤلاء ولدوا في أماكن أخرى في التشرد ولم تطأ قدمهم فلسطين ولا حتى في الحلم .. لكن تبقى روحهم معلقه هناك بين الألغام والمعابر .

فالجميع هنا كما أعتقد يدافع عن وطنه الخاص المنفصل تماماً عن أوطان الآخرين.. ومن هنا نخلص إلى أن "الوطن" هو الفكرة التي نتخيلها عن الوطن..

و"الوطن" هو الوطن في أحلامنا وأذهاننا..

ليس ذاك الذي لقنونا إياه في الكتب.. ذاك الوطن كان شعاراً..!

***

لا أدري ..

ربما هي الصدفة من قررت أن نأتي في وطن معين... أو في أرض معينة...

عندها ستكون هي الصدفة التي قررت أن نحب هذا الوطن..

نحن إذاً لم نختر هذا الحب..؟؟

فلو أن فيروز لم تأت في لبنان.. ترى ماذا كانت ستغني بدلاً عن " بحبك يا لبنان" ؟!

ولو أن الماغوط لم يأت في سوريا ترى هل كان سيخون وطنه في كتاب؟!

ترى إذا شاءت الصدفة أن نكون في مكان ما .. فهل هذه الصدفة هي المسؤولة عن شعورنا بالانتماء إلى هذا المكان..؟؟

وهل يكون الانتماء صحيحاً واختيارياً في هذه الحالة؟

ترى هل سنصل إلى يوم ما نستطيع فيه أن نختار وطننا؟

لا أدري إن كانت كل هذه عبارة عن تساؤلات بلا جدوى.. ففي النهاية عندما أقف على حافة ذلك الشاطئ الرملي الضيق.. عند المياه شديدة الملوحة والمغرقة في القدم وأنظر إلى ما وراء الجبال الشامخة المصطفة عند ضفته الأخرى وأتنفس هذا الهواء القادم من عندها أقول هذا هو "وطني" الذي أحب ولا شيء آخر...

***

ربما نحن لا نشعر بانتمائنا إلا عندما نوشك أن نخسر الوطن...

هل يمكننا أن نتساءل من هم أكثر الناس تعلقاً وحديثاً عن الوطن..؟؟

المنفيّ؟ من تم انتزاع الوطن منه ؟ المهجّر؟ الفلسطيني ؟

نعم... يبدو أن هؤلاء هم من اختارهم القدر ومنّ عليهم بالإحساس بنعمة الوطن أكثر من البقية...

حيث يعود الوطن هنا ليأخذ طابع الحلم.. أو ربما يكون الأمان الذي نفتقد..

أو ربما...

يكبر مفهوم الوطن كلما اشتدت وحدتنا....!!!

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

الهدية ...

ليس من مطر بعد الشتاء ..

كأنها هي الشتاء ما بعد المطر ..


ليس للأرض أرضاً .. ولا للسماء سماء ..

كأنني أنا الفراغ المبلل بالوجود ..


ليس من هدايا دون أسماء .. كأنها رغبة لمقدمة لا داعي لها ..

وليس للمقدمات .. سوى الكلمات .. تلك التي بين البين وقبل القبل وبعد البعد وفي كل الأشياء!! ..

الخميس، 11 سبتمبر 2008

ما بعد الصمت ...

كان يخبيء في علبة الأسرار بكلة شعر مسائية ويحول حقيبتها إلى حكايات قصيرة .. كان جسدها يشتعل في العلبة ويحترق أكثر في شكل الحقائب النسائية

كان يعتقد أن الحب امرأة نسيت أن تخبأ القلب في جزء ضئيل من الذاكرة .. وأن الرجل امرأة تفكر كيف ستعبث بجسدها هذه الليلة .. لتقفل على التاريخ شبابيك الحياة ..

كانت تجلس طويلاً لتعرف ما الذي يريده ذاك الواقف أمام المرآة .. يحاول تخريب كل ما تفعله بنفسها من أنثويات ..

