تعريف الجنس البيولجى هو أنه غريزة تملكها كل الكائنات بغرض حفظ النوع . التعريف هنا يساوى بين كل الكائنات بينما للأنسان توجد لديه خلفيات آخرى فى ممارسته للجنس لذلك من رأيي يجب الفصل بين نوعان من الجنس الأنسانى والبدائى
الجنس الأنسانى :
من وجهة نظر أخلاقية وأنسانية فالجنس عملية بيلوجية غرضها التواصل الجسدى بين رجل وأمرأة كترجمة لعواطف حب مشتركة مدعمة بقبول المجتمع لهذه العلاقة قد ينتج عنها خلق أنسان جديد فى هذه الحياة وتقوم تلك العلاقة برضا الطرفان البالغان بدون أى أهداف أخرى أو ضغوط خارجية.
الجنس البدائى .
وتصبح كل الممارسات الخارجة عن هذا النطاق كالدعارة والأغتصاب والزواج بغرض المال والزواج الأجبارى والتحرشات وزنا المحارم والأعتداء على الأطفال جنس بدائى.
فالأول قائم على الوئام والتفاهم ونتائجه إيجابية أما الثانى فخلفيته التملك أو العنف أو التدمير ونتائجه سلبية.
مراجعة لبعض المسلمات:
- الأغتصاب ممارسة جنسية:
النظر للأغتصاب على أنه ممارسة جنسية غير سليم فالأغتصاب هو عملية تدمير وتحقير نفسى وجسدى وأستغلال جسد الضحية بدون موافقتها بغرض السيطرة والأنتقام وأثبات القوة متمثلة فى صورة الممارسة الجنسية وليس محركها الحقيقى هو الرغبة الجنسية ولكنها أستغلال للرغبة الجنسية لأرضاء الدوافع الآخرى.
- التحرش ناتج عن شهوة جنسية:
التحرش ليس ممارسة جنسية فأى رجل أو شاب يعلم تماماً أن تلك الممارسات لا ينتج أى شعور باللذة أو الأشباع سواء للرجل أو للمرأة .
لذلك فالتحرش الجنسى كما حدث فى القاهرة ليس مماراسة جنسية ولكن ممارسة لها دوافع مرضية تصب فى خانة التدمير والعنف والتحقير والتملك.
- الأغتصاب هو ممارسة الجنس الفعلى الكامل بدون رضا الضحية :
( ليس الممارسة الكاملة وحدها أغتصاب فاللمس المستتر أو العلنى أو التعليقات الجنسية أو الألتصاق يعتبر أعتداء جنسى ونفسى على الأنسان ويترك أثار نفسية وجسدية سلبية على الضحية وأغتصاب لحق لا يملكه الفاعل)
- الزمن يشفى الجروح :
(كلام مصاطب , فالأعتداء الجنسى يترك آثاره على تطور شخصية الأنسانه وتوازنه النفسى وعلاقته بالآخرين , سأذكر بعض التأثيرات الناتجة عن الأغتصاب : فقدان الشعور بالأمان والقلق النفسى ,الأكتئاب , الأدمان , ,ضعف الشعور والأعتزاز بالذات , الممارسات التدميرية , الرغبة فى الأنتحار , الأنعزال , مشاكل فى ممارسة الجنس أو عدم الرغبة فى الممارسة ,....... ... )
- - مصر مجتمع أخلاقى :
(لو كل ضحايا الأعتداءات الجنسية سواء أغتصاب أو زنا المحارم أو الأعتداء على الأطفال أو التحرشات بكل صورها قاموا بالأبلاغ ستتعدى الأرقام الكثيرمن بلاد العالم , الفضيحة والخوف وعقاب المجتمع نفسه للضحية يقف عقبة أمام معرفة الأرقام الحقيقية ولكن فى ضوء التحرشات العلنية فى الشوارع يمكن أن نتخيل ما يحدث فى الخفاء . مصر ليست بهذا النقاء والعفة التى يتخيلها البعض والتى تقدمها وسائل الأعلام وهذه ليست حوادث فردية .
حسب سى .جى . يونج فهناك علاقة بين الأعتداءات الجنسية وبين الهلوسة الجنسية كالمبالغة فى أستخدام الأيحاءات الجنسية وذكر الأعضاء الجنسية بأستمرار والممارسة المبالغ بها للعادة السرية والأفتخار بالأعضاء الجنسية والأشارة الدائمة للقدرة الجنسية وهذه ممارسات شائعة جداً فى مصر.
- مسئولية الضحية
الجناة فى حوادث الأغتصاب يقدمون التبريرات التالية:
- الضحية قامت بأغراء الجانى سواء من خلال ملابسها أو أفعالها.