كانت تؤجل الصمت أمام كل رجل .. لأن الصمت امرأة أخرى تفك أزرار الوقت لمزيد من الصراخ ..

كلاهما كانا يحتفلان بمزيد من الفوضى .. ويأكلان من الشجر زنى الطبيعة .. ويحفران في الأرض قبوراً للقادمين ..

كلاهما .. جدد ذاته في اليدين .. وغاب عن الوعي لأكثر من يد واحدة .. وجرب كلمة اليقين دون أن يفعلها ..

كانا وردتان ينجبان كل يوم وروداً إضافية للحب .. لكنهما ينظران الآن إلى ورود إضافية من أجل أن يكملا طريقاً آخر نحو الحياة .. من أجل الحرية

هكذا أرهقتهم وجوه السماء .. أو الأفكار الأخيرة عند معبر اللحظة ..

الروح كدمية يلهو بها شيطان يرقص بالقرب من حافة قدر .. والعيون حركة دائرية تبحث في غلاف السماء عن المستحيل ..

الأقدام تجرب امتدادها بين جدار يفصلها عن مساحة الوجود .. ليستل من رحم العدم فكرة منطقية للحياة ..

الجلد يتشبث بالرحم .. ليخرج منه جلوداً أخرى .. والغائبون عن هذا الوعي ينتظرون ما تبقى من ساعات لتقلهم قطارات الأمكنة إلى حيث لا يذهبون .. في فضاء تأسره الحرية

الاثنين، 12 مايو 2008

رسالة إلى ذات الصوت المخنوق في عنقي ...

لا أريد شقاء الصمت المخزون في الأرواح التائهة .. ولا أحب رائحة الياسمين التي تعانق أشواك الحرية، ولا خزائن العطور المشرئبة في جسد الزمن الأنثوي ..

أحب لو أستمر طويلاًَ وشقياً بلا أسوار تحضن منطقة الأمل ، بتفاؤل محزون، أو بخيال يؤجل فكرة الهروب من الجنة ..

ليت الكرة الأرضية تتدحرج على مخيلة تائه في الذات، أو بين قبور المرايا المتكررة في وجه اللحظة القادمة، فبعض العتمة يخبيء لوحة الألوان الإضافية على الروح، والضوء الخافت من ذاكرة العتمة يكشف أجزاء من عمق اللوحة، لتبقى معالم الرؤيا مختفية في الظلام، كعيناي وهما يبصران شكل العتمة، ثم ألوذ بالفرار من وضوح الرؤية، وابقى بين هموم الأضواء الخاتفة كشيء ما أتذكر أنه الحلم!! ...

ليس أجمل من ذات الكلام العفوي العتيق، كحلم يخرج من عنق الزجاجة الصماء في الروح، وكلغز من الفرحة أن تلاقيه وحيداً في طريق من الغريبين الذين ينتظرون خوفك حتى تستمر لعبة التكفير في المسير ...

ربما حاول وهمك الطويل إيقاف كل الدمى المتحركة في قلبك الأول؟، أو ربما يعرف المخربون أن في منتصف الأوردة شرايين تلهو من أجل الحياة ..

فيا أيها الصامتون في قلبي، لا تخجلوا من الحقيقة البيضاء، لعل ذات يوم تزهر الثياب التي تغطي شهوة الجسد، وتستبيح لحظة الأخلاق لتعلو على غطاء كل إناث رجولتي صرخة المستحيل!!

لعل الزنابق تخرج حية من موتي البطيء على فم الذاكرة، أو عل البحر يحيك لي قصة من الخيال الأنيق، ليزين وحدة جلدي بشفافية الشمع الأبيض وهو يحرق رسائل الفوضى بشيء من دخان التأكد ...

ليتني تجولت في فكرة عاشق وهو ينسج من خيوط الليل وردة لهواء يحوم حول وجهها، ثم لا يشعر بالحروق، وهو يحاول الوصول إلى لغز عينيها وهي متعبة من أبواق المساكين...