(السؤال هنا لماذا لايقوم كل الرجال بهذه الممارسة إذا كان هذا هو المحرك الفعلى ؟ فالمرأة العارية من الممكن أن يعجب بها الرجل الطبيعى أو يشتهيها ولكن أن يرغمها على الفعل الجنسى فهذا له أسباب آخرى كذلك فجرائم أغتصاب الأطفال بالطبع ليس محركها ملابس الأطفال والممارسة مع الحيوانات كما نسمع فى ريف مصر ليس لها علاقة بأفعال الحيوانات أو ملابسهم؟ ) . ربما يوضح ذلك رد الفعل الأسترالى فى حالة مفتى أستراليا فهو عن غير قصد كرر نفس كلمات الجناة فى حوادث الأغتصاب.
- الضحايا من داخلهن يرغبن فى من يغتصبهن ليشعرن بقوة الرجل
(على وزن يتمنعن وهن الراغبات ,لا يوجد أمرأة سليمة ستقبل هذا الرأى فهذا رأى رجولى صرف لتبرير ممارسة العنف والقوة كذلك ماذا عن أغتصاب الأطفال هل يتمنون أيضاً ذلك؟)
- النساء يتلذذ ن خلال عملية الأغتصاب
( كلام لا يستحق التعليق , فالتهتكات والجروح الناتجة عن عملية الأغتصاب دليل على مدى العنف ومدى الألم التى تواجهها الضحية)
- الضحايا يختلقن قصص الأغتصاب للأنتقام من الرجل
( نفس الرد السابق )
- الخمر أو المخدرات كمسبب للواقعة
( فى مقولة لشكسبير الكحول قد ييقيظ الرغبة الجنسية ولكنه يعطل القدرة على الممارسة الجنسية , فبعض الجناة يتعاطون المخدرات أو الكحول قبلها عن قصد لأخفاء الغرض الحقيقى عن الآخرين أو عن أنفسهم وبعدها ألقاء اللوم على المكيفات)
مكونات الفكر الجماعى فى نظرته للمرأة:
الدين :
طريقة فهم القصص الدينية للأسف تشكل عامل سلبى فى النظرة للمرأة فبدل من أخذها كحدث منفرد مرتبط بالقصة نفسها تأخذ كتعميم فمثلاً قصة يوسف وامرأة فرعون هنا يعتبرها الكثيرون دليل مسلم به على غواية المرأة للرجل وكيدها إذا رفض الرجل الغواية .كذلك قصة آدم وخروجه من الجنة على يد حواء .كذلك قصة لوط وأبنتاه فهما اللتان قامتا بأغرائه على ممارسة الجنس بعد تقديم الخمر له كما يجب أن لا ننسى أن زوجته خالفت الأمر ونظرت خلفها وبذلك عاقبها الله بتحويلها عمود من الملح . لن آخذ برأى الباحثة هلجا سورجا من جامعة كاسيل وهو أن الحقيقة ربما أن تكون العكس فشيخ عجوز عند سكره ليس بأستطاعته ممارس الجنس مع أمرأة ولكن المنطقى أن يكون هو من قدم الخمر لأبنتاه ليضمن أستمرار نسله . ما أعنيه هنا أن تفسير وفهم الدين بطريقة تقلل شآن المرأة متداول وأعتيادى لذلك أتمنى أن لا تكون خطبة الجمعة القادمة عن يوسف وأمرأة فرعون , وذلك يوضح مسئولية وتوقيت التفسيروالطرح.
نزعة التملك :
فى المجتمعات القبلية والبدائية القديمة لا يكون الجنس شأن وقرار فردي بل شأن عائلى يظهر فكر التملك والسيطرة فى أختيار الزوج المرتبط بموافقة الأب والعائلة , فلابد أن يوافق الأب على من يتزوج الأبنة وبالتالى من يمارس معها الجنس كما أن هناك ثمن معين لهذا الزواج فمن يأخذ الأبنة يجب أن يدفع مقابل لهذا التبادل وتتحول هنا الفتاة إلى سلعة تبادلية وهذا الثمن تدخل به أعتبارات آخرى ليس لها علاقة بموافقة الأبنة . صدمت العام الماضى عندما أخبرتنى صديقة كانت تعمل فى أفغانستان أنه من الشائع بيع الزوجة بثمن معين أو أبدالها بأمرأة أخرى أو فتاة أصغر مع دفع الفارق فهنا المرأة ملكية الأب أو الزوج يستطيع أن يفعل بها ما يشاء , مثلاً إذا رأيت أب أو زوج يضرب أولاده أو زوجته وحاولت التدخل فربما سيقول لك مراتى أو أولادى وأنا حر أعمل اللى عايزه .
وفى مجتمع مازالت هذه الأفكار سائدة به مع عدم وجود قدرات مادية لتحقيق هذه الرغبة تظهر به ممارسات عنيفة لتحقيق هذه الرغبة فى التملك.