هي ذاتها اللحظة التي أسرق من الكون كلام الغروب, اختزله في بضع شفاه أخجل القول منها بأن علي مغادرة هذا الجمال الأبدي في لغة الشمس ولهجة القمر، أو أخرج من توارد الألوان في لحظة واحدة، كأنني أضيع بين نفسي واسكن لحظة هذا الغروب ...

هو نفسه الحبر الذي لا أستطيع به الإيحاء عن مواسمي النادرة في صوتك النادر، كآخر مرة تعرف بها العيون كيف ترى لذة المختبيء في رحم الدنيا، ثم هو نفسه من يبحث عن غرق جديد ليجد نفسه في شطآن أخرى لا يعرف كيف يسير بها كغريب ...

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

وسقط الحب ..!

ربما بشيء من الإهانة قلت لها أحبك، وقتها سقط الحب كرداء من الليل الأليم، وضحكت على مبدأي اللامرئي في الحياة ...

ثمة من يخرج عن صمتي ليعبر عن ما فيّ بطريقته الخاصة، وثمة من يحركني كدمية بريئة الملامح على مسرح هذا الوجود، بخيوط تبحث في أماكنها عن مفاصل الجسد، وتتأخر لبعض الوقت في التعبير عن ذاتها الخيطية بذوق من أحاسيس الدمى.

هناك، جزء أشعر بأنه سيموت في وريد عيناي وهما تنظران نحو المجهول ..

وهناك رجل عجوز يغير طريقته في ترتيب الذاكرة، وهو يقف وراء كل نافذة تفتحها فراشات الذاكرة على الأفق البعيد، كأنه يبحث عن ألوان عينيها، وهما يقفان قبالة هذا العصر الأخير من التعب ..

شكراً لهذه الساعة المتأخرة من الليل، وشكراً لصوتك الذي يغادر كل أفكاري بحثاً عن غطاء ناعم للعراء، شكراً لقصائد الفوضى، وسبابة يدك اليمنى، عندما ترتفع كالنغم الحزين على ذنوب موتي البطيء باتجاهات الأمكنة، وخوفي العميق من زمن أنيق، أنيق حتى الروعة، لكنه مجهول ...

ربما أعرف أني أجهلكم في شكل الفساتين التي ترتديها عروس الكلمات، لتبقى في قاموس غباءكم، طموحاً من الحب لا ينتهي، تهدونها للقانونيين في أعراف قلوبكم، وتنسون من أهداكم الإحساس بالضمير ...

هو هكذا وجدت نفسي أمام جرح طفل صغير في هذا العالم، أو كما أحب، طفلة تبحث في خريطة الكرة الأرضية، عن بكلة شعر، ودمية بيضاء اللون، لتشعر قربها عند آخر كل ضوء، بالسلام ...

هو هكذا صمتي، عندما ترتفع المراجيح دون أي توقيت للسماء، وهي تبحث ما بين الغيوم، عن رجل يقف خلف ضباب العتمة، وامرأة تجلس في الجلد، لكنها تخاطب أسرار الروح ...

هو هكذا الزاج، يجرح السائل الأحمر في سكوني، ويدعني أشرح كيف تكون رموز الوحدة، في قلب أغلقت فيه كل حجرات تصبحون على خير، وتستيقظون فيه، على رجولة أخرى، أو ليتها كانت على وطن ...

الاثنين، 31 مارس 2008

الأشجار تموت واقفة ..

050401احاطت الشمس بزنوده القوية واعطتها شعاعا قد سمرها ...

وبتلك السواعد قلب هذه التربة وقلب حصبائها ترابا ناعما اخذت اشجار الزيتون من ظهره انحنآته ....

ورسمت اشجار التين على اوراقها تجاعيد وجهه ...

كان حقله نور وجهه ... وامتلاءالفرح في قلبه ... منذ قليل فقط اخبره المجند ان عليه الرحيل ...

وان هذه الارض قد صودرت لدولة اسرائيل وان كنت غير موافق فبعد التنفيذ ارفع قضية اننا عادلون والحق لا يضيع عندنا ......