السياسة:
الممارسات والأعتدائات الجنسية توضح مشاكل وتركيب المجتمع وأخفاء هذه الممارسات هم سياسى لأن فضح هذه الممارسات يلقى الضوء على تقصير وفشل الحكومات على جميع المستويات الحياتية سواء تربوى أو دينى أو علاجى أو أعلامى أو أقتصادى وهى تترك هذه المهمة للرجال الدين وأهل الثقة فى الأعلام منشغلة بالتوريث و المكاسب الشخصية.
كما أن الحكومة تتعامل مع رجال وجماعات الدين المكونيين الحقيقين لتوجهات الشعب المصرى على أساس المبايعة فمن مع الحكومة يستطيع أن يقول ما يشاء بدون رقيب ومن ضد الحكومة فهو متطرف , تاركة الشعب تحت تأثير الجانبان ولكن هل للحكومة أتجاه أخلاقى ودينى وأجتماعى تقف وراءه خطة محددة ؟؟
الفكر البدوى :
أحوال المرأة فى البلاد الأسلامية يجعل البعض يحمل الدين المسئولية عما يحدث , لذلك من المهم أن نستعرض أحوال العرب قبل الأسلام, فمثلاً التخلص من البنات ووأدهن والرق وسبي النساء والأطفال وأعتبارهم غنيمة ومكسب حرب والنظرة الدونية للمرأة والهوس الجنسى فكر جاهلى بدوى قبل الأسلام وعندما سيطر العرب على البلاد المجاورة لم يحملوا معهم الأسلام فقط ولكن الكثير من الفكر والعادات الجاهلية أيضاً وعندما تقرأ كتب فرج فودة الصادمة للكثيرين الأخذين بأن كل ما هو عربى فهو أسلامى واعتبار كل مسلم عربى فى السابق أو الآن يطبق ويفهم الأسلام كما ينبغى , تفهم من رد الفعل أنهم أنفسهم لا يفرقوا بين القبائل العربية الجاهلية والأسلام , و هذه تماماً هى نفس النظرة التى يعتنقها الكثيرون فى الغرب كما أن عودة الفكر الوهابى للظهور فى الخمسين عام الأخيرة أفسد عملية التطبيع بين الرجل والمرأة فى مصر فالفكر الوهابى تختلط به الكثير من العادات والأفكار الجاهلية البدوية وخاصة عن المرأة.
المجتمع :
المجتمع هو الذى يضع أسس التعاملات بين أفراده لذلك فمسئولية المجتمع عما يحدث الآن أساسية . فالمجتمع فى مصر يحمى الجانى وينتصر له على حساب الضحية . فالضحية أما هى المسئولة عما حدث أويجب الكتمان خوفاً من الفضيحة والتشهير والعزلة و أحياناً التشفى فى الضحية كرد فعل عما يحدث , كما أن الشرطة أو الأصدقاء أو المجتمع الصغير أو المؤسسات الأجتماعية الذى تعيش فيها الضحية لا تبدى تعاطف أو أحترام نحوها.
لذلك الجناة فى مصر تحت رعاية المجتمع وليس العكس وهو مجتمع مثالى لهم لتكرار هذه الممارسات.
وربما يكون الحل أن تدافع كل فتاة عن نفسها فالضحية التى لاتدفع عن نفسها تعطى للجانى مبرر لتكرار الأعتداء والأبلاغ عن أى أعتداء مهما كان الشخص سيفضح الجناة و يتيح أمكانية معاقبتهم وسيكون أنذار لمن يفكر فى أى أعتداء. و ربما سيقلل ويحمى اللآخرين من الأعتداءات التالية.
كما أن أستمرار مناقشة هذه الممارسات سيجبر المجتمع على تغيير نظرته وسلبيته فى التعامل مع هذه الكارثة.
وكما أن أول خطوات العلاج هو الأعتراف بالمرض لذا يجب الأقرار بأن المجتمع فى مصر وبدون دفن الرأس فى الرمال مجتمع يعانى من سوء فهم شديد للمرأة والجنس.
نقطة أخيرة الباحثة والطبيبة النفسية أورسولا فيتز فى كتابها قتل الروح , لاحظت الكثير من التشابه فى الأعراض النفسية والجسدية بين ضحايا الأعتداءات الجنسية وبين ضحايا معسكرات التعذيب الألمانية والصربية.
وفى المجتمع المصرى يمارس العنف من قبل الشرطة والحكومة ضد المواطينين وفى محيط الأسرة وفى الشارع بكثرة وأعتيادية. لذلك فأن العنف الجسدى والأعتداء الجنسى وجهان لعملة واحدة , وهى عملة تدمر ذات الفرد وذات المجتمع.
أقرأ أيضاً :
د/وليد عبدالله
http://tawaseen.blogspot.com
حوار مع د/ أسامة القفاش
http://jarelkamar.manalaa.net
مدونة / ياسر
http://yasser-best.blogspot.com