خارت قواه والارض في طريقها الى الزوال ....

بكت اشجاره عندما سقاها ولم يبخل عليها في البكاء ..

احس اليوم بالمنفى وراى الآهات كيف تصبح سجناً لا يخرج منه المعتقل .......

تعاظمت صرخاته ...لكن من يسمع، تجلت احزانه بتدفق المياه من الخرطوم ليسقي الاشجار ...

لا وقت للاحزان ولا وقت لصدى الراجع ..

حمل الفاس وامام الحقل وقف...

همت الجرافات كغول جائع رمى بالحجارة في وجه ذاك الغول لكن دون فائدة ...

تنفس عميقا واعاد الكره لكن دون فائدة .....

اراحه المجند برصاصة لم تتحرك في جسده واستقرت واستقر على الارض دون حراك ...

فقال المجند رصاصة طائشة.........

نشرت في مدونتي السابقة :

http://artoftrust.maktoobblog.com/286861/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B1_%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%AA_%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81%D8%A9_.._%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D9%85%D9%86_%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84

الأحد، 23 مارس 2008

إعترافـــات ...

* ربما أكون قد ظلمت الكثيرين في حياتي و ها أنا ذا أعتذر لهم ...

و لكن ما يحزن أنني حين أعتذرت كانوا هم يخطئون بحقي .. و لازالوا يكيدون لتدميري، لذلك قررت أن أكمل ظلم نفسي وأعتذر لهم مرة أخرى ليس خوفا بل طمعا في كلمة صديق – هل أنا مصيب- لا أظن- ؟؟!

* كثر هم من يعرفونني ويحبونني و لكن أدرك أنهم لا يحبون صراحتي ولا يريدون معرفتها لذلك احبوا الكذب وخشوا تحقيري لغبائهم فسحقا لهم..

فمنذ الآن لن استمر في خداع من يريد أن يتم خداعه، فأنا لدي إيمان بأنه لا ينخدع إلا من يريد أن ينخدع مع سابق الإصرار و الترصد لمخادعتي له.

الخميس، 6 مارس 2008

حكاية .. لبحر ذات حرية

ولدوا و كبروا، وبينهم وبين بحرهم مانع بعمر ابائهم، أو أكثر.1201020649

الاحتلال!

ولمن لا يعرف تحديداً ما هو الاحتلال على الأرض، سأحاول أن أُعرف: هو بوارج تآخي الماء حتى تحسبها من مكوناته الطبيعية ، قناصة يتصيدون أي حراك خشية أن يباغتهم كلب بعواء فيتقيأون دم عروقهم، دبابات مجنزرة بالحقد، أحدث آليات الهدم، طائرات تكسر كل سكون، وآخر ابتكارات مصانع أسلحة الهمجية العالمية.

هذا هو الوصف الأكثر بدائية، ولو توغلنا في نفوس أهلنا الذين عاشوا الاحتلال، لوجدنا صف الكلمات أعلاه أكثر من تافهة وقليلة.

أهلنا الذين كبروا مع احتلال كان مع كل يوم من عمرهم يهرم على وقع تصميمهم على الحياة بكرامة.

كبروا بين انتفاضتين، من بقي منهم!

فكثر ابتلعتهم فلسطين على حساب حريتها الموعودة في احد الانتفاضتين، أو بينهما.

كبروا بالهم و التعب و الشقاء، ولكنهم كبروا.

ليس ككل من يكبر بجوار موج.

لا طبعاً، فهم فلسطينيون، وهم فلسطينيون تحت الاحتلال.

وان تكون فلسطينياً فتلك حكاية، وأن تكون فلسطينياً تحت الاحتلال، فهذه حكايات اخرى.

وفي لحظة كِبر، انكشف لفلسطينيين ما عادوا تحت الاحتلال بحرهم.

أقترب موجه وعلا فخراً، أتاهم حتى اطراف اسرتهم، تسلل تحت شراشف الطاولات و داعب تراخي الاصابع الغافية.

هذا البحر!

هذا بحرنا!

بدا بديهياً ان يتلمسوا ماءه_ وصدقوني، ملمس الماء حنون و هانئ كجنين متلفح بسوائل الرحم_ واللمسة أثارت اخرى، واللمسات تجمعت بكثافة و بسرعة فصارت عناقاً .

عناقاً حراً جميلاً كالولوج في طراوة النشوة. كلعق أثار العسل عن طرف الشفة.

عناقاً لا يشبه الاه: الركون الى متن الماء، ألم يُجعل منه كل شيء حي؟

ركن من سبق من فلسطينيي اللحظات الأولى ما بعد الاحتلال إلى ماء بحرهم.

ولكن الفلسطينيين لا تشملهم اي بداهة !

فالبديهي، وكما يحدث مع كل من كبر مع البحر: نركن إلى الماء الذي جُعلت منه الحياة، فيحملنا و يحضننا و يمنحنا أحاسيس رائعة نشتهيها كل لحظة في الحياة.

ولكن الفلسطينيين لا بدهات عندهم، ولا لهم، ولو بعد الاحتلال!

مدوا للماء روحهم المنطلقة تواً من ادعاءات السلام.

مدوها بغبطة الحرية.

بلى، كانوا سريعين كعصفور أنطلق للتو كسهم مصوب هرباً من قفص "كسر جناحاتو".

كانوا أسرع من ان يفهم الموج كيمياء حبهم المباغت.

تفاجئ البحر!

أهم ناسه حقاً؟

أهم يتنشقون الحرية التي لم يتأكد بعد أن من حق موجه و مخلوقاته أن تدعيها؟

أهم آتين اليه بكل هذا الفرح كما الاطفال على متن موجة؟

والبحر سأل: أحقاً يا رمل ستباركني دعساتهم؟

وقبل أن يستشعر وقع أقدامهم، كانت أجسادهم تشقه، تلهو بموجه، تقبل ملحه و تحرق العيون به جيداً حد الدمع فرحاً، ولا إدعاء للانتقاص من كرامة الرجولة.

فالحرية هي كرامة الانسان الوحيدة المضيئة!

وفي هذه الحرية الغامرة.

أحتار البحر، وأنهبلت أمواجه.

صهلت بالسعادة المنتظرة، وشهق بعض فلسطينيي اللحظات الاولى في عشق البحر الدهشة.

هم ما غرقوا.

لا!

لا يأكل البحر أحبته.

لااااااااااااااا

بل هو يمنحهم ميتات ولا أروع.

ياااااااه يا بحر!

أخذتني الحكاية 25 سنة لأقرر أي ميتة أتمنى، وأنا كبرت منذ صرختي الأولى معك.

أريد هذه الميتة يا ماءك.

أريد أن أنعتق مني بأن أمارس مع موجك عشقي للحرية.

وسننتشي فرحاً.

أنا بميتة مكررة لمن سبقوني الى أسرارك، وأنت بعشقي المتقتل مع كل طريقة مغايرة للموت الا على مرمى حفنة رمل، وحكاية لا تشملها البداهة!

هي حكاية حرية فلسطينية.. لم تنتهِ بعد، قل للشواطئ و لكل من سيكبروا بعد:

" لقد بدأت للتو"

الثلاثاء، 26 فبراير 2008

علّ المطر ينزل ...

منذ رائحة الخشب المؤقت خلف أقدام الطريق ..

ومقاعد الغائبين تبحث عن لا وقت.. لا يستطيع فيه المتعبون الجلوس تحت السماء .. فشتاء حتى الآن دون مطر ..

قبل المطر .. أينما تبقي عيناك نحو مسألة الرماد .. يتأخر الوقت وتموت الحياة فجأة .. ثم يتذكر العابرون متى بللتهم رعشة الإنحناء خلف الطرقات المؤدية إلى حجرة القلب الأخيرة ..

رشفة متقدمة من الشاي لتذبل أوراق الزعتر .. ولوحة الألوان سوف تبدأ تواً بالذوبان لحظة أول المطر .. والعابرون يحتفلون بالفوضى الأنيقة ..

فوضاي أم فوضاهم .. موتاي أم موتاهم .. علّ المطر ينزل!!.

الجمعة، 15 فبراير 2008

طفل يعرب كلمة فلسطين إعرابا تدمع له العين

قال الأستاذ للتلميذ ..... قف وأعرب يا ولدي

"عشق المسلم أرض فلسطين"

وقف الطالب وقال:

الأول: فعل مبني فوق جدار الذل والتهميش

والفاعل: مستتر في دولة صهيون

والمسلم: مفعول!! بل مكبل في محكمة التفتيش

وأرض فلسطين: ظرف مكان مجرور قصراً مذبوحٌ منذ سنين

قال المدرس: يا ولدي مالك غيرت فنون النحو وقانون اللغة؟؟؟

يا ولدي إليك محاولة أخرى .....

"صحت الأمة من غفلتها"

أعرب...

قال التلميذ ....

الفعل: ماضي وولى ... والمستقبل مأمول

والتاء: ضمير تخاذل ... ذلٌ وهوان

الأمة: اسمٌ كان رمز النصر على أعداء الإسلام

أما اليوم فقد بات ضمير الصمت في مملكة الأقزام

وحرف جر الغفلة ..... غطى قلوب الفرسان

فباتوا للدنيا عطشى

وشروها بأغلى الأثمان

الهاء: نداء رضيع ... مات أسير الحرمان


قال المدرس: مالك يا ولدي نسيت اللغة وحرفت معاني التبيان؟؟؟

قال التلميذ: بل إيمان قلْ .... وقلبٌ هجر القرآن

نسينا العزة .... صمتنا باسم السلم .... وعاهدنا بالاستسلام

دفنا الرأس في قبر الغرب .... وخنا عهد الفرقان

معذرة حقاً أستاذي

فسؤالك حرك أشجاني

وألهب وجداني

معذرة يا أستاذي .....

فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني وتهد كياني ...

وتحطم صمتي ...


عفواً أستاذي

نطق فؤادي قبل لساني

عفواً يا أستاذي؟؟؟؟؟؟

وصلني هذا النص عبر بريدي الالكتروني ومن جماله احببت مشاركتكم به

الثلاثاء، 12 فبراير 2008

لقــاء ...

وعدها باختصار الليل .. لكنه لم يعد نفسه تماماً متى يبدأ هذا المساء؟!

النجوم ترقص في حركة دائرية .. وغلاف القلب يتعب من دورانها

الأرض تثبت حجم الثبوت .. لذلك يغيب القمر .. وثوب الروح يخلع عن صدرها هواء الحقيقة .. لتختنق الورود في الذاكرة .. وليهدأ هذا الكون الجميل حاملاً معه سبات الإنتظار ..

كأنها غجرية بلا لقاءات .. صحراء بلا قافية تمهد لبوح جديد .. ربما سيأتي مع الشفق وقت الغروب .. رجل يتأخر في كل قلب عن مواعيد الذاكرة ..

هي، العجوز التي وضعت عكازها على إثر عكاز نبي قديم .. لكنها حركت العصى حول مركز الصمود .. لتكتشف ما الذي سيأتي به ذاك الرجل في محيط الدائرة ..

هي، دائماً في الإنتظار .. وجهها ينتظر .. قلبها ينتظر .. حقيبتها تنتظر .. شعرها يتأمل في عيناها شكل الانتظار .. ورئتاها مفتاحان لأبواب مغلقة .. كم هو موجع ألم الوقت .. وكم هي حالمة ألوان المساحات الأمامية للوجوه .. كأن الأطفال نسوا مواعيد الساحات المحاطة بالتراب .. ليلعبوا بين مسافة المدى والعينان تتأملان ظل القادم من الخلف ..

أتراه كان ينتظر؟! ..

سؤال يعبر في كل الأبواب .. ينزلق تحت الجلود .. وتبقى كما هي تنتظر هذا القادم ..

هذا القادم لها بــ حرية!!!